عشرات القتلى جراء فيضانات موسمية في الهند وبنغلادش
الأمطار الموسمية في بنغلادش والهند تسبب فيضانات واسعة أوقعت نحو 60 قتيلاً وملايين المنكوبين.
لقي 59 شخصاً مصرعهم في الأمطار الموسمية في بنغلادش والهند، التي أدّت إلى فيضانات أصبح ملايين الأشخاص منكوبين بسببها، حسبما ذكرت السلطات اليوم السبت.
وتهدّد الفيضانات باستمرار الملايين في بنغلادش، البلد الذي يقع على ارتفاع منخفض. لكنّ خبراء يقولون إنّ تغير المناخ يزيد من وتيرتها وشدّتها ويضعّف إمكانية توقّع حدوثها.
وتغمر المياه الجزء الأكبر من شمال شرق البلاد، حيث نُشرت قوات من الجيش لإجلاء السكان الذين يجدون أنفسهم معزولين، وتمّ تحويل مدارس إلى ملاجئ بشكل طارئ لإيواء سكان القرى التي غمرتها المياه خلال ساعات بعد فيضانات غزيرة.
وقال شهود من قرية كومبانيغانج إنّ "المياه كانت تغمر القرية بأكملها صباح الجمعة وبقينا عالقين جميعاً، وبعد انتظار طوال اليوم على سطح منزلنا أنقذنا أحد الجيران بقارب"، ويقول بعضهم إنّهم "لم يروا مثل هذه الفيضانات في حياتهم".
يومان بدون طعام
وبسبب ارتفاع المياه بشكل مفاجئ وسريع، لم يتمكّن كثير من الناجين من أخذ شيء من أغراضهم وحاجياتهم، مما فاقم المخاطر عليهم أثناء انتظارهم للمساعدة أو الإجلاء أو انحسار المياه.
وأدّت صواعق رافقت الأمطار إلى مصرع 21 شخصاً على الأقل منذ ظهر الجمعة، حسبما صرّح مسؤولون في الشرطة لفرانس برس.
وقال قائد الشرطة المحلية في بنغلادش إنّ بين القتلى"ثلاثة أطفال تراوح أعمارهم بين 12 و14 عاماً سقطوا في بلدة نانديل" الجمعة، كما صرّح مفتش الشرطة لوسائل إعلام أنّ "أربعة آخرين قتلوا في حوادث انزلاق للتربة في مدينة شيتاغونغ الساحلية".
وفي الهند، لقي 16 شخصاً على الأقل مصرعهم منذ الخميس، في ولاية ميغالايا بشمال شرق البلاد، في انزلاقات للتربة وفيضانات ضخمة غمرت الطرق، حسبما أعلن رئيس وزراء تلك الولاية، كونراد سانغما في تغريدة على تويتر.
وفي آسام المجاورة، تضرّر أكثر من 2,6 مليون شخص من الفيضانات بعد خمسة أيام من الأمطار المستمرة. وقال رئيس وزراء الولاية هيمانتا بيسوا سارما للصحافيين إنّه "طلب من مسؤولي المنطقة تقديم كل المساعدات والإغاثة اللازمة" للمتضررين.
وازداد الوضع سوءاً صباح السبت بعد توقف مؤقت للأمطار بعد ظهر الجمعة، كما أكّد أمين حكومة منطقة سيلهيت مشرف حسين.
وأضاف حسين: "الوضع سيء.. أكثر من أربعة ملايين شخص عالقون بسبب الفيضانات"، موضحاً أنّ "المنطقة بأكملها تقريباً محرومة من الكهرباء".
وأجبرت الفيضانات المطار الدولي الثالث في بنغلادش، الواقع في سيلهيت، على الإغلاق الجمعة.
توقعات تنذر بالأسوء
وتوقّعت هيئة الأرصاد الجوية أن تزداد الفيضانات خلال اليومين المقبلين بسبب هطول أمطار غزيرة متوقعة في بنغلادش وشمال شرق الهند.
وقبل هطول الأمطار هذا الأسبوع، كانت منطقة سيلهيت تتعافى من أسوأ فيضانات شهدتها منذ نحو عقدين في نهاية أيار/مايو. وقد أدّت مياه الفيضانات القادمة من شمال شرق الهند إلى تصدّع سدّ كبير على نهر البراق المشترك بين البلدين.
وغمرت المياه مئة قرية على الأقل وأسفرت عن مصرع عشرة أشخاص على الأقل.
وقال أريفوزمان بويان، رئيس الهيئة الحكومية في بنغلادش لرصد الفيضانات والتحذير منها، إنّ الفيضانات طالت حوالى 70 في المئة من سيلهيت، أكبر مدينة في المنطقة، وحوالى 60 في المئة من منطقة سونامجانغ، مشيراً إلى أنها "واحدة من أسوأ الفيضانات التي شهدتها المنطقة".