جفاف وحرائق... أوروبا ترزح تحت وطأة موجة حر قاسية

المفوضية الأوروبية تقول إن نصف أراضي الاتحاد الأوروبي تواجه راهنا خطر الجفاف بسبب الانحسار الطويل للمتساقطات ما يعرض دولا مثل فرنسا ورومانيا وإسبانيا والبرتغال وإيطاليا لتراجع مرجح في المحاصيل الزراعية.

  • أوروبا ترزح تحت وطأة موجة حر قاسية
    أوروبا ترزح تحت وطأة موجة حر قاسية

يتوقّع أن تصل الحرارة في المملكة المتحدة إلى 40 درجة مئوية  اليوم الثلاثاء للمرة الأولى في تاريخ البلاد فيما تضرب موجة حر غرب أوروبا مخلفة حرائق غابات خصوصا في جنوب غرب فرنسا.

وهذه ثاني  موجة حر تضرب أوروبا في ظرف شهر مع ما يرافقها من حرائق عنيفة في شبه الجزيرة الايبيرية وفرنسا.

ويأتي تكاثر موجات الحر نتيجة مباشرة للاحترار المناخي على ما يرى علماء إذ أن انبعاثات غازات الدفيئة تزيد من حدتها ومدتها وتواترها.

وباتت موجة الحر القصوى التي لا تزال تعاني منها فرنسا، تضرب بريطانيا بالصميم حيث يتوقع أن تتجاوز الحرارة  عتبة الأربعين درجة مئوية بشكلٍ غير مسبوق. ويعود المستوى القياسي السابق في بريطانيا إلى 25 تموز/ يوليو 2019 وبلغ 38,7 درجة مئوية.

وسجلت أمس الاثنين 38,1 درجة مئوية في شرق إنكلترا وهي أعلى حرارة خلال السنة الحالية والثالثة التي تسجل في المملكة المتحدة.

أما ويلز فقد سجلت مستوى قياسياً بلغ 37,1 درجة مئوية فيما بلغت الحرارة في لندن 37,5.

وللمرة الأولى أصدرت وكالة السلامة الصحية البريطانية انذاراً من الدرجة الرابعة الأعلى محذّرة من مخاطر الحر حتى على الشباب أو الأشخاص المتمتعين بصحة جيدة.

وستبقى بعض المدارس مغلقة في حين يتوقع حدوث اضطرابات في حركة النقل المشترك.

وعلى الصعيد السياسي، اتهمت الحكومة بالتعاطي باستهتار مع موجة الحر. وانتقد رئيس الوزراء المستقيل بوريس جونسون لتغيّبه عن اجتماع طارئ بشأن هذه الأزمة الأحد مفضّلاً حضور حفلة وداعية في مقر اقامته اللندني.

ونددت الأوساط الطبية كذلك بتعليقات نائب رئيس الوزراء دومينيك راب الذي دعا البريطانيين إلى "التمتع بالشمس".

وفي إيرلندا المجاورة، سجلت 33 درجة مئوية في دبلن الاثنين وهي أعلى حرارة منذ 1887.

حرائق في فرنسا

وسجلّت هولندا الاثنين الحرارة الأعلى خلال هذه السنة مع بلغوها 35,4 درجة مئوية في مدينة فيستدوربه في جنوب غرب البلاد. والثلاثاء قد تصل الحرارة ألى 39 درجة في جنوب البلاد ووسطها لتقترب من المستوى القياسي في هولندا البالغ 40,7 والمسجل في 25 تموز/يوليو 2019.

وتتوقع بلجيكا تسجيل مستويات قياسية أيضا مع احتمال أن تصل الحرارة إلى 40 درجة مئوية بحسب المعهد الملكي للأرصاد الجوية. وقد حددّت ساعات عمل معينة لبعض المهن التي تتأثر بالحر.

في فرنسا، وبعد مستويات قياسية عدة سجلت أمس الاثنين، يرجّح أن تتراجع الحرارة بشكلٍ ملحوظ الثلاثاء على الواجهة الأطلسية لتنتقل موجة الحر باتجاه شرق البلاد بحسب مصلحة الأرصاد الجوية "ميتيو فرانس".

وسجلت مستويات حرارة قياسية في مدن عدة من بينها بريست (شمال غرب) مع 39,3 درجة ونانت (الوسط الغربي) مع 42 درجة وبيسكاروس (جنوب غرب) مع 42,6 درجة على ما أوضح المصدر نفسه. ويعود المستوى القياسي المطلق في البلاد إلى 28 حزيران/يونيو 2019 في فيرارغ (جنوب) وبلغ 46 درجة مئوية.

ولا تزال فرنسا تواجه حريقين هائلين في منطقة بوردو التهما حتى الآن 17 ألف هكتار من الغابات.

وقد تم إجلاء 16 ألف شخص في المنطقتين المعنيتين فيما تجاوزت الحرارة الأربعين درجة مئوية ما رفع عدد الأشخاص الذين اخلوا مساكنهم إلى 32 ألفا في غضون ستة أيام.

وعند أقدام موقع دون دو بيلا وهو عبارة عن كثبان رملية، قالت السلطات المحلية إن خمسة مواقع تخييم "احترقت بنسبة 90 %". وسبق أن أجلي ستة آلاف مصطاف من هذه المنطقة الأسبوع الماضي. وسمع دوي انفجارات عدة بعد ظهر الاثنين جراء قوارير غاز تركت في مواقع التخييم والمطاعم المهجورة.

خطر حرائق  كبير في إسبانيا

وتسيطر موجة حر خانق على إسبانيا منذ أكثر من اسبوع ما أدى إلى اندلاع حرائق عدة اجتاحت عشرات آلاف الهكتارات.

واستمر الانذار الأقصى باحتمال وقوع حريق في غالبية مناطق البلاد الاثنين. ويتوقع أن تشهد إسبانيا التي تعاني منذ العاشر من تموز/يوليو من موجة الحر هذه وتتجاوز الحرارة فيها الأربعين درجة مئوية، بعض التحسن لفترة قصيرة في مطلع الأسبوع الحالي.

أما في البرتغال التي تشهد بعض التحسّن على صعيد درجات الحرارة المرتفعة، يستمر عناصر الإطفاء بمكافحة 4 حرائق في وسط البلاد وشمالها. وقال الدفاع المدني إن حرائق الغابات حصدت ارواح أربعة أشخاص وتسببت بإصابة خمسة أشخاص بحروق وبإجلاء 960 شخصا.

وقالت المفوضية الأوروبية الاثنين إن نصف أراضي الاتحاد الأوروبي تواجه راهنا خطر الجفاف بسبب الانحسار الطويل للمتساقطات ما يعرض دولا مثل فرنسا ورومانيا وإسبانيا والبرتغال وإيطاليا لتراجع مرجح في المحاصيل الزراعية.