وانتصر اليمن: كيف كسر "أنصار الله" التحالف السعودي
كان عدوان «عاصفة الحزم» شاهداً على أن العالم، بقدراته، وجيوشه، وخبراته، وأفضل أسلحته التي زج بها ضد اليمنيين، مع اختباره كل التكتيكات، والتحالفات، والأسلحة، وبمشاركة واسعة من نخبة الجيوش العربية والإسلامية والدولية، والمرتزقة من كل أنحاء العالم، قد فشل في ليّ ذراع الشعب اليمني وسحق إرادته وتطلعه لنيل الحرية والكرامة وإحقاق الحق.
في القسم الثاني من كتاب "اليمن .. وانتصر الحفاة"، يعالج المؤلف سمير الحسن قضايا عديدة كان لها تأثيرها الكبير في تاريخ اليمن السياسي، وأهمها العلاقة اليمنية – السعودية.
لقد اتصفت العلاقة بين اليمن والمملكة العربية السعودية بالنزاع المتواتر والمتكرر في فترات مختلفة، بسبب مشكلة الحدود التي انفجرت في مطلع العام 1995، والرغبة السعودية في السيطرة على اليمن. كما برز في حيّز معيّن من النزاع الحدودي بين البلدين، التنافر بين السعوديين الوهّابيين واليمنيين الزيديين، والذي فاقمه استقلال الإمام يحيى حميد الدين باليمن بعد انسحاب الأتراك منه في نهاية الحرب العالمية الأولى.
وبعد حرب استمرت زهاء 22 يوماً، بعد إنذار أرسله الملك السعودي عبد العزيز إلى الإمام يحيى بالانسحاب، نجحت وساطة في إيقاف الحرب (عام 1934)، وبدأت مفاوضات للصلح بين البلدين. وقد كرّست معاهدة الطائف هزيمة اليمن (الأدارسة)، حيث تحوّلت هذه الهزيمة إلى ما يشبه الإرث المزمن لكل حاكم جاء إلى اليمن أمام أبناء الملك عبد العزيز.
تنقلت أزمة الحدود من مرحلة إلى أخرى، ومن أزمة إلى أزمة من دون حل، حتى إذا جاءت حرب الخليج الثانية (مطلع 1991)، عاد ملف الحدود اليمنية – السعودية للظهور مجدداً. وقد حصلت أولى المناوشات الحدودية في العاشر من كانون الثاني/ يناير 1995، عندما اتهمت السعودية اليمن بالسيطرة على مواقع واختراق الأراضي السعودية، لتبدأ مفاوضات بين الطرفين برعاية عربية من دون نتائج حاسمة.
أطماع قديمة جديدة
من الواضح أن أهم أسباب الحرب السعودية الأخيرة على اليمن هو وجود احتياطات نفطية ضخمة في هذا البلد، في الوقت الذي ينفد فيه احتياط السعودية النفطي. وترغب السعودية في إنشاء خط أنابيب نفطي من حضرموت، تملكه وتشغّله وتحميه، على أن يمتد من حضرموت إلى مرفأ في خليج عدن.
الجدير ذكره هنا أن الأطماع السعودية في الأراضي اليمنية ليست وليدة اللحظة؛ فهي برزت مع توقيع اتفاقية الطائف عام 1934، وتطورت مع اتفاقية جدّة عام 2000، حيث بسطت السعودية سيطرتها على مناطق نجران وعسير وجازان. وظهرت هذه الأطماع مجدّداً خلال الحرب السعودية الحالية على اليمن، من خلال استغلال السعوديين الحرب للسيطرة على محافظة المهرة في الشرق على الحدود مع سلطنة عُمان لمد أنبوب نفط استراتيجي، وإنشاء ميناء نفطي، ما يكفل لهم الاستغناء عن مضيق هرمز الذي تسيطر عليه إيران.
وللإمارات، التي تشارك في عدوان ما يسمى «التحالف العربي» أطماع أيضاً في اليمن؛ فهي تسعى إلى السيطرة على الخليج، والمحيط الهندي. كما تسعى إلى السيطرة على الموانئ اليمنية بما فيها باب المندب، وميناء عدن، وميناء المكلا، والجزر اليمنية الواقعة في مضيق باب المندب.
في 23/11/2011، وقّع الرئيس اليمني علي عبدالله صالح، في الرياض، على اتفاق نقل السلطة في اليمن في ضوء ما سمّي بالمبادرة الخليجية، حيث اتفقت الأطراف على تشكيل حكومة وحدة وطنية خلال أسبوعين وإجراء انتخابات رئاسية. وكان يوم 25 شباط/ فبراير تاريخ انتهاء حكم صالح رسمياً في اليمن.
وبعد فشل جلسات الحوار التي عقدت لتطبيق المبادرة الخليجية، بدأ يتبلور نوع من التحالف بين «أنصار الله» وعلي عبدالله صالح، فيما يمكن وصفه بأنه تحالف الضرورة، لأنه كانت للطرفين دوافع وأسباب مختلفة، ولم يمتلكا تطلعات مشتركة.
فحركة «أنصار الله» لم توقع على المبادرة الخليجية، ورفضتها، بينما وقّع عليها صالح، ولو مكرهاً؛ لكن الطرفين تلاقيا على رفض المبادرة الخليجية، وعدم الاعتراف بها.
وقد أتت انتفاضة 21 أيلول / سبتمبر 2014 كمسار تصحيحي للتغيرات التي طمح إليها اليمنيون قبل أن تتم مصادرتها، وفي طليعتها ثورة الشباب في فبراير / شباط 2011. كذلك جاءت الانتفاضة لتسقط مشاريع الهيمنة على القرار اليمني، ومنها المبادرة الخليجية، التي كانت تهدف لتكريس الوصاية على اليمن بعد تقسيمه إلى أقاليم متناحرة.
في هذا السياق، وبعد اشتباكات عنيفة بين قوات «أنصار الله» وقوات حزب «التجمع اليمني للإصلاح»، واستقالة عبد ربه منصور هادي، سارع «أنصار الله» إلى إعلان دستوري لحل أزمة الفراغ، وتشكيل مجلس وطني من 551 عضواً، ومجلس رئاسي من خمسة أعضاء بقيادة محمد الحوثي؛ وهو ما تمّ رفضه إقليمياً ودولياً.
وقد شكلت مهاجمة هادي (من عدن) للحوثيين ودعوته لهم للخروج من صنعاء، إشارة واضحة لبدء الحرب على «أنصار الله» وحلفائهم، مثل علي عبدالله صالح والجيش واللجان الشعبية والقبائل، في وقت كانت السعودية تُعدّ العدة لإطلاق عدوان واسع على اليمن سمّته «عاصفة الحزم».
تطوّرت الحركة الحوثية إلى حركة «أنصار الله» في مسار تحوّل سياسي مدروس، لكن ليس بهدف إقامة دولة إمامة زيدية في اليمن. فهذه الدولة غير ممكنة لأسباب تاريخية جغرافية، تتعلق أولاً بحجم الهاشميين في اليمن وانحصارهم في الشمال (في صعدة تحديداً)، وبطبيعة الانقسامات العقائدية والسياسية والعائلية التي تخترق القبلية المذهبية، ولأسباب جيواستراتيجية تتعلق بموقع اليمن على باب المندب، وعلى تماس مع دول الخليج.
إن حركة أنصار الله كانت تسعى للمشاركة في السلطة، والإبقاء على التنوع، وعلى التشكيلة الدينية الموزّعة على المناصب الحكومية والسيادية، ولكن من دون هيمنة طرف على آخر.
وقد حاول حسين الحوثي إعادة تنظيم الشباب المؤمن بتطعيمات ثورية، متأثراً بفكر الإمام الخميني كحركة تعيد تفسير الإسلام بشكل تحرّري. واستلهم الحوثي التجربة الإيرانية من خلال نسخة حزب الله اللبناني، خاصة بعد السمعة الكبيرة التي اكتسبها الحزب في مواجهة العدوان الإسرائيلي.
كما جاء إعلان حركة الشباب المؤمن في لحظة انصهار الزيدية في الحوثية نتيجة تطوّر الخلاف بين الدولة والحوثيين في اليمن.
وقد كانت لدى حركة «أنصار الله» القدرة على التحول، والانتقال من مقاومة شعبية، أو حركة اجتماعية، إلى ما يشبه الجيش النظامي كامل التسليح والعدة، والخاضع لقيادة عمليات مركزية، مع قدرة على ممارسة دور وطني جامع، من خلال التفاهمات السياسية مع المكوّنات الطائفية والمناطقية المختلفة.
مرّت حركة أنصار الله بعدّة مراحل وتطوّرات، حسب المتغيرات الميدانية والسياسية، بدءاً من مجموعات صغيرة تعتمد أسلوب حرب العصابات (الكر والفر)، إلى قوّة صاعدة ومتماسكة، تعمل عبر تشكيلات منظمة.
وبحلول العام 2010، تمكن «أنصار الله» من محاربة السلطة اليمنية في أربع محافظات، ومن ثم السيطرة على مدن استراتيجية، وإجبار القوات الحكومة المحيطة بصعدة على الاستسلام؛ بالإضافة لوضع موطئ قدم تكتيكي لهم داخل التجمعات السكانية السعودية (نجران – عسير جيزان).
وقد استفاد «أنصار الله» من تجارب حرس الثورة الإيراني وحزب الله اللبناني في حروبهم المتتالية في العراق وضد الجماعات التكفيرية، كما ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي في جنوب لبنان، على الصعد التكتيكية واللوجستية والتسليحية والتدريبية وغيرها.
وفي المحصلة، وبعد خوضها لسلسلة من الحروب والمواجهات، نجحت حركة «أنصار الله» في الدمج بين حروب العصابات والأسلوب النظامي، ومن ثم التحوّل إلى حركة شبه نظامية صمدت في أقسى المعارك في مواجهة تحالف تقوده السعودية، والتي تمتلك أفضل ترسانة عسكرية في المنطقة.
العدوان السعودي على اليمن
في القسم الثالث من الكتاب (الحرب على اليمن)، تحدث المؤلف عن: «عاصفة الحزم» السعودية، وحملة «إعادة الأمل» التي تلتها، وعن معركة الفصل على ميناء الحديدة، وعن الصراع في جنوب اليمن، إلى الهجوم الواسع على منشآت أرامكو في السعودية؛ وأخيراً، خاتمة الكتاب التي قدّم فيها المؤلف رؤيته حول مستقبل اليمن الذي انتصر فيه المقاتلون الحفاة فيه على أعتى قوّة عسكرية في المنطقة.
في 25 آذار/ مارس 2015، أرسل الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي رسالة إلى قادة دول مجلس التعاون الخليجي، ناشدهم فيها التدخل لوقف هجوم «أنصار الله» و«المؤتمر الشعبي» والجيش وسيطرتهم على البلاد. وفي 26 آذار / مارس، أعلنت السعودية بدء عملية «عاصفة الحزم» لاستعادة الشرعية في اليمن، بمشاركة دول خليجية، ودعم لوجستي أميركي.
وفي مقابل آلاف الغارات الجوية والحملات العسكرية البرية ومحاولات التقدم من قبل السعوديين وحلفائهم، والتي أسقطت عشرات آلاف المدنيين ودمرت البنى التحتية في اليمن، وأدّت إلى كوارث إنسانية وبيئية كبرى، صمد المقاتلون اليمنيون وجنود الجيش اليمني أمام العدوان، في مختلف محافظات البلاد، وبرزت قدراتهم العسكرية في مختلف الأطر البرية والبحرية والجوية، وحتى الصاروخية، وصولاً إلى قدرتهم على شنّ هجمات كبيرة وخوض معارك استنزاف مع القوات المهاجمة، أدّت إلى تراجع «عاصفة الحزم» وفشلها في نهاية المطاف.
كانت القوات السعودية تأمل بتحقيق الهزيمة للحوثيين بشكل سريع، حيث تم التركيز على قصف المعسكرات والثكنات والمستودعات وعقد الاتصالات والجسور؛ لكن توزّع قوى «أنصار الله» حال دون تحقيق الهدف السعودي، حيث عمد الحوثيون إلى اعتماد نمط تثبيت الجبهات بالاعتماد على الجغرافيا الصعبة والانتقال إلى عمليات قتالية أساسها التسلل والهجمات الخاطفة والكمائن، وليستمر هذا النمط فترة طويلة.
في الجانب العسكري أيضاً، يقترب عدد مقاتلي «أنصار الله» من 100 ألف مقاتل، إضافة إلى 75 ألف جندي في الجيش، منهم حوالى 30 ألف من المحترفين الذين يتوزّعون على أسلحة المدفعية والصواريخ البالستية وسلاح البحرية والمراكز العسكرية العلمية وغرف العمليات والتخطيط.
إن الحديث عن التجربة القتالية اليمنية يتضمن التكتيكات المتبعة فيها، وأساسها قدرة المقاتل اليمني العقلية، وأساليبه في رسم التكتيكات والخطط الميدانية والعملياتية الخاصة بحرب العصابات، وحرب الاستنزاف غير التقليدية، والتي أصبغ عليها طابع الابتكار بحيث لا يتوقعها العدو؛ وهي اتسمت بقدرة المقاتل اليمني على التكيّف، والتأقلم في مختلف الظروف، ومنها الجبلية ذات التضاريس المعقدة.
ميناء الحديدة: معركة الفصل
تكتسب مدينة الحديدة الساحلية أهميتها الاستراتيجية كونها أحد المنافذ الرئيسية لليمن على البحر الأحمر. ويُعدّ ميناء الحديدة الممر الأول إلى كافة الجزر اليمنية ذات العمق الاستراتيجي، وأهمها جزيرة حنيش الكبرى، والصغرى، وجبل صقر الذي يرتفع أكثر من 3700 قدم عن مستوى البحر.
لقد أعادت معركة الساحل الغربي في اليمن – الحديدة، طرح إشكالية عقم الجيوش التقليدية، وفشلها في تحقيق انتصارات سريعة، وخاطفة، كما كان مخطّطاً ومتوقعاً، بالرغم من التفوق التقني، واللوجستي، والعددي لقوات التحالف السعودي.
إن تجربة «أنصار الله» والجيش اليمني تعيد طرح إشكالية فائدة الجيوش الكبيرة، والمتخمة بأحدث أنواع السلاح، والتقنيات، والطائرات، والبوارج، والمدافع، والصواريخ، والدبابات، أمام مجموعات صغيرة غير تقليدية، ولكنها تمتلك الإرادة وروح التضحية.
كما تفوقت «أنصار الله» بالتنسيق، وبتشابك الأذرع، وبالمنظومة الصاروخية النارية، والنار، والحركة، والدقة، والخفة، والسرعة بما يتناسب مع حاجات العمل الميداني، بحيث أسقط الحوثيون ركائز الحرب التقليدية لمصلحة منظومة قتالية مختلفة تصبح الأفضلية فيها لتكتيكاتهم، وعلى نحو يستطيع إجهاض وتعطيل مكامن القوة والتفوق لدى العدو، وجرّه إلى معارك استنزاف قاسية.
إن قرار معركة الحديدة كان بمثابة الورقة الأخيرة للتحالف السعودي لكسب معركة اليمن، كون الحديدة تشكّل المنفذ البحري الوحيد لعبور المواد الغذائية والمساعدات الإنسانية للشعب اليمني. وقد فشل التحالف في هذه المعركة أيضاً.
الصراع في الجنوب وموقف الإمارات والسعودية منه
لم يكن من قبيل الصدفة، أو حدثاً عابراً، ما جرى في صبيحة 7 آب / أغسطس 2019، إنما كان تعبيراً عن مكنون أغلب الجنوبيين اليمنيين الذين لم يتخلوا عن فكرة الانفصال. فبسرعة البرق سيطرت قوات «الحزام الأمني» و«المجلس الانتقالي» على القصر الرئاسي في المعاشيق، ومن ثم طردت قوات عبد ربه منصور هادي من عدن وأبين، ورفعت علم اليمن الجنوبي، في خطوة انفصالية. وكان المجلس الانتقالي قد ذكر مراراً أنه يسعى لاستعادة اليمن الجنوبي؛ لكن المفارقة تمثلت في تمهيد التحالف الإماراتي- السعودي الطريق للانقلابيين في ظل دعم إماراتي معلن، وصمت سعودي مريب.
لكن مواقف الإمارات والسعودية الرسمية أكدت على دعم «الحكومة الشرعية» في عدن، وعلى أهمية الحوار بين الأطراف المتقاتلة على الأرض. ومن الواضح أن انفجار الصراع في جنوب اليمن عبّر عن مأزق إماراتي- سعودي يرتبط بفشل الحرب على «أنصار الله» من جهة، كما عن سعي إماراتي تحديداً لتشجيع الانفصال الجنوبي الذي سيقوّي نفوذ الإمارات في البلاد، بعد انسحاب كبير نفّذه الإماراتيون من مناطق رئيسة في المواجهة مع «أنصار الله» والجيش اليمني المتحالف معهم.
الهجوم على منشآت أرامكو
في منتصف شهر أيلول/ سبتمبر 2019، هاجمت طائرات مسيّرة تابعة لحركة «أنصار الله»، إحدى أكبر المنشآت النفطية في العالم، وهي شركة «أرامكو»، الواقعة في السعودية، ملحقة بها أضراراً بالغة. وقد أصيبت في الهجوم منشأتان مهمتان: منشأة بقيق على بعد 60 كم جنوب غرب مقر أرامكو، في الظهران بالمنطقة الشرقية، ويوجد فيها أكبر معمل لتكرير النفط في العالم، ومنشأة خريص الواقعة على بعد 190 كلم إلى الجنوب الغربي من الظهران، ثاني أكبر حقل نفطي في السعودية.
لقد كشفت هذه العملية عن حجم التقدم الذي أحرزته حركة «أنصار الله» في مجال الطائرات المسيّرة وتكاملها مع الصواريخ البالستية، وبما حقّق للحركة التوازن الاستراتيجي المطلوب بمواجهة التفوّق الجوي السعودي، فضلاً عن الأبعاد الاقتصادية والمعنوية التي كشف عنها الهجوم الناجح على منشآت «أرامكو» السعودية.
في الخاتمة، يخلص المؤلف إلى أن عدوان «عاصفة الحزم» كان شاهداً على أن العالم، بقدراته، وجيوشه، وخبراته، وأفضل أسلحته التي زج بها ضد اليمنيين، مع اختباره كل التكتيكات، والتحالفات، والأسلحة، وبمشاركة واسعة من نخبة الجيوش العربية والإسلامية والدولية، وشركات الأمن الخاصة، والمرتزقة من كل أنحاء العالم، قد فشل في ليّ ذراع الشعب اليمني وسحق إرادته وتطلعه لنيل الحرية والكرامة وإحقاق الحق.
لقراءة القسم الأول من المراجعة إضغط هنا.