نجحت مصالح الحماية المدنية الجزائرية في إخماد غالبية الحرائق التي طالت عدة ولايات بنسبة 80 %، وذلك بفضل  التجنّد المتواصل دون انقطاع وتعزيز العمليات الميدانية وتعاضد الإمكانيات بين الولايات، وتتواصل هذه الجهود لإخماد ما تبقى منها، فضلاً عن مراقبة المناطق التي تم إخماد الحرائق بها.

ومنذ أيام اندلعت حرائق هائلة بين الغابات في ولايات متعددة، أسفرت عن مقتل وجرح العشرات.

وأفادت وزارة الداخلية الجزائرية بارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات التي اندلعت، ليل  الإثنين الماضي في 16 ولاية جزائرية، إلى 34 شخص، من بينهم 10 عسكريين، تابعين لمفرزة الجيش الوطني الشعبي، الموجودة في منطقة بني كسيلة، بالإضافة إلى 25 عسكرياً، أصيبوا بإصابات متفاوتة الخطورة، فضلاً عن جرح 26 شخصاً آخر.

وكانت الوزارة قد أعلنت في بيان لها، أن هذه "النتائج الايجابية", تحققت بفضل "فعالية" التدخلات الجوية من خلال طائرات الاطفاء التي حققت "نتائج ملموسة وبلغت نجاعتها القصوى بعد التحسن النوعي للظروف المناخية، وانخفاض سرعة الرياح ودرجة الحرارة".

وأكدت  أن عمليات الاخماد تتواصل حالياً على مستوى 13 بؤرة حريق، موزعة عبر 7 ولايات، في حين تبقى المناطق التي تم إخماد الحرائق بها قيد المراقبة من طرف المصالح العملياتية المجندة.

كما أبرزت الوزارة أنه تنفيذا لتعليمات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، باشرت السلطات المحلية بالمناطق التي تم التحكم في الحرائق التي مستّها، عمليات معاينة للأضرار وإحصاء المتضررين قصد المضي في إجراءات تعويضها.

وعلى اثر هذه النيران، عاين وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية السيد ابراهيم مراد، المناطق المتضررة من الحرائق على مستوى ولايتي البويرة وبجاية, واطلع على مستوى تقدم عمليات الاخماد ومدى التكفل بالمواطنين.

اقرأ أيضاً: ضحايا وجرحى بينهم عسكريون من جراء اندلاع حرائق في 16 ولاية جزائرية

ووقف مراد ببلدية الزبربر بولاية البويرة على مستوى تقدم العمليات وظروف عمل اعوان الحماية المدنية ومدى التكفل بالمواطنين مؤكدا بالمناسبة أن رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون يحرص على التواجد الميداني إلى جانب المواطن سيما في الظروف الصعبة ليتفقد بعد ذلك المناطق المتضررة بولاية بجاية أين تابع عمليات الاخماد للبؤر المتبقية بهذه الولاية، سيما من خلال الطلعات الجوية لطائرات الإطفاء المجندة.

توقيف أشخاص

وفي اطار التكفل بعائلات الضحايا دعت قيادة الدرك الوطني، عائلات ضحايا الحرائق، التوجه إلى أقرب فرقة للدرك الوطني, خاصة تلك الموجودة بتوجة ببجاية، من أجل تسهيل التعرف على هوية أصحاب الجثث.

كما أرسل الهلال الأحمر الجزائري 4 قوافل مساعدات إلى البويرة وجيجل وسكيكدة وبجاية, وتتمثل هذه المساعدات  كمرحلة أولى في افرشة و مواد غذائية وأدوية, كما ساهم أكثر من 500 متطوع في أماكن نشوب الحرائق منذ اللحظات الأولى رفقة أعوان الحماية المدنية وأفراد الجيش الوطني الشعبي إجلاء وإسعاف المواطنين.

اقرأ أيضاً: حملة جزائرية للوقاية من حرائق الغابات

ومن جهة أخرى، تم توقيف شخصين للاشتباه في تسببهما في اندلاع حرائق الغابات بمنطقة الأخضرية (البويرة)،  الى جانب توقيف ثلاثة أشخاص مشتبه تورطهم في اندلاع الحرائق تم تسجيلها بغابات ولاية سكيكدة وتم تحويل جميع هذه الملفات أمام قسم مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة بمحكمة سيدي امحمد (الجزائر العاصمة) .

يذكر أن رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، كان قد بعث برسالة تعزية إلى عائلات المواطنين من المدنيين والعسكريين الذين قضوا من جرّاء حرائق الغابات التي نشبت ببعض الولايات.