كارثة تفجير مرفأ بيروت تختصرها مسرحية "يوم لم ينتهِ"

لم ولن ينسى اللبنانيون التفجير الهائل الذي هز بيروت في 4 آب /أغسطس 2020، ودمر نصف مبانيها وقتل المئات وجرح الآلاف، وفيما ينتظرون تحديد الجناة الذين تسببوا بالكارثة.

 

  • رسوم تعبيرية تنجز ألكترونياً في خلفية المسرح للكارثة
    رسوم تعبيرية تنجز ألكترونياً في خلفية المسرح للكارثة

المسرح اللبناني مثله مثل كل القطاعات المتضررة من الأزمات الكثيرة في البلاد، يتنفس من تحت الأنقاض، ومن وقت لآخر يغامر مسرحيون بتقديم أعمال جديدة لأنهم اختنقوا في عزلة الحجر وجمود الأحوال والعروض، واهتمام الناس بتأمين ضرورات عيشهم اليومية أكثر من الاطلاع على الجديد الفني، مع ذلك شاهدنا العرض المسرحي "يوم لم ينته"، إخراج علاء ميناوي، متعاوناً مع: فلاديمير كورمليان، وأحمد عامر، في مشروع فني افتتح في السابع من تشرين الأول/ أكتوبرالجاري على خشبة مسرح مونو – الأشرفية شرق بيروت، التي طالها تدمير كبير من انفجار المرفأ، وبالتالي فإن المسرحية حاضرة في ملعبها وبين ناسها وهم الأكثر إدراكاً وإحساساً بما حصل، والتداعيات التي ترافقت ونجمت عن الكارثة الأكبر في تاريخ لبنان.

  • ملصق المسرحية مع مبدعيها الثلاثة:ميناوي، كورمليان، وعامر
    ملصق المسرحية مع مبدعيها الثلاثة:ميناوي، كورمليان، وعامر

ليس اليوم الذي حصل فيه الانفجار لم ينته، بل هي قضية هذه الكارثة التي مازالت تتفاعل جماهيرياً وقضائياً وسياسياً واقتصادياً ولن تنتهي إلا بكشف الفاعلين والمتورطين، وما تفعله المسرحية هنا هو النوستالجيا التي تتحكم بكل الأعصاب والقلوب، فهي مبنية على حكايات ومشاعر الناس الذين تضرروا من الحدث أو عاشوا جانباً منه وتختزن ذاكرتهم مشاهد وروايات كثيرة ومؤثرة تتيح لهم مسرحية ميناوي فرصة نقلها إلى جمهور المشاهدين بحرفيتها، وبما يعني أكثر أن كل عرض يختلف جذرياً عن الآخر لأن كل واحد يرتكز إلى روايات مختلفة مما يجعل من يحضر اليوم سيكون عقلانياً لو حضر المسرحية عدة مرات، ففي كل مرة حكايات جديدة من وعن الحدث الكارثة.

الخشبة بيضاء بالكامل. الأرض كما السقف كما بعض الأكسسوارات، يغطيها اللون الناصع، فيما البيانو يملأ الصالة بأنغام قريبة من القلب، والآذان تتابع حكاية أو أكثر مما يروى من حكايات تزود بها فريق العمل وتبناها لتصير جزءاً من الميلودراما الضاجّة بأجوائها.