أفلام خالدة | "وقائع سنوات الجمر".. أول فيلم عربي ينال السعفة الذهبية
قبل 48 عاماً حقق الفيلم الجزائري "وقائع سنوات الجمر"، للمخرج محمد لخضر حامينا، سابقة سينمائية عربية لم تتكرر مع فيلم آخر إلى اليوم، تمثلت بفوزه بسعفة مهرجان كان الذهبية.
فرحة عربية غامرة بالإنجاز السينمائي الكبير المتمثل بفوز الفيلم الجزائري "وقائع سنوات الجمر"، للمخرج محمد لخضر حامينا (يبلغ اليوم سن 88 عاماً)، بالسعفة الذهبية من مهرجان كان السينمائي الدولي عام 1975.
وكانت المفارقة أن المهرجان الفرنسي العالمي منح فيلماً يدين كل ارتكابات فرنسا تجاه الجزائريين خلال فترة استعمارها الطويلة للبلاد، وهو أمر أثار مناصري الجيش الفرنسي السري الذين أصدروا بياناً هددوا فيه المخرج حامينا وأولاده الثلاثة بالقتل رداً على ما ورد من اتهامات للجيش الفرنسي بارتكاب مجازر ضد الجزائريين، وقد عمد وزير الداخلية يومها ميشال بونيانوسكي إلى فرز فرقة كوماندو خاصة تتولى حماية حامينا وعائلته وأسرة الفيلم طوال فترة وجودهم في كان خصوصاً ثم في فرنسا عموماً، وقد مرت الأمور على خير.
"Chronique des annees de braise" أو "وقائع سنوات الجمر"، تولى إنتاجه عام 1974 الديوان الوطني الجزائري للتجارة والصناعة السينماتوغرافية، وتم التصوير في المواقع الجبلية الحقيقية للأحداث وهي الأغواط، سور الغزلان، وغرداية، التي شهدت نضالات نظمها أهالي هذه المناطق ضد القوات الفرنسية بين عامي 1939 و1954، على اعتبار أن الأول من تشرين الثاني/ نوفمبر 1954 جاء نتيجة لتفاعلات المواطنين الجزائريين ضد الإستعمار الفرنسي بدءاً من أحداث دخلة، في منطقة سيدي فرج يوم 14 حزيران/ يونيوؤعام 1830، استناداً إلى سيناريو تعاون عليه المخرج حامينا، رشيد أبو جدرة، وتوفيق فارس.
لنواكب في الفيلم مجموعة كبيرة من الممثلين أبرزهم يورفو فوياجيس (أحمد)، العربي ركان، شيخ نور الدين، حسن الحسني، ليلى شتة، سيد علي كويرات، محمد سيساني، عبد الحليم ريس، طه الأميري، ويحيى بن مبروك، في شريط مدته ساعتان و57 دقيقة.
ولطالما تساءل أهل السينما عن سبب ابتعاد المخرج حامينا بعد هذه التحفة السينمائية، عن الأفلام الضخمة فردّ على هذا التساؤل بالقول: "لا أجد مالاً للإنتاج". بكل بساطة أعاد حامينا السبب إلى المال. وما صوره لاحقاً تمثل في أفلام: sandstorm (1982) la derniere image (1986) the twilight of shadows (2014).