كتاب جماعي يجدد التفكير النقدي في إرث الجابري
صدور كتاب جماعي جديد في المغرب يطمح إلى تقديم عمل تركيبي مستوعب لمشروع محمد عابد الجابري العام ومنهجه في التفكير والتحليل والنقد.
بعد مرور 14 سنة على رحيل عالم الاجتماع المغربي محمد عابد الجابري، صدر عن "دار عقول" في المغرب بالشراكة مع "مركز معارف المستقبل للبحوث والدراسات"، كتاب جماعي جديد يطمح إلى تقديم "عمل تركيبي مستوعب لمشروعه العام، ومنهجه في التفكير والتحليل والنقد، وأفقه الإيديولوجي الملتزم بقضايا النهضة والإصلاح".
الكتاب الذي حمل عنوان "محمد عابد الجابري: أسئلة المشروع وآفاق التجديد"، جمع دراسات كل من: محمد الشيخ، حسن طارق، سعيد شبار، سلمان بونعمان، عادل الطاهري، حسن فورات، إسماعيل الحسني، الحسان شهيد، مصطفى بوكرن، عبد الرحمان اليعقوبي، أيوب بوغضن، محمد علا، حكيم كرومي، مصطفى بنزروالة، يونس حباش، مصطفى فاتيحي، عز الدين جبار، ويوسف محمد بناصر.
ويهتم الكتاب بأسئلة التراث والحداثة عند الجابري، وقراءته للتراث الفلسفي العربي، ولابن خلدون، وابن رشد، وتصوره للسياسة والدولة و"القطيعة" والنهضة وتفسير القرآن، وإصلاح التعليم، والثقافة، والمسألة العلمانية، والسؤال الديمقراطي، وعلاقته بمشروع عبد الله العروي.
وحكّمت أعمال الكتاب لجنة علمية ضمت أساتذة من مختلف الجامعات المغربية، هم: إسماعيل الحسني، محمد علا، الحسان شهيد، محمد بنجبور، سلمان بونعمان، محمد الشريف بنخي، خالد يايموت، محمد الصادقي، حفيظ يونسي، الحسن مصباح، خالد عاتق، عبد الرحيم الدقون، ومحمد الطويل.
العمل المهدى إلى روح الباحث الشاب أيوب بو غضن، و"أرواح شهداء فلسطين، وكل شهداء التحرر في العالم"، يهدف إلى "تجديد التفكير في مشروع الجابري"، لا لإضفاء نوع من القداسة على إرثه الفكري، بل لتفكيك أفكار الجابري واختبار قدراتها التفسيرية، وامتحان خلاصاته واستنتاجاته في علاقتها بما آل إليه الواقع العربي والمغربي من تحولات وتطورات".
سلمان بونعمان، المشرف على العمل، ورئيس "مركز معارف المستقبل للبحوث والدراسات"، قال إن استعادة مشروع الجابري وتجديد النظر في نسقه الفكري بمنطلقاته وفرضياته وتحليلاته وخلاصاته، "شرط ضروري لاستئناف النظر التجديدي، وتقييم مسار تطور الوعي النهضوي العربي لجيل بكامله، بالنظر لما يمثله من امتداد فكري وحضاري للحركة الإصلاحية المغربية والعربية في أبعادها النهضوية والتاريخية"، فضلاً عن "الأهمية النظرية والمنهجية لرؤيته في التواصل مع التراث الديني والحضاري للمسلمين وفي قراءة خريطة العقل العربي، ورفضه الواضح لخيار القطيعة الجذرية مع التراث أو استئصال الإسلام أو جعله مصدراً للإرهاب والتخلف".