الصدر.. سحر ما فوق الغياب

عبد الحليم حمود وشادي منصور يصدران كتاب "الصدر سِحرُ ما فوق الغياب"، الذي يهدف إلى تحديد محطات سيرة الصدر بأسلوب عميق الوجدانية.

  •  كتاب جديد عن سيرة الإمام الصدر لعبد الحليم حمود وشادي منصور
    كتاب جديد عن سيرة الإمام الصدر لعبد الحليم حمود وشادي منصور

صدر حديثاً عن "منشورات زمكان" في بيروت كتاب "الصدر سِحرُ ما فوق الغياب" للكاتبين عبد الحليم حمود وشادي منصور. 

ويركز الكاتبان على منطلقات أساسية في سيرة الإمام المغيّب، فيتجهان إلى دهاليز ذاكرة الأهل والأصدقاء لتظهير الذكريات وتكوين الصورة النهائية في عدة مسارات، تهدف إلى تحديد محطات سيرة الصدر بأسلوب عميق الوجدانية.

ويتميز الكتاب بتقنية سردية جاذبة: مواقف خاصة لشخصية ساحرة لإمام آمن بأن "الأديان واحدة، لأن البدء الذي هو الله واحد، والهدف الذي هو الإنسان واحد، والمسير الذي هو هذا الكون واحد"، وهو شعار اعتمده في سيرته وعمله كي يحقق رسالته الإنسانية.

في طيات الكتاب العديد من الذكريات، وعليه، فإن سيرة الإمام تتوزع بين ولادة في بيتٍ إيراني في "قم" ببصمة دينية لم تمنع الطفل موسى من القفز على الحيطان واللعب بالأغصان، وبين سجادة في صور يتربع عليها ليخطَّ رسائله الكثيرة.

يعرِّج الكاتبان على إنجازات الإمام الصدر وإسهاماته في إغناء المجتمع فتتوالى زمنياً محطات مضيئة: كتابات، مشاريع تنموية، تأسيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، إنشاء مبرات ومعاهد فنية، إلقاء محاضرات، الدعوة إلى التوحيد والحوار.

وبناء عليه، فإن هذه المحطات جاءت نتيجةً طبيعية لخدمة الإنسان في المجتمع وإنصافه وتلبية حقوقه التي عدَّها الإمام الصادر متجذرة في أعماق الفطرة الإنسانية. كما يهتم الكتاب بتفاصيل قضية تغييب الإمام الصدر وأخويه، فيعرض لدقائقها وتحقيقاتها وعواقب هذه الجريمة وما نتج منها على الصعيدين اللبناني والعربي.

تكمن قيمة هذا الكتاب في سرديته المغايرة عن المألوف، إذ إن الذكريات ممتزجة بالمحطات الكبرى لسيرة الإمام، وبرواية شخصيات معظمها عاصر الإمام فتولَّدت الحكايات ما سمح للخطاب السردي أن ينفتح في مسارات متعددة. يتكون الكتاب من 14 محوراً: العيون الزرقاء والصندوق الأسود،الصدر رئيس زمانه،في ملامحه الأولى،الجذور اللبنانية لـ"الإمام"،الرواية التي ترجمها ثم ضاعت،انفتاح الروح على الفنون،أفعال ثم أقوال،قبل الصدر: هزالة المسرح الشيعي التقليدي،حكايات مع السيّد،عن الإمامين الصدر والخميني،ما قبل الخطف وما بعده، وعمليّة خطف هنيبعل القذافي.