"أوبك" تدافع عن استخدام الوقود الأحفوري في مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ
ممثلو الدول الأكثر إنتاجاً للنفط يدافعون في مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ عن الاستمرار في استخدام النفط والغاز، ويؤكدون أن بالإمكان خفض انبعاثات الغازات المسبّبة للاحتباس الحراري من دون الاستغناء عنهما كلياً.
دافع كبار ممثلي منظمة "أوبك" عن الدور المستقبلي للوقود الأحفوري أمام مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ، اليوم الأربعاء، وقالوا إن "بإمكان العالم خفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري من دون الاستغناء كلياً عن النفط والغاز".
وتعارضت تلك الدفاعات مع جهود بريطانيا، التي تستضيف القمة، للحصول على تعهدات طموحة من حكومات العالم للتصدّي لتغيّر المناخ عن طريق خفض استهلاك الوقود الأحفوري، مع دخول المفاوضات أيامها الأخيرة.
وقال وزير الطاقة السعودي، عبد العزيز بن سلمان آل سعود، في خطابٍ أمام المؤتمر، إن "من المهم الإقرار بتعدّد الحلول لمعالجة مشكلة التغيّر المناخي من خلال التركيز على الانبعاثات كما وردت في اتفاقية باريس، ومن دون التحيّز تجاه مصدر من مصادر الطاقة من دون الآخر".
وقال الأمين العام لمنظمة "أوبك"، محمد باركيندو، إن "القول بأن التحول في مجال الطاقة يكون من النفط وغيره من أنواع الوقود الأحفوري إلى مصادر الطاقة المتجدّدة هو زعم مضلل".
ولطالما جادل المدافعون عن استخدام النفط والغاز والفحم بأن تقنيات مثل حبس الكربون وعزله، التي يتم من خلالها جمع الانبعاثات وتخزينها تحت الأرض، يمكن أن تسمح للاقتصادات بمواصلة استخدام الوقود الأحفوري.
ويرفض ناشطون المناخ ذلك، ويقولون إن هذه التقنية "باهظة الثمن، ولم تثبت فاعليتها على نطاق واسع"، ولا توفر سوى غطاء للصناعات المسبّبة للتلوّث لمواصلة عملها.
وأبلغ عدد من المسؤولين الذين شاركوا في محادثات غلاسغو وكالة "رويترز" بأن السعودية تعرقل التقدم في المفاوضات الهادفة إلى التوصل لاتفاق قوي، عبر سبل منها أساليب التأجيل الإجرائية، وهو ما نفاه وزير النفط السعودي، وقال عنه إنه "ادّعاء زائف وغشّ وكذب".
وأضاف أن "المفاوضين يجب أن يأخذوا في الاعتبار الظروف الخاصة التي تواجهها الدول الأقل نمواً، والتي يعارض بعضها دعوات إلى اتخاذ خطوات واسعة باتجاه الابتعاد عن الوقود الأحفوري، بسبب الكلفة الاقتصادية لذلك".
وهو ما كرره أيضاً باركيندو، في وقت لاحق اليوم، حيث قال إنه يعتقد أن "التحول السريع من النفط والغاز غير عملي، ومن المحتمل أن يضرّ بالدول الفقيرة والاقتصاد العالمي".
وتابع: "دائماً ما ننسى أن التحدي الذي نواجهه هو كيفية معالجة انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري"، موضحاً أنه "يمكن معالجة تلك الانبعاثات من خلال مجموعة متنوعة من الوسائل، ليس فقط عبر قرارات سياسية، بل أيضاً من خلال التكنولوجيا".