"Carona": فيلم كوميدي لبناني خفيف الظل
رغم الأزمات المتعددة التي يرزح اللبنانيون تحت وطأتها إلاّ أن مفاتيح الضحك متوفرة وقد واكبنا منها نموذجاً سينمائياً بعنوان: carona، أضحكنا من القلب طوال 90 دقيقة.
في عرضٍ خاص، مساء الإثنين 15 تشرين الثاني/ نوفمبر الحالي، شاهدنا الفيلم الكوميدي اللبناني الجديد: carona، من إخراج شادي حنا، ومن إنتاج وبطولة عبودي ملاح (خبصة)، مع ندى أبو فرحات من الطاقات التمثيلية المميزة، وحضور كوميدي خاص ولافت لـ فرنسوا نعوم في شخصية خليل ابن الضيعة المحب المضياف والعفوي، لنمضي مع الثلاثة وقتاً أسعدنا وأزال شوائب كثيرة مما نعيشه هذه الأيام، وفي فريقهم: جوي حلاق (كايلي) ودانيال أبو شقرا (كنان) وهما ابنا إلياس (ملاح) وجين (ندى).
قصة الفيلم تدور حول عائلة تعيش في بيروت مع المعاناة التقليدية من نقص في الخدمات العامة، لكن المشكلة الكبرى هي هاجس فيروس كورونا الذي يؤرق جين أكثر من غيرها التي تعيش حجراً منزلياً بعيداً عن أخطار الإصابة، وتحاول السفر إلى باريس لوحدها لكن المطار يُقفل ويكون القرار بالذهاب إلى إحدى قرى الجبل (عازور) بعدما نقلت جارة العائلة نينا (كريستينا فرح) إلى المستشفى بسبب إصابتها بـ كورونا.
عنوان: كارونا للفيلم وراءه لفظ الفلاح خليل لـ كورونا، فهو لم يقلها صحيحة منذ سمعها لأوّل مرة. وفي القرية وبعد أخذ ورد انسجمت العائلة مع هذا المناخ البعيد عن المدينة وحاول أفرادها التكيّف ثم أحبوا الحياة الجديدة ولوحات الطبيعية والأكلات من أرض المكان الذي يقيمون فيه، إضافةً إلى طيبة أهل القرى وحسن تعاملهم مع الضيوف، كل هذا بدّل شيئاً في الصورة، ثم أدخلنا في علاقة الزوجين التي توتّرت بحكم التطورات والتغييرات التي حصلت، ورغبة الابنة في لقاء صديقها رامي (نيكولا طوبيا) والابن في التواصل مع أصدقائه عبر الإنترنت فرّتب إلياس كل المطلوب لـ كنان الذي عرف لأول مرة أن جده كنعان كان طبيباً يخدم الأهالي مجاناً لكن إلياس يأخذ عليه أنه لم يعره إهتماماً أبداً، كل هذا أوجد للفيلم قاعدة إجتماعية ميدانية عكست واقع الحياة وتقلباتها على أكثر من صعيد، أُضيفت إلى جائحة كورونا التي تشغل بال جين على الدوام وتقدّم ندى أبو فرحات صورة المرأة المسكونة بالتهيؤات والوساوس بنجاحٍ مطلق.
الكاستنغ موفق جداً (نضيف عليه: سمارة نهرا، أمل طالب، جاد بو كرم، في ظهور عابر)، المتابع يكاد لا يكفّ عن الضحك أو الإبتسام طوال وقت الفيلم، فالحوارات المعتمدة متداولة في يوميات اللبنانيين وقد أبلغنا منتج وبطل وكاتب النص، عبودي ملاح، أنه يتعب دائماً لكي يرى المشاهد نفسه على الشاشة ويسمع عباراته التي اعتاد عليها بحيث يتأكد أنّ هذا الفيلم حقيقي.
تبلغ تكلفة إنتاج فيلم "كارونا" 400 ألف دولار (وفق imdb)، وتباشر الصالات اللبنانية عرضه بدءاً من يوم الخميس في 18 تشرين الثاني/ نوفمبر الحالي، وهو لن يكون الفيلم اللبناني الوحيد والجديد على الشاشات المحلية لأنّ: يربوا بعزكن، لـ ديفيد أوريان المؤجل عرضه منذ بدأت موجة كورونا، سيكون على الشاشات في المدى المنظور وسنضيء عليه لاحقاً.