دماء على رمال سيناء

الكتاب دراسة استقصائية عن الحركات الجهادية، ليس في مصر وحدها، بل في مناطق أخرى من العالم حيث كشفت عن طموح تلك الجماعات بالوصول إلى الحكم.

كتاب "دماء على رمال سيناء: القصة الكاملة للتنظيمات الجهادية الجديدة في مصر"

 

 

حمل الكاتبان المصريان ماهر فرغلي وصلاح الدين حسن حقائبهما، قاصدين سيناء، حيث المساحات الواسعة من الرمال، سهول ووديان، وجبال تقود إلى الهيام في فضاءات الروح والكون. لكن هذه الفضاءات كانت تستعد لاستقبال تنظيمات جهادية بدأت بالتشكّل، وتنظيمات أخرى تعيد تشكيل نفسها من جديد، حتى أنها بلغت تسعة عشر تنظيماً في سيناء وحدها، إضافة إلى العدد نفسه تقريباً نشأ في باقي المحافظات المصرية، وفي المقابل كانت صيحات المتظاهرين تهز ميدان التحرير، والميادين الأخرى على امتداد الأراضي المصرية.

(دماء على رمال سيناء: القصة الكاملة للتنظيمات الجهادية في مصر)، دراسة استقصائية قام بها الإعلاميان ماهر فرغلي، وصلاح الدين حسن، وهما مهتمان بالحركات الجهادية، ليس في مصر وحدها، بل في مناطق أخرى من العالم حيث وجدت، وكشفت عن طموح تلك الجماعات بالوصول إلى الحكم، وكيف تحولت إلى حصان جامح انطلق مع ماسمي بثورات الربيع العربي، يجوب الدول العربية، والغربية على السواء.

سبعون ألف ورقة حصل عليها الباحثان، من اعتراف الجهاديين، وأعضاء اللجان النوعية المسلحة، الذين قبض عليهم في ميادين الاشتباكات المصرية، وتكشف هذه الأوراق عن كيفية تشكّل هذه الجماعات، أو المجموعات، والتي ظهر معظمها عقب فض اعتصام الموالين للرئيس المصري محمد مرسي في ميدان رابعة العدوية، في العام 2013، وبعد القرار الذي اتخذه الإخوان بتحريك التظاهرات والمسيرات المناهضة في جميع أنحاء البلاد.

 

لماذا سيناء؟...

سيناء هي الحكايات والأساطير، وقصص الأنبياء، والروايات الباقية عن القديسين، وبطولات أبناء مصر.

 في شكلها الجغرافي، تكمل سيناء المربع المصري الكائن في الركن الشمالي الشرقي من قارة أفريقيا بموقعها في جنوب غرب آسيا، وسيناء التي تقع عند التقاء أفريقيا بآسيا، أو افتراقهما، لتكون معبراً للتاريخ والدين والفكر والثقافة، وترتبط بالدين الإسلامي، كما ارتبطت قبله باليهودية والمسيحية، والطبيعة البدوية التي تميل إلى التديّن، إضافة إلى الأعراف التي تحكم القبائل والتي تتسم بالقسوة، جعلت من السيناويين تربة خصبة لقبول التشدد الفكري.

وكان للحراك الدعوي السلفي في سيناء طبيعة خاصة، إذا علمنا أن 70% من أهالي سيناء يسيطر عليهم الفكر الصوفي (الطرق العلاوية والشاذلية والجريرية). في هذا المناخ وجدت الدعوة السلفية طريقها، وكان التمسك بالعادات والتقاليد والأعراف البدوية من أهم التحولات، التي نجح التيار السلفي في سيناء بإحداثها، والتي تتضارب مع كثير من الأحكام الفقهية للمنهج السلفي، وكانت أهم نقاط اكتساب القوة في المجتمع البدوي، لكن ذلك لم يحد من النزاع بين الصوفية من جانب، والسلفية من جانب آخر، هذا النزاع الذي زرع البذور الأولى للعنف والإرهاب في سيناء.

 

رحلة البحث عن مجند

بداية، يكشف الكتاب عن الطريقة التي تتبعها التنظيمات، في تجنيد عناصرها. وبحسب ما ورد في الكتاب، فإن الجماعات تقوم بتجنيد عناصرها بالاعتماد على وثائق كتبها القيادي السابق في تنظيم القاعدة (عبد الله العدم) التي عثرت عليها الأجهزة الأمنية في منزل (عبد الرحمن إسكندر) وهو أحد المتهمين في قضية تنظيم الظواهري.

 تبدأ رحلة البحث عن المجند بالتحري عنه، والاستقصاء، فيجب أن يكون سجله العدلي نظيفاً، أي ليست عنده سوابق جرمية، أو نقاط ضعف يمكن أن تستغلها الأجهزة الأمنية، أو تستثمرها في المستقبل للضغط عليه. وبعد أن يتم اختيار الفرد يبدأ العمل على تدريبه أمنياً وعسكرياً، ويبدأ الحديث عما يمكن تسميته (التربية الشرعية السياسية)، التي تشدد على أنه يجب على "الأخ" الذي يلتحق بالعمل الجهادي، أو بالتنظيم الجهادي، أن تكون تربيته تربية سياسية، وتربية شرعية، وغرس الولاء في نفسه لدين الله عز وجل، والبراء من الكفار، كي يجاهد ويقاتل على بصيرة. وعلى هذا الأساس تمَّ تجنيد وتعبئة العديد من الشباب، الذين ألحقوا فيما بعد بالتنظيمات الإرهابية المختلفة، مثل أجناد مصر ( تنظيم جهادي بدأ نشاطه في العام 2013، قائد التنظيم محي الدين المصري الذي أعلن مسؤوليته عن هجمات عدة على قوات الأمن)، و"أنصار بيت المقدس"، وغيرهما.

ولهذه التنظيمات مجموعة من القواسم المشتركة، تتمثل في الأفكار والتوجهات. ويشير المولفان إلى أهم ثلاثة روابط تجمع بين هذه التنظيمات، وهي الإسم المشترك والبيعة، والعقيدة المشتركة، والهدف المشترك المتمثل بنشر الفكر الجهادي المسلح، ثم توجيه الشباب وتدريبهم لتشكيل تنظيماتهم الخاصة، حسب ما يتطلب العمل العسكري أولاً، وليس انتهاء بالعمليات الاستراتيجية والسياسية المعقدة. ويطلق على كل تنظيم (سرية) يكون لها أمير يدير شؤونها، وتتجه إلى العمل العسكري مباشرة، فتختار هدفها وتهاجمه، وبالتأكيد تقوم بالإعلان عن ذلك عن طريق وسيلتها الإعلامية الخاصة، أو تختار وسيلة إعلامية لتعلن من خلالها مسؤوليتها عن العملية التي نفذتها.

في وثائق عبد الله العدم، هناك نوعان من الذين يعملون في الجماعة، رجل علني ظاهر للناس، معروف بشكله وصوته وصورته ومواصفاته وغير ذلك، ورجل سري لا أحد يعرف عنه شيئاً، يعمل في الخفاء.

ويقول العدم: ليس هناك الآن في العمل الجهادي شيء اسمه سري وعلني، الآن كله عمل سري، العمل العلني انتهى.. كان ذلك قبل عشرين أو ثلاثين عاماً.

وتجدر الإشارة إلى أن الكتاب لم يذكر في أساليب التجنيد إلا ما تضمنته وثائق (العدم) المشار إليها، كما لم يكشف عن آلية تزكية الأفراد التي تعتبر جواز سفر للعبور إلى داخل التنظيم.

 

مدارس وتنظيمات وخلايا

عقب فض السلطات المصرية لاعتصامات الإخوان المسلمين في القاهرة، التقت أهداف الجهاديين والتكفيريين حول تشكيل أجنحة مسلحة، بلغ عددها في سيناء وحدها تسعة عشر تنظيماً، اختلفت إيديولوجياً. فبعضها انحاز بشكل مباشر إلى السلفية الجهادية، وبعضها الآخر التزم بجماعات التكفير والتوقف والتبيّن، أو مجموعات الإخوان النوعية المسلحة. وقد ضمت مختلف هذه التنظيمات، بالإضافة إلى ما عُرف بالخلايا النائمة الموزعة في المحافظات المصرية، عدداً من الجهاديين العائدين من سوريا، سواء الذين كان لهم دور في القتال والحرب، ( جماعة حازمون/ نسبة إلى حازم أبو إسماعيل، وهو أحد قيادات الحركات المتطرفة في مصر). فبعد عودتهم من سوريا كانت المهمة الرئيسة لهم الحيلولة دون عودة الرئيس حسني مبارك ونظامه إلى الحكم، وتأييد الشعوب العربية والإسلامية في جهادها ضد الأنظمة القمعية، وذلك عبر تأييدها لتطبيق الشريعة الإسلامية، باعتبارها الطريقة الأسلم لمواجهة الأنظمة الباغية!.

وهناك الذين فشلوا في الوصول إلى سوريا (خلية عرب شركس/ نسبة إلى قرية عرب شركس التابعة لمحافظة القليوبية، تشتهر بكثرة المخازن والمصانع الصغيرة الخاصة بالأخشاب، يتواجد فيها الكثير من العمال بحثاً عن لقمة العيش، وربما تكون هذه الأسباب هي التي جعلت العناصر الإرهابية التابعة لأنصار بيت المقدس تتخذ من هذه القرية وكراً ونقطة انطلاق لعملياتها). ولكن مع إعلان زعيم "داعش" أبو بكر البغدادي "الخلافة"، حدث تحول خطير في بعض هذه التنظيمات، إذ أعلنت جماعة "بيت المقدس" بيعتها له، وهي الجماعة التي استهدفت خطوط الغاز داخل سيناء التي تمد إسرائيل، ولها إيديولوجيتها التي لا تقبل التفاهم أو المهادنة مع الإحتلال الإسرائيلي، وهي بشكل أو بآخر امتداد للسلفية الجهادية التي أسسها صلاح شحادة في العريش، وكانت عملية طابا أبرز عملياتها.

ومع إعلان بيعتها للبغدادي قامت بتغيير اسمها إلى "ولاية سيناء"، لكن التحول الأخطر هو انشطار الجماعة، وظهور حركة "المرابطين"، التي أسسها المقدم السابق في الجيش المصري هشام عشماوي، الذي أطلق عليه المؤلفان لقب (الذئب الكامن)، وهو الذي سهّل انتقال المقاتلين إلى العراق وسوريا. كما ثبت تورطه في أكثر من عملية إرهابية في مصر، وهو يدير عملياته من مدينة درنة حيث يقيم في ليبيا.

وفي هذا السياق يشير المؤلفان إلى الجماعات الإرهابية التي تحاصر مصر من جهة ليبيا، وهي بالإضافة إلى جماعة المرابطين، إمارة سرت الداعشية، وكتيبة راف الله السحاتي، بالإضافة إلى تنظيم أنصار الشريعة الليبي الذي اغتال السفير الأمبركي في بنغازي على خلفية عرض فيلم في الولايات المتحدة واعتبره التنظيم مسيئاً للإسلام والرسول في العام 2012، وفي هذا السياق أغفل المؤلفان عن غير قصد الإشارة إلى أن جماعة أنصار الشريعة أعلنت عن حل نفسها بعد مقتل أميرها محمد الزهاوي.

 

الجهاد قائم إلى يوم القيامة

يكشف المؤلفان أنه في العام الأول بعد ثورة الخامس والعشرين من كانون الثاني/ يناير 2011، لم يكن بالإمكان التعرّف على الخرائط التفصيلية للحركات الجهادية المتواجدة على أرض سيناء، لكن المؤكد أن جماعة الجهاد المصرية القديمة (جماعة سلفية جهادية، نشأت في العام 1964، وأبرز مؤسسيها علوي مصطفى، إسماعيل طنطاوي، ونبيل البرعي)، وبعض تنظيمات التكفيريين، كانت تمارس نشاطها، بالإضافة إلى مجموعات من قطاع غزة، حيث شهد القطاع في تلك الفترة نشاط المجموعات السلفية الجهادية، التي فشلت حركة حماس في السيطرة عليها، فانتشرت على الشريط الحدودي ولاسيما في مدينتي رفح والشيخ زويد، الأقرب إلى الحدود مع فلسطين المحتلة، الكيان الإسرائيلي.

وفي هذه الفترة الزمنية أيضاً، ومع اقتحام السجون المصرية، هرب أعضاء تنظيم (الشوقيين/ تنظيم قام بتأسيسه شوقي الشيخ في قرية "كحك" إحدى قرى الفيوم بعد انشقاقه عن الجماعة الإسلامية، وتعتمد أفكارهم على تكفير المجتمع كله، والجماعات الإسلامية الأخرى)، وانضموا تحت لواء جماعة بيت المقدس، وذاع صيتهم في ارتكاب ممارسات غير قانونية، خاصة، إذا علمنا أن الشح في التمويل دفعهم للمتاجرة في الدولار المزيّف وتهريب الوقود. وتمركزت قواعدهم في مدن رفح وطابا والعريش وجبل الحلال، لذلك كان من الصعب على الأجهزة الأمنية تتبعهم. وامتلك هذا التنظيم الأسلحة الثقيلة، والبنادق الآلية التي وفرتها لهم الأنفاق بين غزة وسيناء والسيولة الحدودية بين مصر وليبيا. 

ويتابع المؤلفان في السياق ذاته الحديث عن تنظيم (المنتظرون)، وهم –حسب المؤلفان- مجموعة من الشباب المنتمي إلى أكثر من تيار جهادي، بزعامة شخصيتين: الأول هو محمد خفاجة من الإخوان، والثاني محمد عبد الدايم من جماعة التبليغ والدعوة، وكانوا ينظرون إلى أحداث الحادي عشر من أيلول/ سبتمر على أنها بداية الفتح الإسلامي في الغرب.

 

جماعات الإخوان النوعية

يرى المؤلفان أنه وبعد التحولات السياسية والفكرية التي حدثت داخل جماعة الإخوان، عقب حظر أنشطتها، ووضعها على قوائم الإرهاب، إلى جانب القبض على معظم قياداتها، الذين قادوا المشهد قبل عزل الرئيس محمد مرسي، ظهر جيل جديد من القيادات داخل الإخوان، منهم من هو ابن من أبناء الجماعة، ويمثل رأيها وموقفها، ومنهم من هو خارج الإخوان، لكنه يمثل الجماعة ومواقفها.

كما شجع غياب الرموز الكبرى للجماعة الذين تمَّ القبض عليهم، إلى ظهور جيل جديد من القيادات، منهم من تمَّ تصعيده من الصف الثاني إلى الأول، وجيل شاب تمَّ تصعيده من العضوية العادية إلى مركز القيادة، وذلك على خلفية انقسام الجماعة إلى أربعة أقسام: القسم الأول الذي هرب إلى خارج مصر، والثاني، الذي ترك الجماعة كلياً، والقسم الثالث، وهو الذي يقود المواجهات مع الدولة في الخارج، والقسم الرابع والأخير، تمَّ القبض عليه، وهو مودع في السجون.

وبخلاف هذا تشكّلت مجموعات نوعية للإخوان، منها "المقاومة الشعبية"، و"العقاب الثوري"، و"مجموعة حلوان"، وغيرها...

 

الدخول... والهروب من مصر

يشير المؤلفان إلى أن أهم الطرق التي استخدمتها قيادات الجماعة للهروب من مصر هو عن طريق محافظة أسوان نحو الحدود المصرية - السودانية، ومن ثم الانتقال إلى ليبيا، وقد جرى ضبط خمسة ضباط من قيادات الإخوان وأنصارهم، من بينهم القيادي في الجماعة الإسلامية صفوت عبد الغني، ورئيس الوزراء في حكومة محمد مرسي، هشام قنديل، وذلك أثناء محاولتهم الهرب إلى السودان. وكان حسين عبد العال، ورفاعي طه، ومحمود حسين، أكثر حظاً من سابقيهم إذ تمكنوا من الهرب.

 ورأى المؤلفان أن الأسباب الحقيقية وراء نجاح عمليات تهريب الأفراد، تبدو في اختراق بعض رجال حرس الحدود، عن طريق المبالغ المالية الكبيرة التي تقدم لهم، لكنها لا تنجح في بعض الأحيان، كما حصل مع صفوت عبد الغني الذي قدم مبلغ مليوني جنيه مصري لأحد الضباط، لكن الضابط أبلغ عنه. وتتم عملية الهروب عبر طرق برية عدة، وبمساعدة القبائل وأهمها قبيلة الرشايدة، ومن طرق التهريب طريق أرقين الحدودي، وطريق درب الأربعين، وحلايب شلاتين. أما وسيلة النقل فهي السيارات والجمال التي تسلك طرقاً وممرات بعيدة عن أعين الأمن المصري.

 

الأمن المصري ومواجهة لوجستية

لم يغفل المؤلفان في كتابهما الحديث عن العقلية الأمنية المصرية في التعامل مع التنظيمات الإرهابية، هذه العقلية التي لا تختلف عن عقلية أي جهاز أمني عربي ولهذا نجدها تخفق في بعض الأحيان، ولا تتنبه إلا بعد حدوث الواقعة (حادثة إسقاط الطائرة الروسية وسط سيناء مثالاً).

يقول المؤلفان: تبدأ الأجهزة الأمنية بحصر محاور عمل التيارات الجهادية لتكوين صورة واضحة عن هيكلها الإداري، وتكوينها الفكري، وقوتها، وانتشارها ومراكز نشاطها، ومصادر تمويلها، وعلاقة أفرادها مع بعضهم البعض من جهة، وعلاقتهم مع أفراد غيرهم من التيارات من جهة ثانية، وذلك من أجل الكشف عن مكامن القوة والضعف لديها. ثم تقوم بتجميع مكثف للمعلومات باستخدام وسائل وآليات مختلفة، مثل: الاستدعاءات، الاختراقات، المراقبات، المداهمات، والتحقيقات، ثم تقوم بتفريغ المعلومات، تمهيداً لتكوين تصور واضح عن التيارات الإسلامية ككل، ثم تصنّفها، وتحدد السياسة الأنجع في التعامل معها، سواء بإضعافها، أو تجفيف الموارد التي تقوم عليها سواء كانت بشرية أو فكرية، أو مالية.

ومع بداية تشكّل التنظيمات الإرهابية في سيناء، حاولت الأجهزة الأمنية استخدام التيار الصوفي لمقاومة التيار السلفي. وكان لهذا الاستخدام أثر في تكفير الصوفية، الأمر الذي ساهم في نشوء مدرسة التكفير وتشكَّل ملامحها الأولى، فأخفق الأمن المصري في القضاء على البذور الأولى للإرهاب.

ويتساءل المؤلفان في خاتمة الدراسة: لماذا لا يتم تحويل الكمائن الأمنية الثابتة إلى متحركة؟ ولماذا لا يتم وضع كاميرات في الأماكن والشوارع الحساسة؟ وأيضاً، في الأماكن المرجح الهجوم عليها؟ ولماذا لا يتم تفتيش النساء بعد أن ثبت تورط بعضهن في زرع العبوات الناسفة؟ ولماذا لا يتم فتح معبر رفح بشكل دائم لمنع تسلل الأفراد وتهريبهم؟ ولماذا لا تأخذ سيناء نصيبها من التنمية الاقتصادية كباقي المحافظات المصرية؟

هذه المشاكل، حلولها سهلة وبسيطة، ولكن ماذا لو تأخرنا في تنفيذها. بالتأكيد، سنجد تنظيم داعش وما أفرزه من تنظيمات تنتقل من شمال سيناء إلى وسطها، ثم إلى جنوبها، وقد يفتح له فروعاً في باقي الأقاليم المصرية، خاصة، إذا عرفنا أن غالبية أتباع هذه التنظيمات هم من جيل الشباب، حتى غير المنضمين، فهناك أعداد غفيرة قريبة منهم ومن أفكارهم بحكم الواقع.

وفي الثلث الأخير من الكتاب يعرض المؤلفان، جزء من الوثائق التي تمَّ الاستناد إليها في البحث، والبالغ عددها عشرين ألف وثيقة.

 

*كاتبة سورية