"ع الزيرو": ميلودراما جيدة عابتها الأغنيات المصاحبة
لأول مرة نجد محمد رمضان هادئاً، وكم كان موفقاً في مشروعه السينمائي: "ع الزيرو"، مع شركة العدل غروب، فالإخراج لـ محمد جمال العدل، عن نص لـ مدحت العدل، شكّل رافعة للفيلم وبطله وكان نظيفاً إلاّ من شائبة الأغاني المصاحبة.
بداية لم يمضِ أسبوعان على افتتاح الفيلم في الصالات المصرية حتى كان متوفراً على المنصات، وهو أحد 4 أفلام جديدة باتت في متناول المشاهدة المنزلية وهو لم يكن بعد تمدد على الشاشات الكبيرة حتى يظهر على الصغيرة قبل أن يستعيد ما صُرف على إنتاجه.
فاجأنا الفيلم إيجاباً فيما لم نجد أي مبرر للأغنيات الإيقاعية غير المفهومة الكلمات ولا النغمات التي توزعت على أماكن متعددة من مساحة الشريط، لكنها لم تؤثر سلباً على التوجه الجاد للفيلم الذي جاء نموذجاً يُقتدى للأفلام ذات الرسالة الإجتماعية الراقية والمؤثرة، ودائماً يُحسب للنص أنه عماد الفيلم وقد لاءم الفنان الظاهرة محمد رمضان، قدمه حقيقياً شكلاً ومضموناً لا بل هو أزاح عنه الألقاب وعمليات التفاخرفأمسكنا به حيث كان هو الأصلي من دون أي إضافات مصطنعة.
الحدوتة من يوميات الناس. شاب أرمل يعيش مع وحيده الصغير يوسف – منذر مهران – حياة تغمرها المودة والسعادة، إلى أن سقط الصغير مغمىً عليه في صفه بالمدرسة ليتبين أنه مصاب بسرطان الدم، فينقلب المشهد رأساً على عقب.
ولأن مقتضيات العلاج تتطلب المال الكثير كانت المشكلة كبيرة زادها سوءاً طردهما من منزلهما لعدم سداد الإيجار طوال عدة شهور، ولكن المبيت تدبر في فندق شعبي وكانت فرصة سانحة التعرف إلى ممرضة جميلة هي مريم -–نيللي كريم - أرادت فعلاً تقديم المشورة والمساعدة فكانت الحضن للمريض الصغير، وزهرة الحب الجميلة للوالد حمزة – دراغون، ونجحت الأمور على الخطين فقد عولج يوسف بنجاح، بفضل تضحية حمزة الذي باع كليته وسرق مالاً من عصابة مخدرات، وما أقدمت عليه مريم من سرقة خزنة المستشفى لسداد نكاليف العلاج.
في كل هذا كان رمضان ممثلاً حقيقياً صدّقناه، تساءلنا لماذا تلك الصورة التي يسوّق لها عن نفسه، فتشوه "كاريزما" حاضرة في شكله وأدائه، وما أظهره في الفيلم جهد فنان محترف جيد وبالإمكان بناء على الشيء مقتضاه والطلب منه البقاء على هذه السكة وإبعاد الشوشرة عن صورته من خلال الغناء بطريقة الفانتازيا التي يعتمدها.
ليس هناك من إضافة سوى أن "الكاستنغ" كان موفقاً بينما الموسيقى التصويرية - خالد الكمار - حضرت في كل لحظة فراغ فلم تدع لنا مجال التأمل لكنها كانت جاذبة.