في لبنان.. بالمقاومة الثقافية تنجلي السحب السوداء
بروحية المقاومة الثقافية للواقع اللبناني المتأزم، تستضيف طرابلس معرضاً ضم أعمالاً فنية وموسيقى غنائية.. ماذا في التفاصيل؟
بروحية المقاومة الثقافية للواقع اللبناني المتأزم، أقام "منتدى شاعر الكورة الخضراء عبد الله شحادة الثقافي"، معرضاً فنياً تشكيلياً لعدد من الفنانين اللبنانيين، استضافته قاعة المعارض الكبرى في الرابطة الثقافية بطرابلس.
في الافتتاح، قالت مديرة المنتدى الشاعرة ميراي شحادة، إن الغاية من المعرض هي: "المقاومة الثّقافيّة: بالرغم من كلّ شيء قاتم يحيط بنا، من يرسم فليثابر على الرسم، ومن يكتب فليملأ الدنيا كتابة، وشعراً، ومن يشدو طرباً فليفرح قلوب النّاس، إلى أن تنجلي هذه السحب السوداء عن وطننا لبنان".
وضم المعرض أعمالاً فنية للفنانين اللبنانيين خالد عيط، وبسام ملوك، وعاهدة نجار، وبمشاركة فنية موسيقية غنائية من ابنة مدينة صور الجنوبية هناء شرانق بالعزف على العود مع غناء شرقي.
ورأت شحادة أنه: "جميل جداً أن نجتمع اليوم في طرابلس، معقل النور، والمعرفة، والمحبة، والحقّ يقال أنّ أجمل النشاطات الثقافيّة التي أقوم بها هي من هنا، من ربوع الفيحاء!"، منوهة بمشاركة فنانَين اثنين واكبا نشاطات منتداها، وخصا صاحبه - والدها الشاعر الراحل عبد الله شحادة - بلوحات مميزة لرسمه، كما بمشاركة نسائية من ابنة طرابلس الفنانة عاهدة النجار، ومبدية حفاوة بمشاركة ابنة صور هناء شرانق عازفة على العود، ووصفتها بـــ"صاحبة الصوت الماسي".
وانقسم المعرض إلى ثلاثة أجنحة، واحد لكل فنان، وطغت عليه الألوان البراقة رغبة عن التوق للحياة الطبيعية، والطبيعة اللبنانية المنيرة، في جو من الموسيقى الهادئة والغناء، جعلت المشهد الفني مكتملاً، حاملاً الإصرار على الحياة رغم كل المصاعب.
واتسمت أعمال الفنان عيط بالانطباعية المستلهمة للطبيعة اللبنانية، وعدد من اللوحات الرمزية التعبيرية استخدم فيها الأسطورة والأشكال الميتافيزيقية، لكن بحبكة احترافية لفنان يحمل دبلوم الدراسات العليا في الرسم والتصوير من الجامعة اللبنانية 1997، ويمارس التعليم (تربية فنية)، وله 19 معرضاً فردياً بين طرابلس وبيروت، وأكثر من 100 مشاركة في معارض بين طرابلس وبيروت ودبي.
أما جناح عاهدة النجار فضمّ مجموعة من الانطباعيات من المحيط الذي تعيش، وفيها لوحات تعبيرية انسانية، تداخلت فيها الأمومة مع الطفولة، مع الواقع، وبعض مشاهد كلاسيكية، وهو المعرض الأول الذي يقام واسمها في عنوانه، بينما شاركت منذ طفولتها وهي في السابعة من العمر، وما بعد، مشاركة دائمة في معارض جامعة، وسيمبوزيومات برعاية جمعيات ثقافية، ورسم مباشر، وجداريات.
تمارس النجار مهنة تعليم الفنون الجميلة في المدارس والمعاهد الفنية، وأتقنت الرسم بمختلف تقنياته ومواده من الفحم، والرصاص، والباستيل، والأكريليك، والزيت، ونالت شهادات فنية من معاهد فنية للحفر والخط، والحفر على الشمع.
أما الفنان بسام ملوك المتخصص بالسيراميك والبورسلان حرارياً، ونحات مجسمات، وجداريات تراثية، حجرية، ثلاثية الأبعاد، وشارك بالعديد من المعارض المحلية والعربية والدولية.
لملوك خيار فني خاص، يمتاز بتقديم حاجات الحياة في إطار فني، جمالي، نظرا لارتباط عمله الفني بحاجات السوق، ولا يرغب كثيرا في إقامة معارض فردية عرضت إقامتها عليه جمعيات وشركات محلية وخارجية متعددة، وفق ما أفاد الميادين الثقافية.
يركز ملوك عمله على النحت بالحجر، ويرتبط فنه بالسيراميك كمادة يعرضها بعد إعطائها الشكل والألوان التي يريد، لحرارة عالية تزيد على 180 درجة مئوية، ويستخدم فيها الألوان المستوردة من الخارج بجودة عالية، توظف نوعيات ملائمة للبيئة، وأحياناً يستخدم فيها المعادن النفيسة كالذهب.
يذكر أن المعرض افتتح برعاية الرابطة ممثلة برئيسها رامز فري، وبمشاركة رئيس بلدية طرابلس رياض يمق، وممثل نقابة محرري الصحافة اللبنانية أحمد درويش، وحشد من الجمعيات الثقافية والفنية، وشعراء، وفنانين، ومهتمين، وغطى عطلة نهاية الأسبوع.