باكستان تعلن حالة طوارئ مع تضرّر ملايين الأشخاص من الفيضانات
أمطار غزيرة تضرب معظم أنحاء باكستان بعدما أعلنت الحكومة حالة طوارئ للتعامل مع الفيضانات الموسمية.
ضربت أمطار غزيرة معظم أنحاء باكستان، اليوم الجمعة، بعدما أعلنت الحكومة حالة طوارئ للتعامل مع الفيضانات الموسمية، التي قالت إنّها "أثّرت على أكثر من 30 مليون شخص".
وتعتبر الأمطار الموسمية السنوية ضرورية لريّ المحاصيل وتجديد موارد البحيرات والسدود عبر شبه القارة الهندية، لكنّها تجلب معها أيضاً موجة من الدمار كل عام.
وأفادت الهيئة الوطنية لإدارة الكوارث أنّ أكثر من 900 شخص قُتلوا هذا العام، من بينهم 34 في الساعات الـ24 الماضية، نتيجة الأمطار الموسمية التي بدأت في حزيران/يونيو.
ويقول المسؤولون إنّ فيضانات هذا العام يمكن مقارنتها بفيضانات العام 2010، الأسوأ على الإطلاق، حين قُتل أكثر من ألفي شخص، وكان نحو خُمس سكان البلاد محاصرين بالمياه.
وأفاد بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء، شهباز شريف، أنّ 33 مليون شخص "تضرّروا بشدة" من الفيضانات، في حين قالت وكالة مكافحة الكوارث في البلاد إنّ نحو 220 ألف منزل دُمّر فيما تضرّر نصف مليون آخر بشدة.
من جانبها، قالت وكالة مكافحة الكوارث الإقليمية إنّ "مليوني فدّان من المحاصيل المزروعة قُضي عليها في إقليم السند وحده"، حيث يعيش العديد من المزارعين يوماً بيوم.
⛔ Shocking video! #Pakistan floods hit 33 million people in worst disaster in a decade. A multi-story house swept away in #Bahrain, #Pakistan due to flooding & torrential #rain.#FloodsInPakistan pic.twitter.com/mLwVsbmpOJ
— PakWeather.com (@Pak_Weather) August 26, 2022
وأعلنت وزيرة التغير المناخي شيري رحمان التي وصفت، منذ يومين، الفيضانات بأنّها "كارثة ذات نطاق هائل"، أنّ الحكومة أعلنت حالة طوارئ وطالبت بالحصول على مساعدة دولية.
وتحتل باكستان المرتبة 8 في مؤشر أخطار المناخ العالمي، وهو قائمة تعدّها المنظمة البيئية غير الحكومية، "جيرمن ووتش"، للبلدان التي تعتبر الأكثر عرضةً للظواهر الجوية القاسية الناجمة عن تغير المناخ.
من الجفاف إلى الفيضانات
وفي وقتٍ سابق هذا العام، واجه جزء كبير من البلاد الجفاف وموجة حر، مع تسجيل الحرارة 51 درجة مئوية، في يعقوب آباد في إقليم السند. وتواجه المدينة الآن فيضانات غمرت منازل وجرفت طرقاً وجسوراً.
وفي سوكور، التي تبعد نحو 75 كيلومتراً من يعقوب آباد، عانى السكان لشقّ طريقهم على طول الشوارع الموحلة المسدودة بالحطام الذي تحمله الفيضانات.
وألغى رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف رحلةً كانت مقررة إلى بريطانيا، للإشراف على الاستجابة للفيضانات، وأمر الجيش باستخدام كل الموارد المُتاحة في عمليات الإغاثة.
وقال للتلفزيون الرسمي بعد زيارة سوكور: "رأيت المشاهد من الجو، لا يمكن التعبير عن الدمار بالكلمات".
وأطلق نداءً وطنياً لجمع التبرعات، مع إعلان الجيش الباكستاني أنّ كل ضابط صف سيتبرع براتب شهر في هذا الإطار.
وتعتبر بلوشستان والسند في جنوب البلاد وغربها أكثر المناطق تضرراً، لكن كل أنحاء باكستان تقريباً عانت هذا العام.
⛔Every province of #Pakistan is going through #flood situation, communication system, roads, rail system have been badly affected, surely this situation is no less than #emergency..#FloodsInPakistan #PakWeather pic.twitter.com/5cbeqUcOoE
— PakWeather.com (@Pak_Weather) August 26, 2022
وانتشرت صور، على مواقع التواصل الاجتماعي، لأنهارٍ متضخمة دمّرت مبانٍ وجسور أقيمت على ضفافها في الشمال الجبلي.
وقال جنيد خان، نائب مفوض منطقة سوات في مقاطعة خيبر بختونخوا، إنّ 14 فندقاً مبنياً على ضفاف نهر جُرِفت، بالإضافة إلى محطتين صغيرتين للطاقة الشمسية.
وفي شامان، البلدة الحدودية الغربية المجاورة لأفغانستان، اضطر المسافرون للخوض في المياه التي وصل ارتفاعها إلى الخصر، لعبور الحدود بعد انفجار سدّ قريب، ما زاد إلى الفيضانات الناجمة عن الأمطار.
وقالت شركة سكك الحديد الباكستانية إنّ مدينة كويتا، عاصمة إقليم بلوشستان، قُطعت عن بقية البلاد وتوقّفت خدمات القطارات بعدما تضرّر جسر رئيسي بسبب فيضان مفاجئ.
كذلك، تعطلّت معظم شبكات الاتصالات وخدمات الإنترنت في الإقليم، في ما وصفته هيئة الاتصالات في البلاد بأنّه أمر "غير مسبوق".