بلاد الشام جزء من جزيرة العرب؟
في كتابه الجديد يبحث خلف الجراد في عشرات المصادر الجغرافية والتاريخية والتراثية العربية القديمة، ليثبت حقيقة بطلان التقسيم الاستشراقي - الاستعماري للمنطقة العربية.
صدر حديثاً عن "الهيئة العامة السورية للكتاب" كتاب "دول وكيانات عربية في بلاد الشام قبل الإسلام" لمؤلفه خلف الجراد.
واستند المؤلف في إنجاز كتابه إلى عشرات المصادر الجغرافية والتاريخية والتراثية العربية القديمة، التي يبرهن من خلالها أن بلاد الشام هي جزء عضوي لا يتجزأ من "جزيرة العرب" بمعناها الجغرافي الذي كان معروفاً منذ آلاف السنين.
ويسعى الجراد إلى إثبات أن هذه الحقيقة تبطل "التقسيم الاستشراقي - الاستعماري لهذه المنطقة الواحدة، بأسماء مصطنعة ومصطلحات غير علمية وغير موضوعية، لأهداف تجزيئية معلنة، كما حصل بالنسبة إلى مسمى "شبه الجزيرة العربية" البريطاني أصلاً".
أما المحور الآخر الذي يؤكده العمل فيتمثل بأن "القبائل والجماعات العربية كانت على مدى آلاف السنين تتجول وتتحرك بحرية تامة في مسرحها الجغرافي - الإثني - اللغوي الطبيعي، وتقيم حواضرها ودولها وممالكها بأسمائها القبلية أو الأسرية (الكنعانيون - الأموريون - الفينيقيون - الآراميون...إلخ)، من دون أن تنفصل عن أرومتها العربية وانتمائها القومي الضارب في أعماق التاريخ".
وتتبع المؤلف في كتابه "كيف تم إنشاء دول وكيانات عربية عدة في بلاد الشام قبل الإسلام بحوالي 7-8 قرون، وهي: دولة الأنباط - مملكة تدمر - دولة الغساسنة. حيث تبيّن لنا بشكل جليّ وقاطع أن إقامة هذه الدول والممالك والكيانات، إنما جاء في سياق طبيعي من التطور والرقي التاريخي - الحضاري والاقتصادي والسياسي والاجتماعي والثقافي، وليس البتة على شكل اقتحام أو احتلال خارجي أو بهيئة "موجات غازية من قبائل بدوية متخلّفة"".
ويخلص الباحث السوري إلى أن كل السرديات المخالفة إنما هي زعم من "أعداء أمتنا وحضارتنا الوجوديون من الصهاينة، مستشرقين متهوّدين، وتلامذتهم التائهين الغارقين في الأضاليل والزيف والاغتراب، وفي المستنقعات الصهيونية العنصرية الآسنة".