عروس البقاع
عروس البقاع أحبّت هنا شموخ الجنوب وعزّتنا، فكان الثرى طِيْب مهدٍ لها وزهْر بساتينِنا الكفنا.
قصيدة مهداة إلى الشهيدة الصحافية فرح عمر
***
عَروسُ البِقاعِ تَحطُّ هُنـــــــا
بِقرْبِ بيوتٍ تعودُ لَنــــا
بِحضْنِ الجنوبِ، بِعيِنِ السَّما
تُغنّي ويا كمْ يَطيبُ الغنا
تشمُّ شــــــــذا البحرِ، تَعْشقُهُ
تُنادي: أيا بحْرُ خُذني أنا
تُناغي عصـــافيرَ فوقُ، ألا
فَكُلُّ العصــــافيرِ دوريُّنا
تُقرِّصُ أجبابَ غـــارٍ، وإذْ
بِعطْرٍ يفوحُ بِكُلِّ الدُّنــــى
تُناجي الهوى، يتهادى وفي
رُبا طيرِ حرْفا عُسولُ الجنى
**
لَها في قُرانا شموعٌ، لها
معَ الورْدِ زنبقةٌ، سَوْسنـــا
لها في قِرانا رَغيفٌ مُدوْ -
وَرٌ، أشْقرُ الوجهِ منْ غَزْلِنا
لها في تِلالِ بلادي صِباً
غُنَيْجٌ يموجُ معَ الميْجَنـــــا
لها في رياضِ بلادي ندىً
دموعُ غُصَيْناتِ تُفّاحِنــــا
**
دَنا قَمرٌ مِنْ مَطارِحِنــــا
فَشَعَّ المكانُ وفاضَ السَّنا
علا الصَّوْتُ، عدَّتْ جرائمَهمْ
وعابَتْ رِجــــــــالَهمُ عَلَنا
غدا الصَّوْتُ رَعْداً يَهزُّهمُ
وصاعقةً تصْعقُ البَدَنـــا
فقامــــــوا وأرْدَوا بِخُبْثِهمِ
عَروسَ الرّوابي وجَفْنَ الرَّنا
**
عَروسُ البِقاعِ تُزَفُّ هُنا
وتحكي النِّساءُ: أتاها المُنى
يُقِمْنَ لها عُرسَ نصْرٍ، لها
بِكُلِّ القلوبِ نُزولُ هَنـــــا
فَشمسُ الصَّباحِ تَسيلُ دُماً
تُعيدُ أدوْنيْسَ فِيْنيْقنـــــــــــا
تُلَوِّنُ وجْهَ التُّرابِ، ومـــا
بِلَوْنِ شقـــــــــائقِ نُعْمانِنا!
**
عَروسُ البقاعِ أحَبَّتْ هُنا
شُموخَ الجنوبِ وعِزَّتَنــــــــا
فَكانَ الثَّرى طِيْبَ مَهْدٍ لها
وزهْرُ بساتينِنا الكَفَنـــــــــــا