قرغيزستان تواجه نقصاً متكرراً في المياه وسط ارتفاع درجات الحرارة
ندرة المياه الجارية في عاصمة قرغيزستان تزداد فيما تلامس الحرارة 40 درجة مئوية وتفرض السلطات قيوداً للتعامل مع هذه الأزمة.
تزداد ندرة المياه الجارية في بشكيك عاصمة قرغيزستان، فيما تلامس الحرارة 40 درجة مئوية وتفرض السلطات قيوداً للتعامل مع هذه الأزمة.
ويقول إيماش أوموروف "لم أحصل على مياه جارية منذ أكثر من ثلاثة أسابيع".
ويهرع عشرات السكان يجرّون عربات فيها عبوات من عدة لترات، باتجاه شاحنات صهاريج ترسلها البلدية إلى الأحياء الجنوبية في العاصمة حيث النقص ملموس أكثر.
وفرضت السلطات، في بداية فصل الصيف هذا، قيوداً لإدارة الإجهاد المائي، سعياً إلى تحقيق استقرار قصير المدى رغم ازدياد الوضع سوءاً مع مرور السنوات، وفق قولها.
ويعكس هذا الوضع الصعوبات المتزايدة التي يعرفها سكان دول آسيا الوسطى، مثل قرغيزستان، لمواجهة الاضطرابات المناخية.
في مواجهة فترات جفاف تزداد تواتراً، يعيش السكان مع موارد قليلة وبنى تحتية متداعية.
وقُطعت في بشكيك، المياه في بعض الأحياء وأُغلقت مسابح ومحطات غسيل سيارات ومُنع الريّ الليلي ونُظّمت عمليات توصيل المياه.
ازدياد الاستهلاك
يُعدّ نقص مياه الشرب مشكلة مزمنة في آسيا الوسطى. وبحسب البنك الدولي، لا يمكن لنحو ثلث سكان المنطقة البالغ عددهم 75 مليون نسمة الوصول إليها.
ودولة قرغيزستان ليست استثناء، حيث يعجز مليون شخص فيها عن الوصول إلى مياه الشرب.
وبعدما كانت هذه الأزمة الحادّة تؤثر بشكلٍ رئيسي على القرى، باتت العاصمة أيضاً مستهدفة الآن في ظلّ نمو سكاني قوي.
ويشرح المهندس الرئيسي في الهيئة الموكلة توزيع المياه في بشكيك قادر بيك أوتوروف لوكالة "فرانس برس" أن "الاستهلاك اليومي للمياه للشخص الواحد كان 170 لتراً، لكنه زاد ثلاث وأربع مرات مع ارتفاع درجات الحرارة منذ أيار/مايو".
ذوبان الأنهار الجليدية
يؤدي الانخفاض في مستويات المياه الجوفية إلى تفاقم الوضع في منطقة آسيا الوسطى الهشّة بشكلٍ خاص أمام التغير المناخي، مع ارتفاع الحرارة بسرعة أكبر مرتين من المعدّل، بحسب الخبراء.
ويقول أوتوروف (61 عاماً) لوكالة "فرانس برس" "انخفض مستوى المياه الجوفية التي تغذّي 40 إلى 45% من المدينة خصوصاً الأحياء الجنوبية فيها، من 15 إلى 20 متراً مقارنةً بالعام الماضي".
ويعتبر أن هذا الوضع "غير مسبوق منذ نحو 10 أعوام".
لكن هذه المياه تتغذى إلى حدٍ كبير من الأنهار الجليدية التي يتسارع ذوبانها، ما يهدد بشكلٍ مباشر إمدادات المياه للسكان.
ويلفت أوتوروف إلى أن"مياه الشرب ليست متوافرة بلا حدود، يجب استخدامها بحذر".
ورداً على ذلك، خصصصت السلطات أموالاً لتجديد وتوسيع الشبكة لا سيّما من خلال حفر آبار جديدة وبناء محطات ضخ.