"عائدون إلى البيت": كتاب يوثّق تجارب الأطفال الفلسطينيين الأسرى
إطلاق كتاب عن تجارب عائلات الأطفال الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، في ختام برنامج "المرأة والاحتلال والفقدان"، الذي أقامه "مركز الدراسات النسوية".
أطلق "مركز الدراسات النسوية"، بالتعاون مع "نادي الأسير"، كتاب "عائدون إلى البيت: قصص الأسرى الأشبال"، وذلك خلال حفل أقيم في مدينة رام الله المحتلة.
وجاء هذا الكتاب كنتاج لبرنامج "المـرأة والاحتلال والفقدان"، الذي نفّذه "مركز الدراسات النسوية" بهدف "مساعدة أمهات الشهداء والأسرى على استعادة قوتهن وإصرارهـن عـلى الاستمرار في الحياة، متحديات كافة مخططات الاحتلال، في مدن جنين، ونابلس، وبيت لحم، ومـن ثـم في سلفيت، والخليل، والقدس المحتلة"، بحسب القيّمين على البرنامج.
وقالت مديرة "مركز الدراسات النسوية"، ساما عويضة، إنَّ "خصوصيات مختلفة لمعاناة النساء قد برزت في هذا البرنامج في كل منطقـة رغم التشابهات الكثيرة، خاصة في مدينة القدس المحتلة التي تتعرض لمخططات استعمارية تستهدفها بشكل خاص للتخلص من سكانها الأصليين، وهدم كل ما قد يذكِّر بتاريخها وتراثها وأهلها".
وأضافت عويضة أنَّ "النساء في القدس يعانين من أساليب قمع تتسبب في فقدانهـن للأمن والأمان والحب والاستقرار والراحة والسعادة"، وأشارت إلى أنَّ "أبـرز أشكال الفقدان الخاصة بالقدس هـي الاعتقال المنـزلي للأطفال، أي اعتقال الطفل في منزله، وإجبار والدته على التوقيع على وثيقـة تلتزم فيها باحتجازه في البيت، وعدم السماح له بالخروج، تحت طائلة دفع غرامة ماليـة باهظة وإيداع الطفل في السجن الفعلي، وعليه، وبموجب ذلك تصبح الأم سجَّانة لابنها".
وأوضحت عويضة أنَّ "تجـارب اعتقال الأطفال لم تكن تجربة واحـدة من دون تكرار، بـل تكـررت التجارب كما ورد في كل قصـة من قصص الكتاب، التي تمَّ تدوينها خلال العمل مع الأطفال الذين عاشـوا ظروفاً غير طبيعية، ومع أمهاتهم؛ لتقويتهـم عـلى مواجهـة الظروف القاسية واستغلالها بأفضل الطرق، مـن خـلال المساندة النفسية لهم".
يُشار إلى أنَّ الكتاب أعدّته إحدى المتطوعـات اللواتي تدرّبن على الكتابة الإبداعية، وهي الطالبة نديـن قـرط، التي عملت على تدوين وكتابة قصص الأسرى الأشبال، وجمعتها في كتاب "عائدون إلى البيت" بإشراف الكاتبـة أحـلام بشارات، ورسمت غلافه ولوحاته الداخلية الفنانة المصرية بسنت داوود.
ويهدف الكتاب لفضح ممارسات الاحتلال الإسرائيلي من جهة، وتثمين تجـارب الأطفال الأسرى وعائلاتهم من جهة أخرى.