السلطات المغربية تمنع ندوة حول كتاب "مملكة الكراهية"
أقدمت السلطات المغربية على منع عقد ندوة فكرية حول كتاب المندوب الإسرائيلي السابق لدى الأمم المتحدة دوري غولد "مملكة الكراهية: كيف دعمت العربية السعودية الإرهاب العالمي الجديد".
الدبلوماسي الإسرائيلي دوري غولد مؤلف كتاب "مملكة الكراهية" مع الجنرال السعودي السابق أنور عشقي خلال لقاء بينهما في نيويورك
أقدمت
السلطة المحلية في مدينة سطات المغربية ليل الجمعة الماضي (16 حزيران يونيو) بمنع عقد
ندوة فكرية دعت لها جمعية الشعلة حول كتاب المندوب الإسرائيلي السابق لدى الأمم المتحدة
دوري غولد "مملكة الكراهية: كيف دعمت العربية السعودية الإرهاب العالمي الجديد"
الذي نقله إلى العربية المترجم والإعلامي المغربي محمد جليد.
كان
يفترض أن تقام الندوة في «مقهى فلسطين» بمداخلة للمترجم، ومشاركة الكتّاب عبد الهادي
الفحيلي، وحسن إغلان، ومحمد المساوي، وبحضور عدد من مثقفي المدينة وقرائها. غير أن
«القيادة» المحلية اتصلت بالجهة المنظمة، وأخبرتها بقرار المنع.
كما
استدعت السلطة المحلية صاحب المقهى إلى مقرّها، وأعلمته بالقرار ذاته. وقد كانت حجة
إلغاء اللقاء، حسب الجهة المانعة، هي كون محتوى الكتاب لا يتماشى مع توجهات الدولة،
ويسيء إلى علاقاتها الدبلوماسية مع المملكة العربية السعودية. وقد خلّف قرار المنع
استياء الكثير من الكتّاب والنشطاء المغاربة الذين بادروا إلى جمع عشرات التوقيعات
ضمن عريضة تشجب المنع، وتعتبر ما وقع مسّاً بحرية التعبير، وعائقاً أمام الأفكار التنويرية.
يذكر
أن كتاب "مملكة الكراهية؛ كيف دعمت العربية السعودية الإرهاب العالمي الجديد"،
هو عبارة عن أطروحة لدوري غولد، يعالج تأثير الفكر الوهابي في انتشار الإرهاب عبر العالم،
حيث أن الكاتب يعود في معالجة هذا الموضوع إلى نشأة المذهب الوهابي ويسلّط الضوء على
مؤسسه محمد بن الوهاب، وكذا العوامل التي ساعدت على انتشاره في شبه الجزيرة العربية.
كما يقدم المحطات الأساسية في تاريخ هذا المذهب، دعاواه، وصراعاته، وحروبه، وامتداداته
الدينية والأيديولوجية.
ويصل
الكاتب إلى مدى علاقة هذا المذهب بانتشار ظواهر التطرف والتشدد الدينيين عبر العالم.
إذ يركز في فصوله الأخيرة على شخصيات عُرفت بتوجهاتها الدينية المتطرفة أمثال عبد الله
عزام وأسامة بن لادن وأيمن الظاوهري وغيرهم، وكذا الجماعات الإرهابية كالقاعدة وأنصار
الإسلام وجبهة النصرة.
مؤلف
الكتاب دوري غولد ولد في هاتفورد في الولايات المتحدة الأميركة ونشأ في عائلة يهودية
محافظة وبعد أن أنهى دراسته الثانوية عام 1970، التحق بجامعة كولومبيا حيث حصل على
شهادة الليسانس في العلوم السياسية ومن ثم نال الماستر والدكتوراه من جامعة
كولومبيا. عمل كدبلوماسي إسرائيلي وشغل مناصب حكومية مختلفة. وهو الرئيس الحالي لمركز
القدس للشؤون العامة. كما كان مستشاراً لرئيس الوزراء السابق أرييل شارون ورئيس الوزراء
الحالي بنيامين نتانياهو خلال ولايته الأولى. في مايو 2015، عينه نتانياهو مدير عام
وزارة الخارجية الإسرائيلية.