"فرح": ميلودراما لبنانية ترصد أثر الأبوين في حياة الأبناء
العرض الأول لشريط: farah، إخراج اللبنانية حسيبة فريحة وزوجها الإنكليزي كينتون أوكسلي، شهدته بيروت خلال مهرجانها السينمائي المخصص للمرأة مؤخراً، فكان مادة ميلودرامية اجتماعية مميزة.
"فرح" شريط جديد للزوجين: اللبنانية حسيبة فريحة، والإنكليزي كينتون أوكسلي، شاهدناه في عرضه العالمي الأول بحضور مخرجيْه، ضمن فعاليات مهرجان بيروت الدولي لأفلام المرأة، وكان التفاعل معه في الصالة جيداً وسط حضور كثيف ونوعي.
119 دقيقة هي مدة الفيلم على الشاشة، وكانت المشاهد تتوالى بسلاسة، وعفوية وتدفق، والشخصيات تعبرعن مواصفاتها تباعاً، صورة مضيئة، صوت واضح، وأجواء تضم مجموعة من الشخصيات الشبابية تتصدرها لينا (ستيفاني عطاالله) الشابة المنطلقة ترغب في العيش الحر بعيداً عن إلتزامات الدراسة في الخارج، حيث تفشل دائماً في تحقيق أي نجاح.
يضاف إلى قصور لينا، وضع صحي غير مستقر كان سبباً في عودتها إلى لبنان لتكون قريبة من والدها نبيل (مجدي مشموشي) الذي تعيش معه بعدما أُبلغت بأن والدتها فرح (حسيبة فريحة – المخرجة) توفيت، وهي لم تسمع من والدها أي كلام يشرح ماذا حصل معها وماذا حل بها؟
هذا الموضوع يفجّرالوضع مع والدها الذي يحاول إفهامها أن عليها الابتعاد عن الموضوع، لكنها تصرّ وتسعى لكشف هذا الغموض، وتصل لمعرفة مصيرها حيث هي تقيم في منزل مستقل مع إمرأة تخدمها ورجل مهمته عدم السماح لأحد بزيارتها.
المرأة التي تساعدها (جناح فاخوري) تسهل لـ لينا لقاءها والتحاور معها لتنفتح أبواب نقاش حاد مع الوالد الذي بذل الكثير من الجهد لإقناعها بأن الأم تعاني من مشاكل نفسية وعضوية تشكّل خطراً عليها وعلى أهل بيتها ومن أجل ذلك تم عزلها وإبعادها تفادياً لأية أضرار قد تطال العائلة.
وتفشل محاولة لينا للهرب بأمها بعيداً عن تأثير وسطوة والدها لتفاجأ بأن فرح الأم تجهز نفسها للانتقام من نبيل الأب، وهو ما ينجو منه في الوقت المناسب. إنها الإبنة العالقة بين شاقوفي والديها والراغبة في معرفة الحقيقة، التي أظهرت الأب بريئاً والأم مريضة تحتاج لعلاج وعزل تفادياً لردة أفعالها المؤذية.
الممثل مجدي مشموشي لعب شخصية مزدوجة، فيها الشرثم يحل الخير وفي الحالين استطاع أن يُقنع، وكانت مشاهده مع لينا إبنته موفقة جداً، أما هي فوجه قابل لتبدلات عديدة، واكبنا بعضاً منها وهناك المزيد مما تستطيعه، وإن كانت أدّت بعض المواقف بإنفعال زائد.
نص الفيلم كتبته المخرجة حسيبة، في إنتاج لـ رين عيسى وغابريال شيبتون، مع مساهمات من آخرين، صاغ الموسيقى آيدان رافال، وأدار التصويرإلياس طراد، بينما حضرت أسماء محلية عديدة عبرت أمام الكاميرا في مساحات محدودة، أبرزها: يوسف بولس، بياريت قطريب، نادر عبد الحي، باسكال موفيسيان، فادي أبي سمرا، وليد العلايلي، جوديث فريحة، جوزيان بولس، أسعد رشدان، طارق تميم، إيلي يوسف، وندى صليبا.