"نحن في سباق مع الزمن".. الأمم المتحدة تنتظر الكثير من مؤتمر "كوب 26" المناخي
مسؤولة المناخ في الأمم المتحدة تتحدث عن الآمال المعقودة على المؤتمر المناخي الدولي "كوب 26"، والتحديات التي تعيق الإجراءات اللازمة من أجل تقليص الانبعاثات.
أكدت مسؤولة المناخ في الأمم المتحدة أنّ ضمان نجاح المؤتمر المناخي الدولي "كوب 26" لن يكون مهمة سهلة، لكنها شددت في مقابلة مع وكالة "فرانس برس" على "الضرورة القصوى" للخروج بـ"رسالة أمل" من هذه القمة في عالم يرزح تحت كوارث مناخية متسلسلة.
قبل شهر ونيّف على انطلاق هذا المؤتمر المناخي البالغ الأهمية في غلاسكو، تشدد باتريسيا إسبينوزا على ضرورة "نجاح" هذا الحدث. لكن بالنظر إلى حجم العمل المطلوب لهذه الغاية، هي لا تخفي أيضاً وجود عقبات أمام بلوغ هذه الغاية.
وتوضح إسبينوزا لوكالة "فرانس برس" أنّه بسبب عدم التمكّن "من عقد اجتماعات حضورية حتى الساعة، لم نبدأ بعد بصورة عامة المفاوضات بشأن الوثائق" الواجب إقرارها في ختام المناقشات التي ستستمر أسبوعين في العاصمة الاسكتلندية.
ورغم أنّ لقاءات واتصالات جرت سابقاً، وعُقدت جلسة محادثات تمهيدية، في حزيران/يونيو، كانت كلها افتراضية وغير رسمية، "لكن المفاوضات بشأن ما يجب إقراره تحديداً في غلاسكو لم تبدأ بعد رسمياً".
من هنا أهمية الاجتماع التحضيري الذي يعقده نحو 50 وزيراً على مدى 3 أيام، نهاية الأسبوع الحالي في ميلانو، إذ تقول إسبينوزا إنه "سيحدد الاتجاهات" و"يسرّع المسار" تمهيداً للمؤتمر الذي يقام مطلع تشرين الثاني/نوفمبر، وينذر بأن يكون "مكثفاً للغاية" مع "أسبوعين فقط لجدول أعمال هائل".
وقائمة المواضيع معروفة جيداً، وتلحظ تعزيز الطموحات على صعيد تقليص انبعاثات الغازات المسبّبة لمفعول الدفيئة وزيادة المساعدات المالية للبلدان الأكثر فقراً وتحسين التكيّف مع التبعات المناخية والانتهاء من وضع الآلية التنفيذية لاتفاق باريس، خصوصاً على صعيد عمل أسواق الكربون.
إلا أن حجم المهام الملقاة على عاتق المشاركين في المؤتمر هائل إلى درجة يصعب اختيار عنصر واحد يحدد نجاح "كوب 26" أو فشله.
تفاؤل بزخم أكبر
وتشير باتريسيا إسبينوزا إلى أن "تعقيد نتائج كوب 26 يكمن في أنه لا يرتبط بقرار أو اثنين أو ثلاثة بل رزمة كاملة".
وتوضح أنّ "الصعوبة تكمن في أنّ الكثير من هذه القرارات مترابط"، لافتةً إلى أنّه في حال إيجاد حل لمسألة ما، قد يساعد ذلك في حل مسائل أخرى.
وبصورة خاصة، إذا ما توصلت البلدان المتطورة إلى "إعطاء آفاق جيدة" بشأن وعودها لتوفير 100 مليار دولار من المساعدات المناخية سنوياً للبلدان النامية اعتباراً من سنة 2020، "فسيكون ذلك مفيداً جداً، وسيرسي الثقة، وسيتيح لنا تحقيق تقدم في مواضيع أخرى"، بحسب مسؤولة المناخ في الأمم المتحدة.
ووفق تقويم نشرته منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي، في أيلول/سبتمبر، بلغت قيمة هذه المساعدات 79,6 مليار دولار سنة 2019. ومذاك، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن "مضاعفة" المساعدة الأميركية لتصبح حوالى 11 مليار دولار سنوياً.
وبفضل هذا الوعد وسواه، خصوصاً من الصين التي تعهدت بالكف عن بناء محطات فحم في الخارج، تبدي إسبينوزا "تفاؤلاً أكبر"، معربةً عن أملها في إعطاء "زخم" جديد لمؤتمر "كوب 26".
وهي تقر بأنّ "ذلك لن يكون سهلاً بالتأكيد. المسارات المرتبطة بمؤتمرات الأطراف لا تكون سهلة أبداً". لكنها تقول "أظن في هذه اللحظة تحديداً أننا بجاحة ماسة إلى الخروج من المؤتمر برسالة أمل إلى العالم أجمع، رسالة وضوح بشأن وجهتنا وطريقة تقدمنا".
وتوضح إسبينوزا "لدينا أدوات كثيرة لإجراء التحولات" اللازمة من أجل تقليص الانبعاثات، لكن "ليس لدينا الكثير من الوقت، نحن في سباق مع الزمن".
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن بلوغ الهدف المحدد في اتفاق باريس بحصر الاحترار بدرجة مئوية ونصف درجة مقارنة مع معدلات ما قبل الثورة الصناعية، يجب تقليص الانبعاثات بمعدل 7,6% سنوياً بين عامي 2020 و2030.
وتقول المسؤولة: "القرارات يجب أن تُتخذ حالاً، لذا فإن مؤتمر غلاسكو يرتدي أهمية كبيرة. العقد الحالي حاسم".