"حرب الظل": عن العمليات الروسية والصينية السرية لهزيمة أميركا

يتجاهل الكاتب الاغتيالات التي تقوم بها الولايات المتحدة وبريطانيا في جميع أنحاء العالم جهاراً نهاراً ومن خلال قصف مناطق مدنية.

  • كتاب
    كتاب "حرب الظل" للصحافي الأميركي جيم سكيوتو.

حرب الظل، كتاب للصحافي الأميركي المعروف في قناة "سي إن إن" الأميركية، جيم سكيوتو. نشرته مؤسسة هاربر كولينز في العام 2019. وجيم سيوتو صاحب الكتاب هو كبير مراسلي الأمن القومي في "سي إن إن" ومذيع غرفة الأخبار في القناة ومقره في العاصمة واشنطن. ويقدم التحليل السياسي عبر برامج ومنصات الشبكة حول جميع جوانب الأمن القومي للولايات المتحدة، بما في ذلك السياسة الخارجية والجيش ومجتمع الاستخبارات. وقبل انضمامه إلى شبكة "سي إن إن" ، عمل سكيوتو كمراسل أجنبي أول لقناة ABC News. ومن هنا تأتي أهمية الكاتب، في البداية من الموقع الذي يشغله الكاتب في واحدة من أهم المؤسسات الصحافية الأميركية وثانياً من أن الكاتب يبني كتابه على معلومات استخباراتية جمعها من مجموعة من المسؤولين الأميركيين الأمنيين المتكتمين في العادة، ولكنه كان قادراً على جمع وكشف هذه المعلومات المهمة. صحيح أن القضايا السرية لا تكشف إلا بقرار سياسي، وسيكوتو هو أحد هؤلاء المؤتمنين. 

حاول الكاتب من خلال كتابه إطلاق جرس الإنذار من أجل مواجهة معركة أميركا ضد الحرب الباردة الجديدة، والتي جاءت كعمليات روسية وصينية مضمرة هدفها هزيمة أميركا والتربع على عرش العالم. من المعروف أن الأميركيين والغرب يعطون أهمية كبرى لما تنشره الصحافة لديهم، وهي في الأغلب صحافة موجهة وتتبع  خطاً سياسياً محدداً. وبناء عليه عندما يرفع أحدهم الصوت من خلال المقالات أو الكتب من أمثال توماس فريدمان، الذي أصبح مستشاراً لدى الرئيس السابق دونالد ترامب، واليوم هو يلتقي على الغذاء بشكل شخصي مع الرئيس الأميركي جو بايدن، وغيره كثر ممن يفعلون ذلك، فإنهم يحددون ملامح مرحلة قادمة، ويطلقون إنذارات تأخذها الحكومات ومشغلوها العميقون بشكل جدي.

في كتاب "حرب الظل"، يقدم جيم سيوتو دليلاً يكشف للقارئ الغربي ماهية الصراع الدولي الجديد. إذ علينا أن نفهم أن الكتإب موجه في الأساس للقارئ الأميركي. فسكيوتو يريد إيصال رسالة مفادها: أن حرب الظل تعد بالفعل أكبر تهديد للأمن القومي في أمريكا، على الرغم من أن معظم الأميركيين إما أنهم يعرفون القليل عنها، أو أنهم لا يعرفون شيئًا. اذ يعتمد سكيوتو في كتابه على التقارير الاستخباراتية والميدانية من أوكرانيا إلى بحر الصين الجنوبي، وتقارير من القطب الشمالي وقيادة الفضاء الأميركية. تقارير جاءت عبر علاقاته العميقة واتصالاته الرفيعة المستوى وتجربته الشخصية كصحافي ودبلوماسي في رسم صورة أكثر شمولية وحيوية لأمة مستهدفة بصيغة جديدة ومقلقة من الحرب.

ولزيادة الحماس والقلق، يبدأ الفصل الأول بقصص الاغتيالات، التي يزعم أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمر بها، والتي استغلها الغرب من أجل بدأ شن الحملات الغربية على شخص بوتين بالذات. بالطبع لم يكن قصد الكاتب سوى تجريم منهج روسيا باغتيال المعارضين لها في أوروبا الغربية وخاصة في بريطانيا، بحسب زعمه. ولكن الهجوم الذي يبدأه حول سياسة الإغتيالات الروسية، ويحرص فيه سكيوتو على تفاصيل المعلومات والتواريخ باستفزاز القارئ العربي "المعارض" للسياسات الغربية في المنطقة العربية وخاصة في فلسطين ولبنان وسوريا والعراق و... بمقارنة المواقف والمعايير المزدوجة. الاغتيال مرفوض في داخل الدول الغربية، مع العلم أن الاستخبارات البريطانية والأميركية هي سيدة من يقوم بذلك في أوروبا والعالم، بينما الاغتيالات في فلسطين وفي دول عربية وفي إيران لشخصيات وطنية وعلمية مقبولة وتمر من دون اعتراض لدول العالم "الحر".

السؤال الذي يجول في رأس القارئ منذ اللحظة الأولى التي يمسك بها الكتاب، لماذا قرر هذا المسؤول الاستخباراتي المتكتم، الذي يبقي سكيوتو اسمه سراً، فضح كل هذا الكم من المعلومات الاستخباراتية لصحافي معروف يعمل في "سي إن إن"، إن لم يكن ذلك تحضيراً أو إمعاناً في الحملة المسعورة التي شنت على روسيا من اللحظة التي جاء بها بوتين وتخلص فيها الشعب الروسي من الحقبة اليلتسينية التي حملت المآسي له. بوتين بما يدعو إليه بوجوب عودة روسيا لتلعب دورها التاريخي المهم في أوروبا والعالم، والذي عمل على إعادة تطوير صناعة السلاح، وأهمها صناعة الصواريخ الباليستية والفرط صوتية، يعد خطراً كبيراً على الأحادية القطبية التي عاشتها أميركا في آخر 30 سنة، وهي تقنيات بل تزال الولايات المتحدة تزحف نحو تطويرها. 

في حين أن القارئ الغربي أو الموالي للغرب حين يمسك الكتاب بين يديه سيبحث عن المعطيات التي يراد منها تبرير الموقف الغربي المعادي لبوتين ولروسيا. في الكتاب قصص يجب إعادة قراءتها لأن فيها الكثير من الكلام المبالغ به والذي يهدف إلى رفع منسوب الخوف والرعب لدى القارئ الغربي. دون أن يسأل سكيوتو أو غيره عن الإغتيالات التي تقوم بها الولايات المتحدة وبريطانيا بالذات في جميع أنحاء العالم جهاراً نهاراً ومن خلال قصف مناطق مدنية من أجل قتل أبي بكر البغدادي أو البرقاوي، أو أي أبو... صنعته استخبارات البلدين في العالم.  

فالكتاب يثير حالة من التساؤل حول خطورة القصص الإخبارية المتداولة في الغرب حول تسمم المنشقين أو التدخل في الانتخابات أو التعزيزات العسكرية السرية وانتشار قراصنة الالكترونيات والفيروسات وانتشار الأسلحة في الفضاء. كما يريد تكريس المعتقد بأن هناك حالة من الفوضى بحيث باتت المعاهدات الدولية في حالة موت سريري عند الروس والصينيين. والأكثر من ذلك يثير الكتاب شعوراً بالقلق من مواقف الصين وروسيا وإيران وكوريا الشمالية ونجاحاتها الصناعية والتكنولوجية. وقام بتوصيف نجاحاتها بأنها أعمال عدوانية جريئة وانتهاك للقوانين والأعراف الدولية، ولذا فالكاتب يطالب الولايات المتحدة بأخذ الخطوات المناسبة من أجل المواجهة في حرب الظلال التي تشن ضدها.

فهذا النوع من النجاح غير الغربي يعد خطيراً، لأنه يشكل خطراً على نوع الحياة الأميركية وعلى استقرار الأمن فيها. ومن الواضح أن سكيوتو يحذر من هذه النجاحات ويبدو كأنه يطالب بشن الحرب عليها بدلاً من تقبلها، وأن أي نجاح يعد حرباً عالمية وقحة على الولايات المتحدة والغرب. 

يرى الكاتب أن ما يحدث في الحرب الباردة الجديدة قد يتوج بانتصار أولئك الذين يخوضونها، لأن أعداء الغرب يدركون أنه من غير المرجح أن يربحوا حربًا نارية، وأن لديهم طريقًا آخر للنصر. وأخطر ما في الأمر على الغرب وأميركا، أن الأعداء يستغلون ما يراه الغرب كأعظم نقاط قوته- المجتمعات المفتوحة، والابتكار العسكري، وهيمنة التكنولوجيا على الأرض وفي الفضاء، والقيادة الطويلة الأمد في المؤسسات العالمية- من أجل تقويض هذه البلدان بحيث تتحول نقاط قوتها إلى نقاط ضعف.

في جملة ما يعرضه الكاتب حول الدور الروسي أو الصيني في شن الحرب على أميركا، أن روسيا على سبيل المثال تحاول التدخل في أوكرانيا من خلال خلق المخاوف في القرم من "رجال خضر" كما سماهم أحد الجنرالات الأميركيين، واتهام الروس لهم بممارسة التطهير العرقي ضد روس الدونباس، وذلك من أجل التدخل المباشر في اوكرانيا، وأن إطلاق الإشاعات ما بين الأميركيين حول التدخل الروسي في الإنتخابات، فهي محاولات لمحاربة الدولة الأميركية في عقر دارها. 

أما أخطر المعلومات حول ما تقوم به الصين فقد جاء على لسان جون سكارليت، رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني السابق، وأحد مصادر سكيوتو، الذي أخبره عن الإمساك بالعشرات من رجال الاستخبارات الصينية الذين يعملون على الأرض في الولايات المتحدة. تحدث سكارليت عن وحشية وجرأة الاستخبارات الصينية وقدرتها على قتل عائلات بأكملها في الصين من أجل الحفاظ على نفوذها. ويذهب أكثر من ذلك ليؤكد بأن الصين تقود نوعاً من الحرب الهجينة، من خلال بناء الجزر في بحر الصين والمحيط الهادئ من أجل فرض وجودها العسكري في المنطقة، مستفيدة من سرقات التكنولوجيا التي تقوم بها من شركات التكنولوجيا الأميركية، بحسب زعمه. ولكن سكارليت لم يتحدث بالتأكيد عن وحشية الجيش البريطاني والجيش الأميركي في العراق ولأكثر من عشر سنوات في البصرة وبغداد وعن قتل مئات آلاف العراقيين وحرق بساتين التمر على ضفافي دجلة والفرات.

وأهم ما يشار إليه في معرض حديث الكاتب مع سكارليت، أنه عندما كانت الولايات المتحدة تقود حربها المزعومة ضد الإرهاب في عام 2001 وبعد هجمات 11 أيلول / سبتمبر 2001 كانت كل من روسيا والصين تتحضران لإستعادة "الحرب الباردة". كانت كلتا الدولتين، وخاصة روسيا وبعد وصول فلاديمير بوتين إلى الرئاسة، تتحضر لاستعادة دورها التاريخي، إذ لم نقل كقوة عظمى فيجب القول، فكدولة لها دورها الفاعل في السياسة العالمية في أوروبا والعالم. للأسف هناك قناعة أميركية يكرّسها، هؤلاء الذين يعملون في الإعلام الأميركي وبعد وصولهم إلى علاقة وثيقة وتفاعلية مع مراكز القرار، بأن أميركا يجب أن تبقى القوة الوحيدة المسيطرة في العالم.

ولكن يبدو أن أميركا تتكيف وتقاوم في حرب الظل هذه، ويبدو ذلك من خلال تعريف سكيوتو قراءه على مجموعة مهمة من الجنود والبحارة والغواصات وقادتهم ومهندسي الفضاء وعلماء الكمبيوتر والمدنيين وكبار مسؤولي الاستخبارات، الذين هم في الخطوط الأمامية لهذا النوع الجديد من الحرب "الأبدية"، والذي سمع منهم ما يعرضه لنا في الكتاب. 

الكتاب عمل مكثف وقد يرى فيه البعض أنه مثير للقلق، ولكنه وضع ليفتح الأعين ويوضح أن حرب المستقبل موجودة بالفعل. والدليل في الحرب الأوكرانية الدائرة اليوم، وفي محاولات دفع الصين نحو حرب في تايوان. إنه عمل خطير يعمل لتكريس مفهوم الحرب الأبدية ما بين الصين وروسيا وحلفائهما من جهة وما بين أميركا وحلفائها من جهة أخرى. إن الكتاب يبدو وكأنه يحضر الغرب لدخول حرب عالمية ثالثة إن لم تبدأ أميركا بشن هجوم مضاد.

إثارة هذه النقطة بالتحديد هو أمر هام لأنه بحسب الكاتب: تحتاج الولايات المتحدة إلى دليل جديد للصراع الدولي، لأن القديم لا يعمل. فالصين وروسيا قد بدأتا حرباً باردة جديدة. وفي رأيه أن أميركا لم تلاحظ أن هناك تكتيكات جديدة ومتغيرة، لكن لديها نفس الأهداف ولم تتغير. في رأيه أن كل من روسيا والصين تريدان أن تصبحا أكثر قوة على المسرح العالمي، وأن ذلك لن يتحقق إلا بإضعاف وزعزعة استقرار الغرب وحلفائه والأنظمة التي يعتمدون عليها. ثم أن هذين الخصمين يوسعان للدول الأخرى الطريق، ومنها إيران وكوريا الشمالية. وهما تريان أن كل أمة لا تساعدهما على تحقيق أهدافهما يجب أن يتم التعامل معها كهدف محتمل. إذن الكلام يحمل على التحريض المباشر. لأنه وفي النهاية، بحسب سكيوتو، سيكون على الولايات المتحدة أن ترى المشكلة الكامنة في حرب الظل وأن تعتبرها من أساسيات الصعوبات التي عليها مواجهتها عبر السياسة الخارجية. ويلفت الكاتب إلى أن معظم المواطنين الأميركيين في الوقت الحالي، لا يعرفون شيئًا عما يحدث. ولكن أسلوب الحياة الأميركية يرزخ تحت خطر كبير، وكلما أسرعت الولايات المتحدة في أن تصبح حرب الظل هذه محور التركيز السياسي والنقاشات والاجتماعات الدولية، فسوف يكون مستقبل أميركا أكثر إشراقًا وأمانًا.

بعد التعريف والشرح المفصل لواقع الحال في الفصل الأول، يقدم الكاتب من خلال الفصول من الثاني وحتى الثامن دراسات لحالات ولمواقف وتطورات حدثت في علاقة أوروبا الشرقية مع روسيا. ويلفت إلى علاقة الصين بالدول المحيطة بها، ومن ثم وبخاصة لمواضيع الهجومات السيبرانية والتطوير التقني وتطوير التسلح في الصين وروسيا. وفي نهاية كل فصل يعرض الكاتب الدروس التي يجب تعلمها من الحالات قيد الدرس. 

أما في الفصل الأخير فيبدأ سكيوتو بالسؤال حول اذا ما كانت كل من روسيا والصين قد ربحتا الحرب أم لا. فيبدأ بتوصيف ساحات القتال، ويصف روسيا بالمحتل لأراضٍ جديدة، ويقصد بذلك جزيرة القرم. سكيوتو لم يأخذ بعين الاعتبار الإستفتاء الذي أجري في القرم والذي انتقلت بموجبه الجزيرة لتصبح جزءاً من روسيا، وأن الصين لاتزال تسيطر على الجزر الإصطناعية، التي أقامتها في بحر الصين الجنوبي، ويرى فيها الكاتب توسع للنفوذ العسكري الصيني، وأن هذا الأمر إضافة إلى سيطرة روسيا على شرق أوكرانيا وجزيرة القرم بمثابة غنائم حرب مكتسبة.

ثم يوضح سكيوتو في نهاية الكتاب دلالات نجاح كل من روسيا والصين في نشر واختبار أسلحة مضادة للأقمار الصناعية تهدد الأصول الأميركية في الفضاء. ويتهم الصين بسرقة أسرار الدولة الأميركية وبسرقة الملكية الفكرية للقطاع الخاص. ويشير إلى تمدد قدرة روسيا والصين على الإختراق لتطال الأحزاب السياسية وأنظمة الانتخابات الأميركية بهدف التدخل في العملية السياسية الأميركية، مما يخلق تداعيات مقلقة على مستقبل الانتخابات. وتستمر سلسلة طويلة من الاتهامات بالإختراقات والتمدد والتسبب بالإنقلابات. الأمر غريب، إذ أن الصحافي الأميركي الحر يعترض على ممارسات الروس والصينيين من أجل تقويض القوة الأميركية، ولا يأتي على ذكر ممارسات الاستخبارات الأميركية وشركائها في بريطانيا و"إسرائيل" وغيرها من التحالفات الاستخباراتية القائمة تحت مسمى "العيون الخمسة" والتسعة والأرقام تتالى من أجل اغتيالات العلماء في والقادة العسكريين في بلادهم وحول العالم، بهدف مضاعفة هيمنة القوة الأميركية، أو على الأقل تقويض قدرة الدول الصاعدة باغتيال علمائها. 

المنافسة لاتزال مستمرة ومكثفة! ويرى الكاتب أن ما يسود حتى اليوم، أي في العام 2019 زمن نشر الكتاب، هو الفشل في قلب المعادلة وأن الإشتباكات الخفية في حرب الظل أضرت بمصالح بالأمن القومي للولايات المتحدة، وأضعفت مكانة الولايات المتحدة في المنافسة العالمية، وهذا ما سيضعف موقف الولايات المتحدة في حالة نشوب حرب شاملة، وأن مسؤولي الأمن القومي في الولايات المتحدة يتفقون على أنه يجب على الولايات المتحدة أن تجد الطرق الأفضل للقتال والدفاع عن نفسها ضد حرب الظل، لفرض تكاليف كافية تجبر روسيا والصين على تغيير سلوكيهما. وإذا أمكن، فرض تكاليف عالية على كل من البلدين لعكس المكاسب التي حققتها بالفعل، أو منعهما من تحقيق مكاسب جديدة. 

ويبدو أن الخيار الذي ذهبت باتجاهه الولايات المتحدة هو خيار القتال مع روسيا في أوكرانيا، ومنذ أشهر تحاول الولايات المتحدة دفع تايوان للانفصال عن الصين من أجل إشغال الصين في حرب أهلية في داخل بلادها. 

يضع سكيوتو في النهاية عدداً من التوصيات لبعض الحلول المقترحة، والتي ستنقل الولايات المتحدة من مرحلة تشديد الدفاعات الأميركية تحضيراً للذهاب إلى سياسة الردع المتصاعد، وصولاً إلى الخيار الأكثر خطورة، ألا وهو القيام بعمل هجومي ضد الصين وروسيا. ومن أجل ذلك تمت التوصية بعدد من الحلول المقترحة. والتي تبدأ بمعرفة العدو جيداً ويتطلب ذلك نشر العيون والجواسيس ومحاولة الإختراق الإلكترونية لأجهزة الدولة والمناطق العملياتية الحساسة في الفضاء السيبراني مثل وزارة الدفاع ووكالات الأمن القومي وغيرها. وثانياً، تحديد الخطوط الحمر. وثالثاً، رفع مستوى التحديات وتكاليف الحرب على الأعداء. ورابعاً، رفع القدرة الدفاعية للولايات المتحدة، وبالتأكيد في جميع المجالات والتحصين في الفضاء السيبراني، وتمييع الخلافات في الداخل الأميركي وزيادة الليونة في التعاطي مع مخترقي الفضاء الإلكتروني الأميركي من الأميركيين، لأن هؤلاء سوف يساعدونها على خلق الدفاعات المناسبة في حال التعاطي الجيد معهم. وخامساً، لا يعتقد سكيوتو أن سياسة التهديد بالحرب هي ما يناسب هذه المرحلة بل على العكس، يرى أن على الولايات المتحدة عدم التلويح بها حتى لا تستفز الطرف المقابل، فجميع الأطراف اليوم لديها تسليح نووي يمكنه أن يهدد العالم كله.