ظلّت مسألة التواطؤ الغربي، أو بالأحرى المشاركة بحماسة شاملة في الإبادة الجماعية التي ترتكبها "إسرائيل" في غزة لغزاً كبيراً حيّر الناس وعذّبهم شهوراً، ثم بدأ يخبو ويحدث تطبيع بين الرأي العام والإبادة،

تمر سوريا في أوضاع وتحديات غير مسبوقة، بعد انكشاف التدهور العميق، الذي آلت إليه البلاد، دولة ومؤسسات وجيشاً واقتصاداً وخدمات وإدارة عامة وبنية تحتية وحياة مدنية.

سيكون الموقف الأميركي والغربي من سوريا الجديدة أشبه كثيراً بالموقف الأميركي والغربي تجاه ثورة الإنقاذ في السودان، والتي انتهت إلى انفصال الجنوب وتقطيع أوصال البلاد بحركات التمرّد.

إيران كدولة "وحيدة" خارج التحالفات العسكرية الإقليمية والدولية، وتقع في إقليم قلِق استراتيجياً وعرضةً للتمدد الإمبريالي الغربي منذ ظهور المسألة الشرقية، كان هدفها الأساسي دوماً المحافظة على الذات، وليس الهيمنة. 

لا يجب أن يتفاجأ أحد عندما يطلق جنود "إسرائيل" وضباطها النار على أطفال فلسطين أو على نساء ينشرن الغسيل، أو ضرب سجناء مقيدين ومعصوبي الأعين بوحشية.

سينهي ترامب الشراكة الأمنية والاستراتيجية مع أوروبا، وقد يتفاهم مع روسيا على حساب أوكرانيا، مصدعاً تحالف الديمقراطيات الغربية، ومحدثاً تحوّلاً كبيراً في النظام الليبرالي الدولي. 

لم تهتم هاريس بإعطاء أدنى إشارة للناخبين التقدّميين. بل رفضت حتى التلميح لوجود سبب للتصويت لها غير كونها ليست ترامب فيما يتعلق بالشرق الأوسط.

لن تستمر "إسرائيل الكبرى" إلا برغبة الإمبراطورية التجارية والمالية الغربية وقدرتها على حمايتها من جيوش أعداء منتقمين، خلقتهم الإمبراطورية نفسها، وهو أمر مشكوك فيه تماماً.

تمتلك كل الدول الطبيعية جيوشاً أما "إسرائيل فهي جيش يمتلك دولة"! يعني باختصار هي تشكيل إجرامي متعدد المستويات من عصابات السطو المسلح.

فقدان الذاكرة التاريخية يشكّل جزءاً حيوياً من حملات الإبادة الجماعية بمجرد انتهائها بالنسبة للمنتصرين. لكن بالنسبة للضحايا، فإن ذكرى الإبادة الجماعية، إلى جانب الشوق إلى الانتقام، تشكّل نداءً مقدّساً.