العلماء يدقون ناقوس الخطر: حدث مرعب في المحيطات

إذا تمّ حساب ذوبان صفائح الجليد في غرينلاند في المحيط الشمالي، فإنّ دوران انقلاب خط الزوال الأطلسي قد يصبح أضعف بنسبة 30% بحلول عام 2040، أي قبل 20 عاماً مما كان متوقّعاً.

  • العلماء يدقون ناقوس الخطر:  حدث مرعب في المحيطات (الصورة: ناسا)
    العلماء يدقون ناقوس الخطر: حدث مرعب في المحيطات (الصورة: ناسا)

ذكرت صحيفة "اندبندنت" البريطانية  نقلاً عن علماء أنّ الانهيار المحتمل لـ"دوران انقلاب خط الزوال الأطلسي" قد يؤدي إلى عواقب كارثية، مثل تراجع قدرة المحيطات على امتصاص غازات الدفيئة الناتجة عن الوقود الأحفوري.

ويعدّ دوران انقلاب خطّ الزوال الأطلسي (AMOC) نظاماً من التيارات العميقة في المحيطات التي تعمل كمنظّم حراري للأرض، حيث تنقل المياه الدافئة إلى الشمال والمياه الباردة إلى الجنوب داخل المحيط الأطلسي، ما يوفّر الدفء لعدة مناطق في العالم.

وباعتباره جزءاً من الدورة الحرارية الملحية (المعروفة أيضاً باسم حزام نقل المحيطات، أو حزام النقل العالمي)، والتي تعتمد على درجات الحرارة والملوحة، يحمل نظام دوران انقلاب خط الزوال الأطلسي المغذيات اللازمة لدعم الحياة البحرية. ومع ذلك، فإن التيارات تتباطأ عندما يتمّ ضخ مزيد من المياه العذبة إلى المحيط، حيث إن المياه العذبة أقل كثافة من المياه المالحة التي تساعد في تحريكها.

وبينما كانت هناك تساؤلات حول مدى سرعة انهيار هذه الدورة في السنوات الأخيرة، فقد كشفت الأبحاث التي نُشرت هذا العام عن نتائج مقلقة للغاية.

والآن، تحذّر دراسة جديدة من جامعة نيو ساوث ويلز الأسترالية من تأثير ذوبان صفائح الجليد في غرينلاند والأنهار الجليدية الكندية، والتي يقول العلماء إنها تضعف الدورة المحيطية وتسرّع من الاحترار في نصف الكرة الجنوبي.

وقال مؤلفو الدراسة إن دوران انقلاب خط الزوال الأطلسي الذي يعدّ الآن أضعف من أيّ وقت مضى في الألفية الماضية، من المرجّح أن يصبح أضعف بنسبة ثلث ما كان عليه قبل 70 عاماً، عندما يتجاوز الاحترار العالمي 2 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة.

ويعني هذا الارتفاع في درجات الحرارة أن البشر قد يواجهون عدة تأثيرات لتغيّر المناخ في وقت واحد.

وإذا تمّ حساب ذوبان صفائح الجليد في غرينلاند في المحيط الشمالي، تقول الدراسة إن دوران انقلاب خط الزوال الأطلسي قد يصبح أضعف بنسبة 30% بحلول عام 2040، أي قبل 20 عاماً مما كان متوقّعاً.

ورداً على هذه النتائج، قال الدكتور ستيفان رامستورف، الذي يدرس الدورة منذ سنوات، إن العالم يجب أن يتوقّع انخفاضاً أسرع مما تنبّأت به تقارير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيّر المناخ (IPCC) في تقييماتها السنوية. وأشار رامستورف إلى أنه لا يمكننا تحديد بالضبط متى سيصل الكوكب إلى نقطة التحوّل هذه، لكنه قارن ذلك بالإبحار في مياه غير معروفة حيث توجد صخور تحت السطح لا يمكن رؤيتها. إنه أمر خطير، لكنك لا تعرف بالضبط أين هي".

  •  الرسم: AMOC

وأوضح أن الدورة لن تنهار فجأة، بل ستتراجع تدريجياً خلال 50 إلى 100 عام بعد ذلك. وأكد أن الوصول إلى نقطة التحوّل في بضعة عقود فقط هو أمر محتمل تماماً.

وأشار رامستورف إلى أن التأثيرات المحتملة لانهيار الدورة ستكون شديدة للغاية، رغم أنها تتطلّب مزيداً من الدراسة.

وكان رامستورف من بين 44 عالماً دولياً ممن وقّعوا مؤخّراً رسالة مفتوحة إلى مجلس وزراء الشمال الأوروبي، يحذرون فيها من مخاطر تجاوز نقطة التحوّل.

وقالت الدكتورة أنيستاسيا رومانوا من وكالة ناسا، التي وقّعت أيضاً على الرسالة: "لقد قالت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيّر المناخ على سبيل المثال إننا لا نتوقّع حدوث ذلك قبل عام 2100، ولكن ما لا يدركه الناس هو أن الهيئة تعتمد على نماذج لا تحاكي انهيار صفائح الجليد أو الأحداث المتطرفة الكبيرة مثل تلك التي شهدناها في العامين الماضيين".

  •  الرسم: AMOC
    الرسم: AMOC

وأضافت: "بينما لا يوجد يقين بشأن الإطار الزمني، فإن الانهيار سيحدث في غضون عقود قليلة، ولكنه لن يكون أطول من ذلك". وحذّرت من أن "هذا الانهيار سيكون كارثياً".

وأشار البروفيسور وي ليو من جامعة كاليفورنيا ريفرسايد إلى أنه من الواضح أن الحلّ الوحيد هو تقليل انبعاثات غازات الدفيئة لتقليص الاحترار المستمرّ.

وأفاد: "بالنسبة لدوران انقلاب خط الزوال الأطلسي، لا أودّ تحديد إطار زمني معيّن مثل 2100 أو 2080. لكنني أود أن أضع شيئاً مثل العتبة الحرارية."

وأشارت رومانوا إلى دراسة نشرت في عام 2022 في مجلة "ساينس" التي حذرت من أن تجاوز 1.5 درجة مئوية قد يؤدي إلى حدوث عدة نقاط تحوّل مناخيّة، بما في ذلك انهيار دوران انقلاب خط الزوال الأطلسي.

موضحة: "عندما نتجاوز هذا الحد، فإن ذلك سيؤدي إلى حدوث نقطة التحوّل في دوران انقلاب خط الزوال الأطلسي في وقت أبكر من 2100".

اقرأ أيضاً: درجات الحرارة العالمية تحطّم أرقاماً قياسية

وأشار رامستورف أيضاً إلى أنّ الاحترار العالمي حتى 3.1 درجات مئوية سيكون "كارثياً" وسيزيد من خطورة انهيار الدورة.

يذكر أن دراسة نشرتها منظمة "كلايمت أناليتيكس" غير الحكومية عام 2022 أفادت بأنّ 92% من الدول الـ165 المشمولة بالدراسة قد تسجّل درجات حرارة عالية جداً، مرة كلّ عامين اعتباراً من عام 2030.