"سيد الكلمة" إيلي شويري يودع وطنه وجمهوره العربي
غادرنا الفنان اللبناني المتعدد المواهب إيلي شويري، توفي عن 84 عاماً في قريته الهادئة "بزمار"، بعد سنوات من إعلانه عدم الرغبة في تقديم شيء لأنه "لا يريد أن يبكي على وطن كان، بانتظار عودته إلى سابق صورته".
"قضيتي وطني، نشيدي: كلنا للوطن، وبرفض حدا يطلب مني أعمل أغاني، أنا أبادر لوحدي، لا أنجز أغان دليفيري"، هذا كان لسان حال الفنان اللبناني الراحل إيلي شويري وهو الذي ألّف ولحّن وغنّى عشرات الأغاني، وغنى لرئيس الجمهورية السابق العماد ميشال عون، الذي رد في تشرين الأول / أكتوبر 2017 بتكريمه في القصر الجمهوري ومنحه وسام الاستحقاق الوطني من رتبة "كوموندور".
الفنان شويري عُرف بعلاقته الوطيدة والمتينة بسوريا قيادة وشعباً، وكان دائماً في طليعة المبادرين للمشاركة الفنية في مناسباتها، وله الكثير من الأناشيد والأغنيات التي تتناول البلد بأروع العبارات الصادقة التي صاغها دائماً من بنات أفكاره.
عديدة هي الألقاب التي أُسبغت عليه ومنها اعتباره المنشد الوطني الأول فهو لطالما خص الجيش اللبناني بأدق الأوصاف، وقال الكثير في الوطن وحبّه: "بكتب إسمك يابلادي"، "تعلى وتتعمر يا دار"، "يا أهل الأرض".
شارك في 25 عملاً رحبانياً منها: (دواليب الهوا، أيام فخر الدين، هالة والملك، الشخص، ناطورة المفاتيح، صح النوم، ميس الريم) ، ويُعتبر مع الفنان الراحل ملحم بركات أفضل فنانين من المدرسة الرحبانية، وله عدد كبير من الألحان للفنان وديع الصافي – "زرعنا تلالك يا بلادي، بلدي، إنت وأنا ياليل، من يوم من يومين، يا بحر يا دوار".
كما تعاون مع الفنانة ماجدة الرومي في "بيروت لا" ، ومعروف عنه أنه إذا لم يحب صوتاً يستحيل أن يلحّن له، وكما كان سيد النغمة الشرقية كذلك كان سيد الكلمة، وعرف عنه قلة ظهوره الإعلامي ولم يرغب في الفترة الأخيرة في حياته إنجاز أي عمل فني.