رحيل الكوميدي اللبناني بيار جمجيان
الموت يغيّب الممثل الكوميدي اللبناني بيار جمجيان عن (72 عاماً). أمضى الراحل أكثر من نصف قرن على خشبات المسرح خصوصاً تجربته الخصبة مع عدد من مسرحيات الفنان زياد الرحباني، وعرف النجاح كثنائي تلفزيوني مع الفنان إبراهيم مرعشلي.
هادئ، يحب البساطة، صوته خفيض، يتحدث دائماً عن فناني زمان وأخلاقهم، وعن آمال زمان ومخرجيها الذين جعلوا منها علامات فنية فارقة ما زالت عالقة في أذهان الجمهور الوفي. رفض مغادرة لبنان للإغتراب في أي مكان من العالم: "ما عندي أفضل وأروع من هالأرض، وما حدا يقللي شوعطيتك أنا بقول أنا شو إعطيتا".
عرف الراحل جمجيان بصوته ولهجته التي تختصر اللهجات اللبنانية كلها. ومن سماته أنه يتمتع بشخصية في صوته إستغلها في مئات الحلقات الإذاعية التي سجلها لإذاعات لبنانية وعربية متفرقة. وقدم لفترة أكثر من برنامج عبر أثير إذاعة لبنان. وكان يتفقد من وقت لآخر استوديوهات تلفزيون لبنان، لإستذكار الأيام الخوالي التي عمل فيها مع أنطوان ريمي، باسم نصر، جورج غياض، وغيرهم، مما لا ينساه من التوجيهات والملاحظات، ثم مشاهدة الإبداع على الشاشة التي عاش لحظاتها.
تجربته ثرية مع مجموعة من مسرحيات الفنان زياد الرحباني التي كان واحداً من فريقها الأساسي، وقد شعر بالأسى كثيراً لإهتمام الجمهور غير الطبيعي بالأعمال المكسيكية التي يصفها بالـ "التافهة" لسنوات على حساب الأعمال المحلية. ثم تكررت المشكلة مع الأعمال التركية التي تعتمد، وفق توصيفه على "صبايا جميلات وشباب وسيمين مع نص فارغ لا يقول شيئاً مفيداً".
لم يكن يغيب جمجيان عن النظر، فهو كان من مرتادي العديد من مقاهي بيروت. يحب الناس وتجمعاتهم وأحاديثهم، تماماً كما كان يحب المسرح كأفضل مكان للتكيف معه.