وثائقي عن كارلوس غصن: نجاحه المدوّي وراء محاولة تدميره
كارلوس غصن إسم لمع في مجال صناعة السيارات فأنقذ رينو الفرنسية ونيسان اليابانية من الديون والإفلاس، ورأس مجلسي إدارتيهما وحقق لهما أرباحاً، وفجأة إعتقل في طوكيو بتهم إستغلال نفوذ وسجن 107 أيام ليوضع في الإقامة الجبرية حيث نجح في الهرب إلى بيروت.
في ساعة و39 دقيقة يروي الوثائقي "carlos ghosn: the last flight" إخراج نيك غرين، جوانب كثيرة من حياة ونجاحات كارلوس غصن الذي عرف النجاح مذ كان في سن السابعة والعشرين من عمره عندما عين مديراً لمصنع إطارات ميشلان في باريس فيه 600 عامل، وبعد 4 سنوات عين المدير التنفيذي للعمليات البرازيلية، وفي العام 1985 صار مديراً للشركة في الولايات المتحدة.
وتواصل صعوده حتى وصل لرئاسة شركة رينو وإنقاذها من الأفلاس في خطة شملت إقفال معامل وتسريح عمال والنتيجة بالغة الإيجابية، ثم طلبته نيسان الرازحة تحت عبء دين بلغ 21 مليار دولار، فإعتمد الخطة الآنفة نفسها وأقفل 5 مصانع وسرح 12 ألف عامل وبعد عام فقط وفت الشركة بديونها وبدأت تحقق أرباجاً.
الشريط يواكب بدقة حياة وعمل غصن وفي كل مرة يشير إلى غيرة وحسد في باريس كما في طوكيو لوجوده في بلدين كبيرين يدفعان له سنوياً أجراً قدره 13 فاصل 3 مليون يورو، ويتنقل بطائرة خاصة سجلت 600 رحلة في عام واحد، ونواكب تصريحانت فرنسية ويابانية بأنه لا يقوم بعمل يستحق هذه الأرقام الخيالية فهو يتقاضى 400 ضعف الراتب المعروف للعامل العادي، مضافاً إلى ذلك وجود 6 منازل إشترتها له نيسان في عدد من العواصم بينها بيروت قدرت قيمتها بـ 200 مليون دولار.
وأُعلن أن المنزل الذي يقطنه في بيروت حالياً وسط حراسة أمنية خاصة على مدار الساعة سجلته نيسان بإسمه وسعره 12 مليون دولار.
يُضاف إلى ذلك الكلام الكثير عن المقارنة بين طرد عمال في فرنسا مقابل مظاهر بذخ أسطورية سجلت في الحفل الذي أقامه في قصر فرساي وتكلف 650 ألف يورو في ليلة واحدة. كل هذه الأرقام ذكرت من دون الإشارة إلى الأرباح التي حققتها رينو ونيسان بفضل الخطط التي رسمها ونفذها غصن.
كل هذه الأجواء التي تتحدث عن "إنجازات" الرجل وجد نفسه فجأة معتقلاً في أضخم سجن ياباني لمدة 107 أيام أُخرج بعدها إلى الإقامة الجبرية، وعندما وجد أن هناك إصراراً على إدانته، وأن فرنسا كما البرازيل مسقط رأسه لم تتدخلا لحمايته ودعمه قرر التصرف.
ورغم ما تردد خارج الفيلم عن دور لزوجته كارول في خطة هروبه، إلا أن الفيلم لا يقول شيئاً في هذا الإطار لكنه يبوح بذلك في الملصق فيضع لقطة له وهي خلفه كظله.
ويروي الفيلم كيف أن جندياً أميركياً سابقاً في البحرية يدعى مايك تايلور، وأحد الميليشياويين اللبنانيين السابقين ويدعى جورج الزايك قاما بتنفيذ خطة قضت بتنكرهما في شخصيتي عازفين عالميين ومعهما آلات عزف عملاقة في صندوق كبير دخله غصن وتم تمريره عبر مطار أوساكا وليس طوكيو لضعف الإجراءات الأمنية فيه، وطارت به طائرة خاصة إلى إسطمبول حيث إنتقل إلى طائرة أخرى أقلته إلى بيروت التي رفضت تسليمه للأنتربول لأن هذا يتناقض مع القانون اللبناني، ثم قصد بيت أهل زوجته كارول للقائها، وآخر لقطة في الفيلم للزوجين كارلوس وكارول في مقهى بحري عند شاطئ بيروت لوحدهما في حراسة رجلي أمن مدنيين.