معرض يضم الرسائل التي تلقاها غابرييل غارسيا ماركيز
حوالى 150 رسالة يتضمّنها معرض ينظّمه ابن غابرييل غارسيا ماركيز وحفيدته، في بيته في المكسيك، حيث عاش قسماً كبيراً من حياته، بمناسبة الذكرى الـ40 لنيله جائزة "نوبل".
بخلاف الكولونيل الذي "ليس لديه من يراسله"، بحسب عنوان رواية غابرييل غارسيا ماركيز القصيرة، كان ماركيز نفسه يتلقّى رسائلَ كثيرةً من مشاهيرَ آخرين، من بينهم الزعيم الكوبي الراحل فيدل كاسترو، والرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون، والممثل والمخرج وودي آلن، وسواهم، على ما يظهر في معرضٍ مقام في المكسيك، حيث أمضى الكاتب الكولومبي جزءاً كبيراً من حياته.
وأتاح نجل ماركيز وحفيدته للجمهور ، منذ يوم الخميس، قراءة حوالى 150 رسالةً تلقّاها "غابو"، كما يُلقّب تحبُّباً، والذي توفي في نيسان/أبريل من العام 2014، من بين مرسليها أيضاً الممثل الأميركي روبرت ردفورد، والمخرج الألماني فيم فندرز.
واحتلّت الرسائل المتبادلة بين الفائز بجائزة "نوبل" للأدب في العام 1982، وكلٍّ من الرئيس كلينتون والـ"ليدر ماكسيمو" كاسترو، مكانةً بارزةً في المعرض.
وقال نجل ماركيز الأصغر، غونزالو غارسيا بارشا، إنَّ "اتصالاتٍ وديةً كانت تربط غابو بالرجلين"، معتبراً أنَّ والده تولّى "دور الموفِّق بينهما".
وأضاف غونزالو، وهو فنان غرافيك، أنَّ "ثمّة أدلةً على أنَّ غابو أقام اتصالاً بين رئيسي الدولتين في محاولةٍ لتحسين علاقتهما".
وعلى ورقةٍ يتصدّرها شعار البيت الأبيض، تعود إلى شهر شباط/فبراير من العام 1997، شكر الرئيس بيل كلينتون، الذي أعيد انتخابه لولاية رئاسية ثانية حينها، "العزيز غابرييل على موقفه الإيجابي من عهده".
وكتب كلينتون رسالته بخط اليد، كما فعل وودي آلن في بضعِ كلماتٍ أرسلها من نيويورك، وجاء فيها: "خطرت ببالي (...) حظاً سعيداً. وإذا احتجت إلي، في أيِّ شيءٍ، اتصل بي".
أما رسائل فيدل كاسترو، فكانت بمثابةِ تعبيرٍ عن الصداقة للكاتب الكولومبي، الذي وضع كتاباً بعنوان "كوبا في زمن الحصار"، يوحي عنوانه بأنَّه كتابٌ سياسيَّ، لكنَّه يضمُّ حكاياتٍ ممتعةً عن الجزيرة الجميلة.
وكتب كاسترو لماركيز في إحدى الرسائل المؤرَّخة في تشرين الأول/أكتوبر 1987 "تلقّيتُ كتابكَ. آمل في ألا يمرَّ وقتٌ طويلٌ قبل أن تعود إلى هنا. سيكون لدينا بلا شك الكثير ليقوله أحدنا للآخر. أهنئكَ بولادة حفيدكَ، وكذلك أهنىء الجدة والوالدين".
وكان غابرييل غارسيا ماركيز يتلقّى أيضاً رسائلَ من أصدقائه الكتّاب، كالمكسيكي كارلوس فوينتيس الذي تمنّى له عيداً سعيداً بمناسبة بلوغه الـ85، في 6 آذار/مارس 2012، قائلاً له "تصوّر أننا نعرف بعضنا منذ نصف قرن!".
وتكشف رسائلُ متبادلةٌ مع فائزٍ آخر بجائزة "نوبل"، هو الشاعر التشيلي بابلو نيرودا، صداقةً أخرى طويلةَ الأمد. وجاء في رسالةٍ حملت توقيع "بابلو": "عزيزي غابي، قصة 12 تموز/يوليو ليست مزحةً، سنفتتح حانة الحصان الأخضر".
وأوضح ابن ماركيز، غونزالو غارسيا بارشا، أنَّ هذه الرسالة تتعلق بلقاءٍ بين الصديقين في باريس عام 1972.
ويُنظَّم المعرض في إطار الذكرى الـ40 لنيل غابرييل غارسيا ماركيز جائزة نوبل للأدب، ويقام في منزله القديم في المكسيك، الذي حُوّل إلى مركزٍ ثقافيٍّ.