"زينة دكاش" دعمتْ قضايا المساجين 15 عاماً ولم تيأس
إنه فيلمها الثالث عن السجناء، حملته إلى البندقية ثم إلى الجونة وحظيت بتكريم ومباركة، كما أسعدت "السجناء الزرق"، الذين طرحت قضيتهم عن المرضى العقليين والنفسيين الذين يمضون محكومية غير محدودة الأفق في أكبر سجون لبنان.
"لا أريد أن أتحدث عن تعب أو يأس ، أنا أقوم بمهمة نبيلة منذ 15 عاماً، أعمل لها طوال الوقت، وعندي القرار النهائي ببلوغ النهاية السعيدة التي تجعل القابعين في السجون من دون رعاية يشعرون بالطمأنينة لأن هناك من يؤازرهم بكل طاقته"، هكذا لخصت الممثلة والمخرجة والباحثة الإجتماعية والمعالجة بالدراما زينة دكاش واقع ما تقوم به طوال الأعوام الـ 15 المنصرمة دعماً لقضايا محقة إنسانياً وقانونياً، خصوصاً القابعين منهم في المبنى الأزرق من سجن رومية الأكبر في لبنان والمخصص للسجناء من ذوي الأمراض العقلية أو النفسية، والذي بناه شقيق أحد السجناء المرضى، وتحول مع الوقت إلى سجن دائم لهؤلاء المرضى الذي كانوا يعولون هم أو أقاربهم على معالجتهم وتهيئتهم للخروج إلى المجتمع من جديد، لكنهم تحولوا في الواقع إلى مساجين دائمين لا نصير لهم سوى الجهد الذي تبذله زينة لإنقاذهم.
"إنطلقت في إنجاز الفيلم من مسرحية: جوهر في مهب الريح، التي تناولت نمط حياة نزلاء "البيت الأزرق" كما يسمونه في السجن، وقد تعذر علي إدارة هؤلاء المرضى أمام الكاميرا لذا إستعنت بسجناء عاديين للعب أدوار زملائهم المرضى، لأن المرضى ليست عندهم الطاقة الذهنية للتركيز"، كلام زينة يصب في خانة تهيئة الظروف الأنسب للخروج بفيلم مؤثر يكشف الطريقة الخاطئة في التعامل مع السجناء من المرضى العقليين الذين يقول القانون إنهم لا يغادرون السجن إلاّ بعد الشفاء.
لكن إدارة المبنى الأزرق لا تقوم بمعالجتهم بل تأويهم وحسب ليصبحوا عبئاً ثقيلاً على أنفسهم والحراس من بعدهم، ولا تُخفي زينة صعوبة ما واجهته لتصويب حال هؤلاء والسؤال ما الذي حققته سابقاً حتى تتفاءل بالغد "لقد نجحنا في تخفيف عقوبة السجناء أصحاب السلول الحسن وسعينا الراهن لتغيير القانون المتعلق بالمرضى العقليين والنفسيين داخل السجن".
السجناء الزرق، هو الشريط الثالث لـ زينة بعد: 12 لبناني غاضب (2009) يوميات شهرزاد (2013)، وهو يخوض معركة قاسية لتأمين حقوق المرضى في مواجهة قانون يقول" كل مجنون، كل معتوه، كل ممسوس إرتكب جرماً يوضع في مأوى إحترازي في السجن إلى حين الشفاء" ورغم أن الأمل ضئيل في بلوغ النتيجة المرجوة مع الواقع السائد إلاّ أن زينة تواظب على السعي والمحاولة لكسر الجدار الإسمنتي الذي يحول دون معالجة هذه القضية عبر برنامج علاج للمرضى العقليين والنفسيين تمهيداً لشفائهم ثم تحريرهم.