سارقو باب مسرح "باتاكلان" يواجهون أحكاماً متفاوتة بالسجن
القضاء الفرنسي يطلب السجن بين 18 شهراً و4 سنوات لـ8 أشخاص متهمين بسرقة باب من متحف "باتاكلان"، رسم عليه الفنان بانكسي لوحةً تخليداً للضحايا الذي سقطوا في المسرح سنة 2015.
طلبت النيابة العامة الفرنسية، أمس الجمعة، السجن بين 18 شهراً و4 سنوات لـ8 أشخاص اتُّهموا بسرقة أو إخفاء بابٍ تابعٍ لمسرح "باتاكلان"، رسم عليه الفنان البريطاني بانكسي لوحةً بعنوان "الفتاة الحزينة"، تكريماً للضحايا الذين سقطوا في الهجمات التي وقعت سنة 2015 في باريس، واستهدفت هذا المسرح بشكلٍ خاصٍّ.
وقام الرجال الـ8 الذين تتراوح أعمارهم بين 31 و58 سنة، بإخفاء الباب في كانون الثاني/يناير 2019، علماً أن بانكسي رسم اللوحة في حزيران/يونيو 2018 على باب أحد الممرات، الذي فرّ عبره عددٌ كبيرٌ من روّاد المسرح أثناء الهجوم، الذي أسفر عن مقتل 90 شخصاً في القاعة.
وقالت المدَّعية العامة في القضية، فاليري كادينيان، إنّ "السرقة هدفت إلى تحقيق أرباح ولم تقصد الإساءة للضحايا، إذ إنّ السارقين يدركون أنّ قيمة الباب لا تُقدّر بثمن، لأن أحد أبرز الفنانين في العالم رسم عليه، بالإضافة إلى أنّه يحمل رموزاً تتعلق بذكرى الضحايا".
وطلبت كادينيان السجن 4 سنوات وإصدار مذكرة احتجاز بحق فرانك أوبير وكيفن غادوش، بالإضافة إلى الحبس 3 سنوات لدانيس جيريزييه مع استمرار احتجازه.
واعترف الرجال الـ3 بإقدامهم على سرقة الباب في عمليةٍ استمرت 8 دقائق، واستخدموا فيها جلاخة زاوية متصلة بمولد كهربائي ثُبت داخل شاحنة خُفيت لوحة تسجيلها.
كما طالبت كادينيان بالسجن 6 سنوات من بينها 3 سنوات سجن مع النفاذ، بالإضافة إلى غرامة قدرها 150 ألف يورو، لمهدي مفتاح، الذي وُصف بأنه "الرأس المدبر" للعملية، رغم أنَّ تهمته تقتصر على "التستر على السرقة".
وتشير جميع الأدلة إلى هذا تخطيط هذا الرجل البالغ 41 عاماً للعملية، والذي أصبح مليونيراً سنة 2017 بعد فوزه باليانصيب. ونفى مفتاح في شهادته أمام المحكمة إعطاءه أمراً بتنفيذ عملية السرقة.
كذلك طلبت المدعية العامة الحبس 4 سنوات، من بينها سنتا سجنٍ مع النفاذ وغرامة 4500 يورو، في حق رجلٍ خامسٍ ساعد في إيصال الباب إلى مهدي مفتاح، الذي كان متواجداً جنوب شرق فرنسا.
وطلبت كادينيان أيضاً السجن 3 سنوات، من ضمنها 18 شهر حبسٍ مع النفاذ و1500 يورو كغرامة، في حق شخصين توليا نقل الباب إلى أحد فنادق بلدة تورتوريتو الإيطالية.
وطلبت عقوبة السجن نفسها، مصحوبةً بغرامةٍ قدرها 50 ألف يورو، في حق مالك الفندق، الذي نقل الباب لاحقاً إلى مزرعةٍ في "سانت أوميرو"، حيث عثرت الشرطة عليه في 10 حزيران/يونيو 2020.
من جهتهم، سعى محامو الدفاع عن المتّهمين إلى الحصول على أحكامٍ أخفّ، شاجبين لائحة الاتهامات التي وصفوها بالـ"كاريكاتورية"، وأشاروا إلى أنّ "مرتكبي السرقة ليسوا محترفين ولم يكونوا على علمٍ بالأهمية الرمزية التي يتمتع بها الباب".
تجدر الإشارة إلى أنَّ المحكمة أعلنت أنها ستصدر حكمها في هذه القضية في 23 حزيران/يونيو الجاري.