"من جمر إلى جمر".. طبعة ثالثة
تقدم صفحات هذا الكتاب مذكرات عَلَم من أعلام المقاومة الفلسطينية الذي عايش القضية منذ نكبة عام 1948 حتى اليوم. فمنير شفيق واكب هذه القضية منذ طفولته قبيل النكبة والتحق في مسيرتها مبكراً.
صدر حديثاً عن "مركز دراسات الوحدة العربية" في بيروت، الطبعة الثالثة من كتاب "من جمر إلى جمر: صفحات من ذكريات منير شفيق" (تدوين وتحرير نافذ أبو حسنة).
تختزن مسيرة المقاومة الفلسطينية من الذاكرة والتجارب السياسية والنضالية ما يمكن أن يشكل مخزونًا معرفيًا ومعلوماتيًا يمكن أن يمثّل أحد أكبر روافد الهوية الوطنية الفلسطينية، على الرغم من قساوة تلك التجارب ومن الخيبات التي تعرضت لها والثغر التي وقعت بها في بعض جوانبها.
تقدم صفحات هذا الكتاب مذكرات عَلَم من أعلام المقاومة الفلسطينية الذي عايش القضية منذ نكبة عام 1948 حتى اليوم. واكب منير شفيق هذه القضية منذ طفولته قبيل النكبة والتحق في مسيرتها مبكراً، فعايش المحطات التاريخية الكبرى التي مرت بها هذه القضية، والتحولات العربية والإقليمية والدولية التي أثرت فيها، وتعامل معها وفق مقاربات فكرية وأيديولوجية وتنظيمية مختلفة، بل متناقضة أحياناً، لكنه كان يتحكم في تلك المقاربات، فجعل الأيديولوجيا في خدمة القضية الوطنية لا القضية الوطنية في خدمة الأيديولوجيا كما فعل كثر؛ وهذا ما دفعه إلى التحوّل من إطار أيديولوجي إلى آخر حين كان يشعر أن هذا الإطار أو ذاك لم يعد قادرًا على استيعاب القضية الوطنية، وهو ما دفعه أيضاً إلى الانخراط في صفوف تنظيمات سياسية وكفاحية متباينة التوجهات الفكرية، لكنه كان يحتفظ بمواقفه المتمايزة داخل كل من هذه التنظيمات، فكانت له رؤيته وقراءته للأحداث والاصطفافات والتناقضات.
لذا لا تعكس هذه المذكرات وجهة نظر قادة الصف الأول في المقاومة الفلسطينية، بل غلب عليها عرض التجربة الشخصية لمنير شفيق، وهي تجربة غنية ومميزة من دون شك، وتقدم الكثير من العبر والدروس النضالية والفكرية والأخلاقية، كما غلب عليها عرض مقاربته للوضع السياسي في كل مرحلة من مراحل مسيرته النضالية، وهي مقاربات ربما من المفيد العودة إليها اليوم أمام ما وصلت إليه خيارات قادة الصف الأول من نتائج على القضية الفلسطينية.