تحذير أممي من ارتفاع أعداد حرائق الغابات في العالم
يتسبب ارتفاع درجة حرارة العالم في تحويل المناظر الطبيعية إلى براميل بارود، وتنتج الظروف المناخية الشديدة رياحا ًأقوى وأكثر حراً وجفافا، ما يؤجج النيران.
-
تحذير أممي من ارتفاع أعداد حرائق الغابات في العالم
حذّرت الأمم المتحدة من أن عدد حرائق الغابات الكبيرة في كل أنحاء العالم سيرتفع بشكلٍ حاد في العقود المقبلة بسبب الاحترار المناخي، والحكومات ليست مستعدة للخراب والخسائر البشرية التي ستنتج عنها.
وأظهر تقرير لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة أنه حتى أكثر الجهود طموحاً للحد من انبعاثات غازات الدفيئة لن تحول دون زيادة تواتر الحرائق القصوى.
وأضاف أنه "بحلول نهاية القرن، من المرجّح أن يزداد احتمال اندلاع حرائق غابات مشابهة لتلك التي اندلعت في أستراليا (2019-2020) أو في القطب الشمالي عام 2020، بنسب تتراوح بين 9 و14 % بحلول العام 2030 وبين 20 و33 % بحلول العام 2050 وبين 31 و52 % بحلول العام 2100.
Some of the underreported devastation of extreme fires:
— Scientist Rebellion (@ScientistRebel1) February 23, 2022
-Health is directly affected by inhaling wildfire smoke --> respiratory & cardiovascular impacts, increased health effects for most vulnerable
-Wastes left behind often contaminated & require disposalhttps://t.co/naI0fAZI6p
ويتسبب ارتفاع درجة حرارة العالم في تحويل المناظر الطبيعية إلى براميل بارود، وتنتج الظروف المناخية الشديدة رياحاً أقوى وأكثر حرا ًوجفافاً، ما يؤجج النيران.
وتندلع هذه الحرائق في الأماكن التي عادة ما كانت تشتعل فيها وفي أماكن غير متوقعة مثل الأراضي الجافة والتربة الصقيعية التي تذوب.
وقال أحد معدي التقرير بيتر مور الخبير في إدارة حرائق الغابات في منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) "الحرائق ليست أمراً جيداً".
وأوضح للصحافيين "تأثيرها على الناس، اجتماعياً وصحياً ونفسياً، هائل وطويل الأمد".
وتسبب حرائق الغابات الكبيرة التي قد تبقى مشتعلة لأيام أو أسابيع، مشكلات في الجهاز التنفسي والقلب، لا سيما لدى المسنين والصغار.
مجلة "ذي لانست": التعرّض للدخان يؤدي إلى أكثر من 30 ألف وفاة
وأظهرت دراسة حديثة نشرت في مجلة "ذي لانست" العلمية أن التعرض لدخان حرائق الغابات يؤدي في المتوسط إلى أكثر من 30 ألف وفاة سنوياً في 43 بلدا توافرت عنها بيانات.
وتراوحت الأضرار الاقتصادية في الولايات المتحدة وهي أحد البلدان القليلة التي تحسب هذه الكلفة، بين 71 و348 مليار دولار في السنوات الأخيرة، بحسب تقييم ذكر في التقرير.
وقتل أو أصيب حوالى 3 مليارات من الثدييات والزواحف والطيور والضفادع، على سبيل المثال، بحرائق الغابات المدمرة التي اجتاحت أستراليا في 2019-2020، وفق حسابات علماء.
وفي وقتٍ اشتدت حدة حرائق الغابات بسبب ظاهرة تغير المناخ، ساهمت موجات الحر وظروف الجفاف وانخفاض رطوبة التربة التي يفاقمها الاحترار المناخي، في اندلاع حرائق غير مسبوقة في غرب الولايات المتحدة وأستراليا وحوض البحر الأبيض المتوسط في السنوات الثلاث الماضية وحدها.
القطب الشمالي لم يسلم من الحرائق!
واللافت أنه حتى في القطب الشمالي الذي كان عصياً على الحرائق، سجّلت زيادة كبيرة في عددها، ومنها ما يعرف ب "حرائق الزومبي" التي تشتعل ببطء تحت الأرض طوال الشتاء لتتحول بعدها إلى نيران في الربيع.
لكن حرائق الغابات تسرع أيضا تغيّر المناخ وتغذّي حلقة مفرغة من الحرائق الإضافية وارتفاع درجات الحرارة.
والعام الماضي، أنتجت الغابات التي اشتعلت أكثر من 2,5 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون المسبب للاحترار المناخي في تموز/يوليو وآب/أغسطس وحدهما، ما يعادل انبعاثات الهند السنوية من كل المصادر، وفق خدمة كوبرنيكوس لمراقبة الغلاف الجوي التابعة للاتحاد الأوروبي.
ودعا التقرير الذي أعدّه 50 خبيرا بارزاً، إلى إعادة التفكير في طريقة معالجة المشكلة.
بدورهـا، قالت مديرة برنامج الأمم المتحدة للبيئة إنغر أندرسن إن "رد الحكومات على الحرائق هو وضع الأموال في المكان الخطأ"، وشددت على أنه "يجب علينا تقليل خطر الحرائق الشديدة من خلال الاستعداد: زيادة الاستثمار في الحد من الأخطار والعمل مع المجتمعات المحلية وتعزيز الالتزامات العالمية ضد تغير المناخ".