لو لا وجود المحميّات في لبنان لتقلصّت المساحات الخضراء بنسبٍ مهولةـ 

من هنا لا يسعنا سوى الإضاءة على جهود إدارة محميّة أرز الشوف الناشطة، والتي شكّلت أنموذجاً لإدارة المشاريع الطبيعية.

مجموعة من الشباب المتحمّس، على رأسهم مدير المحمية الناشط محلياً وعالمياً نزار هاني، تدير وتشرف ميدانياً في سبيل الحفاظ على المحمية الأكبر في لبنان.

في المحمية المذكورة، نقع على جهود جبارة لفريق العمل، الذي يسعى للحفاظ على هذه الثروة الطبيعية والحيوانية، فضلًا عمّا تقدّمه هذه المحمية من دور بارز في التوعية البيئية، وإعداد خطة تنمية مستدامة، من خلال الدورات والمحاضرات التي تُقام فيها، وأيضاً "بيوت الضيافة" التي اتّخذت من البيوت الحجرية القديمة مكاناً يستقبل المهتمين. 

 وأكثر ما يميّزها هو غابات الأرز الثلاث الرائعة وهي: غابة أرز معاصر الشوف، وغابة أرز الباروك التي تضم الأرزة الشهيرة، وغابة أرز عين زحلتا - بمهريه، تغطيها الأشجار التي يُقدّر عمرها بحوالى 2000 عام، وتحضن أصنافاً متنوعةً من الطيور والنباتات البرية، والحيوانات ومنها الثديّات المتوسطة الحجم.

إعادة "وعل الجبل"

"الميادين نت " الذي أعدّ أكثر من تقرير ٍحول المحمية وواكب أخبارها على الدوام انطلاقاً من حرصه على البيئة والحفاظ على المساحات الخضراء، وتقديراً للجود المبذولة في هذا المضمار، رصد اليوم إعادة إدخال إدارة المحمية حيوان "وعل الجبل" إلى ربوعها، بعد 100 عام على انقراضه من جبال لبنان.
فأمّنت موطناً لـ 12 رأس من هذا الحيوان البريّ وفق خطّة علميّة مدروسة تهدف إلى حماية قمم الجبال. خلال 5 سنوات.

وهذا الحيوان اللطيف أثبت تأقلمه وتكاثر ليصبح عدده 28 وعلاً. وتتطلّع المحميّة قُدماً لإطلاق عيّنة منهم قريباً إلى الحياة البريّة.

والوعل النوبيّ أو البَدَن هو نوعٌ من جنس الوعول التي تستوطن شبة الجزيرة العربية بشكلِ رئيسي وهو يتواجد اليوم في المناطق الجبليّة العاليّة على طول جنوب الجزيرة العربيّة وصحراء النقب وشبه جزيرة سيناء والأردن ومنطقة النوبة في السودان.

وكان في السابق يعيش أيضاً في لبنان وسوريا قبل أن ينقرض في الخمسينات من القرن العشرين جرّاء الصيد المفرط وحركة العمران والمدنية. مع وجود مشاريع لإعادة إدخال هذا النوع إلى المحميات مثل محمية أرز الشوف في لبنان ومحمية الشوح والأرز في سوريا ومحمية وادي رم في الأردن.

وبحسب الدراسات، فهذا الوعل يظهر في العديد من آثار وتراث الحضارات في الجزيرة العربية. وتختلف أسماءه حسب الإقليم واللهجة مع أن كل المصادر تذكره بلفظ الوعل كاسم جامع.

وينتشر الوعل النوبي في شرق وشمال أفريقيا ومنطقة البحر الأبيض المتوسط والجزيرة العربية، ويستوطن المنحدرات الشاهقة في الجبال ويتنّقل في الأودية.

يتراوح طول جسمه بين 1.3 و1.4 متر، وذيله بين 12 و15 سم. ترتفع الأكتاف عن الأرض بين 60 و85 سم. يزن الذكر حوالى 75 كجم، والأنثى 55 كجم.

القرن لدى الوعل نصف دائري يتجه إلى الأعلى ثم إلى الخلف فالأسفل، وقد يصل طول قرن الذكر إلى 100 سم. يتباين لونه بين البني والرمادي، وأحياناً يكون أبيض على البطن أو رمادياً قاتماً. كما يتميّز الذكر بلحية داكنة اللون.