"لقاح" للمناخ.. كيف؟

تعتمد الفكرة على إنتاج لقاحات للمناخ توقف تدهوره، وتقلل من تداعيات التغيير ‏المناخي الكارثية التي يشهدها العالم، من ارتفاع في درجة حرارة الأرض والجفاف وتدهور ‏المحاصيل في مناطق واسعة، وفيضانات وأجواء غير اعتيادية في مناطق أخرى.‏

  •  أزمة المناخ تمثّل القضية الأكثر إلحاحاً في عصرنا

قدّم مجموعة من علماء الأحياء الدقيقة في العالم، حلاً غير تقليدي لمعالجة أزمة تدهور المناخ ‏المتفاقمة على كوكب الأرض، استوحوها من جائحة فيروس “كورونا” التي استدعت إنتاج ‏لقاح مضاد للفيروس في زمن قياسي.‏
وتعتمد فكرة الحل، على إنتاج لقاحات للمناخ توقف تدهوره، وتقلل من تداعيات التغيير ‏المناخي الكارثية التي يشهدها العالم، من ارتفاع في درجة حرارة الأرض والجفاف وتدهور ‏المحاصيل في مناطق واسعة، وفيضانات وأجواء غير اعتيادية في مناطق أخرى.‏

و ورد هذا الحل في وثيقة بحثية أعدها 18 من كبار علماء الأحياء الدقيقة في العالم، ونُشر في ‌14 مجلة أكاديمية بشكل متزامن بهدف إطلاع حكومات العالم عليها.‏
وقالت البروفيسورة راكيل بيكسوتو، الأستاذة المشاركة في علوم البحار في جامعة الملك عبد ‏الله للعلوم والتقنية (كاوست)  وهي المؤلفة الرئيسة للورقة البحثية إنها وزملاؤها ‏من علماء الأحياء الدقيقة حددوا 6 أمثلة بسيطة لـ “لقاحات” يمكن تنفيذها بشكل عاجل.

المراحل الأولى لتطوير اللقاحات

‏وأضافت "كما كان الحال في المراحل الأولى لتطوير لقاحات فيروس “كورونا” لا تزال بعض ‏هذه الحلول قيد البحث في المختبر، وهي بحاجة إلى دعم فوري من الحكومات لتوسيع نطاقها ‏وتمويلها وتطبيقها كإجراءات لمواجهة الآثار المدمرة لتغير المناخ".‏
وأوضحت بيكسوتو "شهدت جائحة “كورونا” أسرع عملية تنفيذ لإطار استجابة لحالات ‏الطوارئ في التاريخ الحديث، ودعوتنا إلى العمل اليوم هي أيضاً اعتراف بالحاجة الملحة ‏لمعالجة أزمة المناخ من خلال تنفيذ إطار عمل طارئ يستند إلى حلول بسيطة ومؤثرة".‏

وأكدت بيكسوتو، أنّ "تأثيرات تغير المناخ تفوق بكثير آثار جائحة فيروس “كورونا”.. نحن ‏بوصفنا علماء ومؤلفين نعتقد أنّ أزمة المناخ تمثل القضية الأكثر إلحاحاً في عصرنا، ما ‏يستدعي إطلاق إنذار من خلال العديد من القنوات الأكاديمية".‏

قائمة اللقاحات الميكروبية

‏ وعرضت جامعة “كاوست” قائمة اللقاحات الميكروبية الستة التي تدعو المجموعة إلى ‏نشرها، وهي تختلف بالتأكيد عن مفهوم اللقاح البشري الذي يعطى عن طريق الفم أو الحقن ‏وهي: ‏


‏- معززات عزل الكربون:‏

فاستخدام الميكروبات للمساعدة على عزل الكربون في التربة والمحيطات، ما يقلل من ثاني ‏أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، ويثري التربة لتحسين نمو المحاصيل.‏

‏- مُثَبطات الميثان:‏

دمج البكتيريا في المكبات ومواقع طمر النفايات لتقليل الميثان الذي ينبعث من القمامة، ‏ويمكن تطبيق ذلك أيضًا على مزارع الماشية والأراضي الرطبة.‏

‏- الطاقة الحيوية الميكروبية:‏

استخدام الطحالب والخميرة وقصب السكر والزيوت النباتية والدهون الحيوانية لصنع وقود ‏حيوي يغني عن الحاجة إلى الوقود الأحفوري.‏

‏- مكافحة التلوث:‏

استخدام الميكروبات لتفكيك الملوثات في النفايات الصناعية من مواقع البناء، وتنظيف ‏الأراضي والمياه الملوثة.‏

‏- استخدام الميكروبيوم (الميكروبات المفيدة):

-تغيير النظام الغذائي للأبقار لتقليل الميثان الذي تنتجه.‏

‏- ثورة الأسمدة:‏

استبدال النيتروجين الاصطناعي في الأسمدة بالبكتيريا الطبيعية لتحسين جودة الهواء والماء.‏
‏ وتدعو الورقة البحثية التي تمثل 24 جمعية ومؤسسة علمية متخصصة في الأحياء الدقيقة، ف‏حكومات العالم اتخذت خطوات فورية وملموسة تستغل قوة علم الأحياء الدقيقة وخبرة الباحثين ‏وصانعي السياسات لحماية كوكب الأرض للأجيال القادمة عبر تطوير “لقاحات” ميكروبية ‏تعزز من مقاومة تبعات تغيّر المناخ.‏