"جنين جنين": مواجهات المقاومة مهدت لحرب غزة
22 عاماً مرت على تصوير الفنان محمد بكري لشريطه الوثائقي jenin jenin الذي رصد الانتفاضة الثانية وتفاصيل مواجهة المقاومة الفلسطينية لقوات الاحتلال دفاعاً عن جنين التي دفعت عشرات الشهداء وصمدت كما غزة اليوم.
-
جنين جنين: ملصق الفيلم
أراد الممثل العالمي الفلسطيني محمد بكري توثيق ما شهدته جنين من مجازر مطلع الألفية الثالثة والرد الشجاع لرجال المقاومة الفلسطينية الذين أثبتوا جدارة قتالية متقدمة أجبرت قوات العدو على التراجع لكن الفيلم يلحظ كامل تفاصيل الممارسات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين وتم توظيف شهادات حية لعدد من جنود العدو اعترفوا بما جنته أيديهم من فظائع ضد المدنيين.
-
مشهد من الفيلم كأنه صورة مصغرة عن واقع غزة
السلطات الإسرائيلية خاضت حرباً أخرى ضد الفيلم، وعمدت لجنة مراقبة الأفلام الإسرائيلية إلى منع عرضه فاستأنف بكري القرار ليحظى بحكم من المحكمة العليا يسمح بعرضه، وقبل 3 أعوام رفع 5 جنود إسرائيليين دعوى ضد الفنان بكري بتهمة تشويه صورتهم وصدر حكم على الفيلم يمنع عرضه أو تداوله لأنه يمثل وجهة نظر قلسطينية فقط.
والواقع أن الفنان بكري عرف كيف يُنجز فيلماً مؤثراً ثم كيف يدافع عنه ويحميه، بدليل تحول الشريط إلى وثيقة إدانة للجيش الإسرائيلي بتهمة القتل العمد والتدمير الممنهج لأملاك الفلسطينيين، وهذه الصورة مصغرة لحرب الإبادة التي يشنها جيش الاحتلال ضد البشر والحجر في قطاع غزة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر وحتى الآن.
-
مخرج الفيلم الممثل والمخرج الفلسطيني محمد بكري
ما شهدته جنين في العام 2000 وما أظهره فيلم بكري – 54 دقيقة – عام 2002 يُعتبر مشاهد طبق الأصل عن جرائم القتل الجماعي والتدمير الممنهج الذي يمارسه جيش الاحتلال على مدار الساعة بوحشية وهمجية ضد غزة وأهلها.
بكري قاتل بالفيلم في كل مكان، واجهوه في المحاكم فهزمهم بقوة الحق خصوصاً عندما انتزع حكماً لصالحه من محكمة العدل العليا الإسرائيلية التي اعتمدت على شهادات الجنود الذين مارسوا القتل والتدمير دون تمييز وظهر 5 منهم في الفيلم.
لم يتبدل شيء في واقع الأمور بعد 22 عاماً على تصوير الفيلم الذي اعتمد على تداعيات الحرب على الفلسطينيين وأملاكهم، لتتكررالصور نفسها هذه الأيام مع غزة بالكامل وبعض الضفة الغربية المحتلة، مع فارق أن الحرب تشتعل في معظم فلسطين اليوم، كما لو أن جنين كانت صورة لغزة، كما غزة صورة لكل فلسطين.