القطاع الزراعي في صقلية ينهار بسبب الجفاف

التغير المناخي لا يزال يلقي بثقله على معظم دول العالم، حيث أدّت موجة جفاف قاسية في جزيرة صقلية بإيطاليا إلى اندلاع حرائق أتت على 5800 هكتار من الأراضي الزراعية تقدّر خسائرها بحوالى 2,7 مليار يورو.

  • القطاع الزراعي في صقلية ينهار بسبب الجفاف
    القطاع الزراعي في صقلية ينهار بسبب الجفاف

أدّت موجة الجفاف التي تشهدها جزيرة صقلية الإيطالية إلى القضاء على محاصيل الحبوب وحرمان الماشية من المراعي واندلاع حرائق مدمّرة، ما تسبب بأضرار تقدر بحوالى 2,7 مليار يورو هذا العام.

وقال سلفاتوري مايكل أميكو،  مزارع في مدينة سان كاتالدو التي يبلغ عدد سكانها 20 ألف نسمة في صقلية: "ليس هناك أمل لأنّ الأمطار لم تهطل منذ أيار/مايو من العام الماضي"، مضيفاً أنه "قُضي على كل الحقول المزروعة.. لا يوجد قمح ولا شعير ولا شوفان".

ومنذ أيار/مايو، أعلنت حكومة جورجيا ميلوني حالة طوارئ في صقلية في مواجهة الجفاف بهدف توفير الأموال لشراء صهاريج مياه وحفر آبار وتجديد محطات ضخّ وتحلية المياه.

لكن كل تلك الحلول لم تساهم في تحسين الظروف بسبب استمرار ارتفاع درجات الحرارة في الأشهر التالية، ما اضطر المزارعين إلى التخلي عن محاصيلهم.

وهذا العام، يُتوقع أن تشهد صقلية التي كانت تُعد في السابق سلّة غذاء اليونان وروما المهددة بالتصحر بسبب احترار المناخ، حيث تراجعت محاصيلها بنسبة تزيد عن 50 % في المتوسط وفقاً لـ"كولديريتي" الرابطة المهنية الزراعية الرئيسية في هذا القطاع.

وقال بيبي بالمييري، وهو عضو في الرابطة "لم تهطل الأمطار هذا العام، لذلك لم نحصد شيئاً ولا نستطيع إطعام الحيوانات أو سقيها".

وإلى جانب التهديد الذي يشكّله على الماشية وحقول الحبوب، يؤثر الجفاف أيضاً على أشجار الفاكهة وكروم العنب وبساتين الزيتون، في حين أتت الحرائق على 5800 هكتار من الأراضي الزراعية منذ مطلع تموز/يوليو الجاري.

وشدّدت  الرابطة "كولديريتي" فإنّ "آثار الجفاف تتفاقم بسبب نقص الاستثمار في نظام بنى تحتية يسمح بتجنب هدر المياه وضمان بقاء المزارع".

وبحسب معهد الإحصاء الوطني، تسجّل صقلية أحد أعلى معدلات هدر مياه الشرب في البلاد مع فقدان 51,6 في المئة من المياه في دوائر التوزيع عام 2022.

ومع احترار المناخ والجفاف اللذين يهددان القطاع الاقتصادي بالكامل، تواصل إيطاليا إهدار مواردها المائية كل يوم، حيث يفقد 157 لتراً لكل من سكانها "وهو ما يؤكد استمرار عدم كفاءة العديد من شبكات التوزيع، وفق الرابطة.