ساكن البيت الأبيض سيظل دائماً منحازاً إلى "إسرائيل"، سواء كان اسمه بايدن أو ترامب. ومع ذلك، أظن أنه لا يجب التقليل من أهمية الفوارق بين رئيسين متباينين تماماً.

العالمان العربي والإسلامي يملكان من المقومات ما يتيح لهما عملياً الانتصار على المشروع الصهيوني الذي يشكل تهديداً وجودياً على كليهما، لكنهما يفتقدان لإرادة المواجهة.

حصار "إسرائيل" وعزلها سياسياً، باستخدام أساليب مشابهة لتلك التي اتبعت من قبل في حصار وعزل نظام الفصل العنصري في دولة جنوب أفريقيا، أصبح أمراً ممكناً ومتاحاً.

إذا فاز ترامب في هذه الانتخابات، وهو الخيار الذي يبدو واضحاً أن نتنياهو يفضّله ويتمنّاه، يصبح الطريق ممهّداً بصورة أفضل لممارسة أكبر قدر من الضغوط على كل الأطراف المعنية بالصراع في المنطقة.

كان يُفترض أن يكون يحيى السنوار تحت الأرض لإدارة الحرب من داخل غرفة العمليات، غير أنه اختار أن يحمل السلاح وأن يشتبك بنفسه مع العدو في قتال مباشر.

دخول إيران طرفاً مباشراً في صراع مسلّح مع الكيان، في وقت يحاول فيه النظام العربي الرسمي الانسحاب كلياً من هذا الصراع، يغيّر المعطيات الجيوسياسية، ويحيل العلاقة بين إيران ومحور المقاومة إلى علاقة عضوية تكاد تصل إلى وحدة المصير.

لم يمرّ وقت طويل قبل أن يكتشف نتنياهو أن ما قام به لا يخرج عن كونه "عمليات استعراضية مبهرة" يستحيل تحويلها إلى مكاسب استراتيجية ملموسة على الأرض.

"محور المقاومة" في المنطقة ارتبط عضوياً، نشأة وتطوراً، بالقضية الفلسطينية، وراح يتسع ليشمل، إلى جانب نواته الصلبة المشكلة من التحالف السوري-الإيراني كلاً من حزب الله وفصائل المقاومة الفلسطينية المسلحة.

خشية كمالا هاريس من فقدان أصوات الجالية اليهودية سيكون عاملاً رادعاً يحول دون إقدام إدارة بايدن على ممارسة ضغوط كافية لحمله على قبول وقف إطلاق النار في غزة.

رغم فشله في تحقيق أي من أهدافه، المعلنة منها والمضمرة على السواء، فإنه نجح في إدارة الأزمة بطريقة مكّنته من عرقلة جميع المحاولات الرامية إلى التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار. فعلى أي شيء يراهن نتنياهو؟