153 قتيلاً في فيضانات أوروبا.. بينهم 133 في ألمانيا

الفيضانات لا تزال تجتاح عدداً من الدول الأوروبية بسبب الأمطار الغزيرة غير المسبوقة، وعدد الضحايا يرتفع إلى 154 قتيلاً بينهم 133 في ألمانيا، إضافة إلى عشرات المفقودين.

  • الفيضانات اجتاحت عدداً من الدول الأوروبية وخاصة غربي ألمانيا
    الفيضانات اجتاحت عدداً من الدول الأوروبية وخاصة غربي ألمانيا

كثف عناصر من الجيش ورجال الإطفاء جهود البحث عن ضحايا الدمار الذي خلفته أسوأ الفيضانات التي اجتاحت غرب أوروبا منذ عقود وأودت بأكثر من 150 شخصاً وعشرات المفقودين.

وتعرضت مناطق غرب ألمانيا لأسوأ الأضرار جراء الفيضانات التي ضربت أيضا بلجيكا ولوكسمبورغ وهولندا، تاركة شوارع ومنازل مغمورة بالمياه الموحلة كما عزلت تجمعات سكنية بأكملها.

وبعد تعبئة 19 ألفاً من عناصر الإنقاذ وجهود حثيثة، وصلت حصيلة قتلى الفيضانات في ألمانيا  وحدها إلى 133 بعد ثلاثة أيام على الكارثة، وسط خشية السلطات من العثور على المزيد من الجثث في الأقبية العائمة والمنازل المنهارة.

وقالت كارولين فايتسل، رئيسة بلدية ايرفشتاد في رينانيا شمال فيستفاليا وهي المنطقة التي تعرّضت لانزلاق تربة مروع ناجم عن الفيضانات: "علينا توقع العثور على المزيد من الضحايا".

كما زار رئيس البلاد فرانك فالتر شتاينماير منطقة ايرفشتاد وصرّح: "نشعر بالحزن مع جميع الذين فقدوا اصدقاء أو معارف أو أفراد من الأسرة" مضيفاً "مصائرهم تفجع قلوبنا".

وكان 12 شخصاً لقوا مصرعهم غرقاً في دار للمعوقين في منطقة أرفايلر في رينانيا بالاتينات وهم من بين أكثر من 90 قتيلاً تمّ العثور عليهم حتى الآن في المنطقة الأكثر تضرراً من الفيضانات.

الأهالي قالوا أنّ الإنذار بالفيضانات الذي تلقّوه كان متأخراً جداً، وأنّ المياه سرعان ما وصلت إلى مستوى مرتفع أغرق معه الطوابق السفلى في المنطقة وجرف الأتربة والسيارات.

وفي بلجيكا المجاورة ارتفعت حصيلة الضحايا بعد الأمطار الغزيرة المفاجئة التي هطلت بين 14 و15 تموز/يوليو إلى 24 قتيلاً فيما لا يزال كثيرون في عداد المفقودين.

وتوجه رئيس الوزراء البلجيكي الكسندر دي كرو السبت لمعاينة المنطقة التي تعرّضت لخسائر "غير مسبوقة" في حوض نهر ميوز، كما أعلن الثلاثاء يوم حداد رسمي في البلاد.

كما هطلت أمطار غزيرة على لوكسمبورغ وهولندا غمرت العديد من المناطق، وأرغمت السلطات على إجلاء آلاف الأشخاص في مدينة ماستريخت الهولندية من دون سقوط ضحايا.

كارثة كبرى كادت أن تقع!

أدى فيضان سدّ في منطقة هاينسبرغ الألمانية، على بعد 65 كيلومتراً جنوب غرب دوسلدورف، إلى إجلاء أكثر من 700 شخص بشكل طارئ.

وغمرت المياه الحقول الزراعية والمزارع والبيوت، فيما بدأ الأهالي بمساعدة الجنود على متن دباباتهم في رفع الأنقاض وفتح الشوارع بعدما بدأ منسوب المياه بالانخفاض. 

وبينما بدأت جهات حكومية العمل على مسح المباني المتضررة التي سيتعين هدم بعضها كلياً، تتركّز جهود قوات الطوارئ الآن لإعادة خدمات الغاز والكهرباء والهاتف، والتي أدّى تعطّلها إلى تعقيد جهود الإنقاذ وجهود إحصاء أعداد القتلى والمفقودين والمصابين.

وبحسب تصريح لوزير الداخلية روجر ليفنتس لوسائل الإعلام المحلية، قال: "إنّ ما يصل إلى 60 شخصاً لا يزالون في عداد المفقودين وأكثر من 600 أصيبوا بجروح".

وقالت الحكومة إنّها تعمل على إنشاء صندوق مساعدات خاص فيما يتوقع أن تصل كلفة الأضرار إلى عدة مليارات يورو، كما ستتزور المستشارة أنغيلا ميركل غداً الأحد المنطقة التي ضربتها الفيضانات في غرب ألمانيا بعدما كانت أعلنت الخميس أنّ "الكارثة تحتاج إلى عدّة أيام لنعرف حجمها الحقيقي".

الأصابع تشير إلى تغير المناخ

أعادت الفيضانات المدمرة مسألة التغير المناخي إلى صلب الحملة الانتخابية في ألمانيا عشية الاقتراع المقرر في 26 أيلول/سبتمبر مع مغادرة ميركل السلطة بعد 16 عاماً أمضتها على رأس القيادة.

وقال رئيس الوزراء الهولندي مارك روتّي إنّ العواصف التي اجتاحت أوروبا هي "بدون شك" ناجمة عن التغير المناخي، فيما دعا الرئيس الألماني شتاينماير من ناحيته إلى معركة أكثر "تصميماً" ضدّ الاحترار المناخي في ضوء الكارثة.