لبنان: مطمر "الناعمة" الساحلي مُعرّض لكارثة انفجار

بات مطمر "الناعمة" للنفايات قنبلة موقوتة تهدد حياة السكان، حيث ترك العمال الذين كانوا يعملون على تنفيس الغازات المنبعثة منه المطمر عملهم، الأمر الذي سيؤدي إلى كارثة شبيهة بانفجار مرفأ بيروت.

  • خبير بيئي: مطمر الناعمة مهدد بانفجار وحريق شبيه بانفجار مرفأ بيروت
    خبير بيئي: مطمر الناعمة مهدد بانفجار وحريق شبيه بانفجار مرفأ بيروت

أبلغت شركة "سيتي بلو" موظّفيها العاملين في مطمر الناعمة على الساحل الجنوبي للبنان، بضرورة ترك العمل داخل المطمر الذي تتولى صيانته، بعدما كانت مهمّتهم تنفيس المطمر وحرق الغازات المنبعثة منه، والتخلّص من عصارة النفايات والاهتمام بالعشب المزروع على مساحة المطمر التي تُقدّر بـ291 ألف متر مربّع في حال نشوب حريق، وفق ما ذكرت جريدة الاخبار اللبنانية اليوم الأربعاء. 

بات مطمر الناعمة قنبلة موقوتة تهدّد حياة السكّان في محيطه. إذ مع توقف تنفيس الغازات المنبعثة منه أو حرقها، فإن إمكان اشتعالها وحدوث انفجارات تلقائيّة يُمكن أن تُمحو المناطق السكنيّة القريبة منه، لتصبح خطراً ماثلاً، فضلاً عن الأخطار الناجمة عن تسرّب عصارة النفايات إلى جوف الأرض، مع ما تحمله من مواد سامة ومعادن ثقيلة، بعد أن تُرك المطمر الذي عمل لأكثر من 18 عاماً من دون حسيبٍ أو رقيب.

وكانت شركة "سوكلين" التي كانت تقوم بجمع وتوضيب النفايات لسنوات في لبنان، قد قامت بتسييج المطمر لمنع دخول أي شخص إليه، خوفاً من رمي مواد قابلة للاشتعال. وبعد انتهاء عقد الشركة أبقت الأخيرة على عمالها بسبب خبرتهم في التعامل مع المطمر، رغم انتهاء عقدها مع الدولة، بعدما فشل مجلس الإنماء والإعمار في الاتفاق مع شركة تدير أعمال صيانة المطمر بحسب دفتر الشروط. 

وتحوّل مطمر الناعمة، إلى خطر حقيقي يهدّد السكان المحيطين به، وخصوصاً أنّ العمال لم يقوموا بمهمّة تنفيسه وحرق الغازات المنبعثة منه منذ 5 أيّام، أي بمجموع 40 ساعة. كما أن عصارة النفايات التي تتجمّع انسيابياً في "منطقة فايف" ستتسرّب إلى التربة والمياه.

وتشير المعلومات إلى أنّ معدّل العصارة الذي يتجمّع في المستنقعات يومياً هو 340 طناً، ما دفع كثيرين من أهالي المنطقة المحيطة بالمطمر إلى رفع الصوت خشية وقوع انفجار يشبه انفجار مرفأ بيروت، ويعرّض حياتهم للخطر.

وفي هذا الإطار، أكّد خبير بيئي أنّ "الغازات لا تزال تنبعث بمعدلات مرتفعة من المطمر، ولو أنّها وصلت إلى ذروتها في المرحلة الماضية".

وحذّر الخبير "من أنّ وجود الغازات في وسط هوائي في منطقة مقفلة ومضغوطة تحت الأرض ثم اختلاطها مع الهواء بمعدّل 5 إلى 15% يحوّلها إلى خليط قابل للاحتراق التلقائي وانفجارات موضعيّة تزداد مخاطرها مع كبر حجم المساحة المضغوطة".