ممولون يضغطون على الجامعات الأميركية لدعم "إسرائيل"
أثرياء أميركيون، من بينهم يهود، يهدّدون بقطع التمويل عن جامعتي هارفارد وبنسلفانيا دعماً لــ"إسرائيل".
أعلن العديد من الأثرياء الأميركيين أنهم يفكّرون في سحب دعمهم المالي لجامعات خاصة مرموقة، مثل جامعتي هارفارد وبنسلفانيا، وذلك بعد أن حثّها المانحون على دعم "إسرائيل" بشكل أكثر وضوحاً.
وضغط المانحون على هذه الجامعات الأميركية لــ "تجد حلاً وسطاً يكاد يكون مستحيلاً" وسط مشاعر الطلاب التي أطلق لها العنان إزاء المجازر الإسرائيلية في غزة.
هكذا اتخذت "مؤسسة ويكسنر"، التي تشجّع تدريب نخبة الجالية اليهودية في الولايات المتحدة، قراراً بإنهاء شراكتها مع كلية كينيدي بجامعة هارفارد.
وكتب الملياردير ليس ويكسنر، مؤسس سلسلة متاجر "باث آند بودي ووركس"، "رداً على الفشل الذريع لقيادة جامعة هارفارد في اتخاذ موقف واضح لا لبس فيه ضد عمليات القتل الوحشية للمدنيين الإسرائيليين الأبرياء".
أما الرئيس التنفيذي لصندوق الاستثمار Apollo Global Management والمانح الرئيسي لـ UPenn، مارك روان، فطالب باستقالة رئيسة جامعة بنسلفانيا إم إليزابيث ماجيل، متهماً إياها باستضافة مهرجان الأدب الفلسطيني قبل أسبوعين والذي ضم "معادين سيئين للسامية".
وفقاً لوسائل إعلام أميركية، فإن كينيث جريفين، الرئيس التنفيذي لصندوق Citadel الاستثماري، وأحد المانحين الرئيسيين لجامعة هارفارد (350 مليون دولار في عام 2023)، أو رونالد لودر، وريث مجموعة مستحضرات التجميل Estée Lauder والمتبرّع لـ UPenn، أعربوا أيضاً عن عدم رضاهم.
ردود الفعل
"يتم انتقاد رؤساء الجامعات لعدم التعبير عن أنفسهم بسرعة كافية وبصوت عالٍ بما فيه الكفاية. إنهم مجبرون على اختيار الجانبين. ومع ذلك، يقول الكثيرون إن تنوّع وجهات النظر في الحرم الجامعي يعني أنه لا يمكن أن يكون هناك موقف مؤسسي بشأن مثل هذه القضايا المعقّدة"، تقول رئيسة الرابطة الأميركية للجامعات لين باسكيريلا.
وفي جامعة هارفارد، أدانت الرئيسة كلودين جاي هجمات "حماس"، ولكن "بعد فوات الأوان وبصورة ضعيفة للغاية"، كما يتهمها منتقدوها. كما وجّهت انتقادات إلى ستانفورد (كاليفورنيا) وكولومبيا (نيويورك)، و"أمرت بالنأي بنفسها عن مجموعات الطلاب المؤيدين للفلسطينيين الذين يتهمون "إسرائيل"، في منشوراتهم أو مسيراتهم، بارتكاب "إبادة جماعية".
لكن مجموعة من أساتذة جامعة هارفارد دعوا أيضاً إلى حماية الطلاب "المنزعجين" على الإنترنت لأنه من المفترض أنهم وقّعوا على نص يعتبر "تحريضياً ضد إسرائيل"، وهي "ممارسة مستنكرة أيضاً في جامعة كولومبيا".
وفي جامعة هارفارد، سارت سيارة تبث أسماء ووجوه بعض الطلاب تحت كلمة "معاداة السامية".
وقالت كريستين شافيرديان، رئيسة قطاع التعليم في منظمة Pen America، التي تدافع عن حرية التعبير: "ما نسمعه بشكل مباشر هو أن الطلاب في بعض الجامعات يشعرون بالإحباط من التحدث علناً أو التظاهر"، مضيفة "هناك شعور بالخوف واضح لدى البعض".
وبالنسبة لباسكيريلا، فإن ضغوط المانحين "تضرّ أهداف التعليم العالي التي تتمثّل في تعزيز البحث من دون عوائق عن الحقيقة والتبادل الحر للأفكار".
وتضيف رئيسة الرابطة الأميركية للجامعات أن الضغوط هي أيضاً نتيجة "سحب الاستثمار العام في التعليم العالي"، إذ "تعتمد المؤسسات بشكل أكبر على الجهات المانحة الخاصة". وعليه "يشعر الأساتذة أو الإداريون بالإكراه خوفاً من فقدان التبرعات". وهي ظاهرة، بحسب رأيها، تؤثر على جامعات أصغر من جامعة هارفارد، التي لا يعتمد "نموذجها الاقتصادي"، بصندوق وقف بقيمة 50 مليار دولار، "على تبرعات عدد قليل من الأفراد".
ترجمة: حسن عبد الله