أسبوع على بدء مؤتمر "كوب26".. آمال كبيرة والخبراء ينتظرون أفعالاً
الأسبوع الأول من مؤتمر الأطراف للمناخ "كوب 26" يشهد التزامات بشأن مكافحة إزالة الغابات والتخلص من استخدام الفحم وجمع مليارات الدولارات لاستثمارات خضراء.
شهد الأسبوع الأول من مؤتمر الأطراف للمناخ "كوب 26" التزامات بشأن مكافحة إزالة الغابات والتخلص من استخدام الفحم وجمع مليارات الدولارات لاستثمارات خضراء، وهي قضايا روّجت لها على نطاق واسع الرئاسة البريطانية لهذه القمة العالمية.
لكن وفقاً للمراقبين، هناك فجوة بين هذه الإعلانات وخفض الانبعاثات إلى حدّ يسمح بتحقيق أهداف اتفاق باريس للمناخ، والقاضي بحصر الاحترار بأقل من درجتين مئويتين، 1,5 درجة إن أمكن.
وفي هذا المؤتمر الأممي، كان للمنظمين البريطانيين برنامجهم الخاص الذي لخّصه رئيس الوزراء بوريس جونسون بـ"الفحم والسيارات والنقود والأشجار". وهو يعني التخلص تدريجياً من الوقود الملوّث والمركبات العاملة بالاحتراق الحراري وجمع الأموال لمساعدة العالم على حماية الغابات.
نهاية الفحم؟
وصرّح رئيس مؤتمر "كوب 26"، ألوك شارما، يوم الأربعاء، أنّ مجموعة من 190 بلداً وافقت على التخلص التدريجي من الفحم لإنتاج الطاقة.
وأُعلن هذا العدد لوسائل الإعلام، يوم الثلاثاء، لكن القائمة لم تنشر حتى اليوم التالي، وهي ضمّت 77 دولة موقّعاً فقط، بما فيها 46 كانت قد تعهّدت بالتزامات في هذا الشأن.
وضمت هذه القائمة دولاً تستخدم الفحم على نطاق واسع، على غرار كوريا الجنوبية وفيتنام، وأكد المنظّمون أنّ 23 دولة قطعت التزامات جديدة. لكن في هذه القائمة هناك 10 دول لا تستخدم الفحم على الإطلاق، وفقاً لمنظمة "إمبر" غير الحكومية المتخصصة.
وخلال هذا المؤتمر الذي تنظمه الأمم المتحدة، أعلن اتفاق آخر، وهو التزام أكثر من 100 دولة بخفض انبعاثات الميثان بنسبة 30% بحلول العام 2030، مع تأثير فعلي محتمل على المدى القصير على ارتفاع درجات الحرارة، بحسب الخبراء.
من جانبه، أكّد مدير وكالة الطاقة الدولية، فاتح بيرول، أنّ الدراسات التي قامت بها فرق منظمته ولم تُنشر بعد، تشير إلى أنّ الالتزام بكلّ الوعود التي أعلنت خلال مؤتمر "كوب 26" قد يؤدي إلى حصر ارتفاع درجات الحرارة بـ1,8%.
لكن وفقاً لتحليل أجرته منظمة "كلايميت أناليتكس" غير الحكومية، فإنّ سيناريو الوكالة الدولية للطاقة "لا يتوافق مع هدف درجة الحرارة الطويل الأجل المنصوص عليه في اتفاق باريس"، ويمثل انبعاثات زائدة من ثاني أكسيد الكربون مقارنة بحسابات خبراء المناخ في الأمم المتحدة.
إنهاء إزالة الغابات؟
أعلنت الحكومة البريطانية، يوم الإثنين، أنّ الدول التي تمثل 85% من الغابات المطيرة في العالم وقّعت تعهّداً "غير مسبوق" بإنهاء إزالة الغابات بحلول العام 2030.
وهذا التزام مشابه لإعلان نيويورك بشأن الغابات للعام 2014، الذي وقّعه 40 بلداً وأكثر من 150 مجموعة ومنظمة لشعوب أصلية.
ووجد تقييم هذا العام لهذا الإعلان الأول أنّه من بين أكبر 32 دولة حرجية، كانت الهند هي الوحيدة التي ترجمت الالتزام إلى أفعال.
وقال داميان فليمنغ، نائب مدير الصندوق العالمي للطبيعة لمسائل الغابات، إن الالتزامات في غلاسكو "غير مسبوقة من حيث الحجم، لكن ليس في الطموح والغابات التي أزيلت منذ إعلان نيويورك تزيد مساحتها على مساحة فرنسا".
وعود فقط
وتطالب البلدان النامية البلدان الغنية ذات الانبعاثات المرتفعة بالوفاء بتعهدها القاضي بجمع 100 مليار دولار سنوياً لمساعدتها في مواجهة أزمة المناخ.
وقال محافظ مصرف إنكلترا السابق، مارك كارني، يوم الأربعاء ،إنّ صندوقاً أطلق عليه "حياد الكربون" قد يكون جمع 130 تريليون دولار، مضيفاً: "الأموال موجودة إذا أراد العالم استخدامها".
وقال مبعوث الأمم المتحدة للعمل المناخي، سيلوين هارت، إنّه "أمر صادم ومحبط جداً أنّه بعد 6 سنوات من اتفاق باريس، فشلت المؤسسات المالية الرئيسية في العالم في الالتزام بهدف حصر الاحترار بـ 1,5 درجة مئوية".
ورأى دانيال ويليس، من منظمة "غلوبل جاستيس ناو" غير الحكومية، أنّ مؤتمر الأطراف أنتج حتى الآن "تقارير مالية مضخمة ووعود إنفاق أعيد تغليفها قدّمت على أنّها جديدة، وتأكيدات القادة بأنهم نجحوا في حصر الاحترار بـ1,8 درجة مئوية على أساس وعود فقط".