"الجواهر الـثلاث": أطفال فلسطين يعبرون الحواجز بأحلامهم
قبل 29 عاماً من اليوم تصدّى المخرج ميشيل خليفي لقضية أطفال فلسطين الطامحين للتحرر من نير الإحتلال وأدواته فصور شريط: "حكاية الجواهر الثلاث"، الذي روى قصة الفتى يوسف – محمد نهنال – الذي تعرقلت مغادرته قطاع غزة فأعمل حلمه وتجاوز بواسطته ااحواجز إلى الحرية.
شريط رقيق مؤثر وعميق للمخرج الفلسطيني المقيم حالياً في بروكسل ميشيل خليفي، صوره بالكامل في قطاع غزة وعرض في 6 كانون الأول / ديسمبر عام 1995 بباريس في ساعة و52 دقيقة، وجاءت ردود الفعل النقدية عليه بالغة الإيجابية لما يتضمنّه من رسائل عميقة ومؤثرة في أكثر من اتجاه، من خلال براءة الصغار ووضوح رؤيتهم للوطن والعيش فيه أحراراً.
يرصد الفيلم الأحلام البريئة للصغار وكيف أنه لا مشكلة لديهم في إعمال خيالهم والذهاب بعيداً حتى إلى أميركا اللاتينية لتحقيق آمال مشتركة عندهم يصرون على تحقيقها رغماً عن حواجز الإحتلال الإسرائيلي، فهم يستنفرون خيالهم ويسافرون إلى أي فضاء في الدنيا. والطلب الذي يركز عليه الشريط هو ما طرحته عايدة – هنا نقمش، على يوسف – محمد نهنال، الذي عرض عليها الزواج فقالت له: إن مهري هو تأمين الجواهر الثلاث التي أهداها جدي لجدتي حين حمل إليها 3 جواهر من أميركا اللاتينية هدية زفاف.
ولأن معظم المعابر مقفلة مع تطبيق نظام منع التجول فإن محاولة يوسف مغادرة القطاع كانت أقرب إلى الإستحالة، خصوصاً حين رتّب مع صديق له عملية دقيقة يستطيع بواسطتها مغادرة القطاع بسهولة عبر أحد صناديق البرتقال المصدرة إلى الخارج، لكن نظام منع التجول حال دون إمكانية نجاح هذه الخطوة لتبقى الفكرة الأولى وهي المغادرة بالفكر، بالحلم.
حوارات عديدة بين الصغار عن حب فلسطين وضرورة حرية كل من فيها في التحرك بحرية ومن دون مضايقات أو إعاقات من أي نوع، ويتفانون في الكلام عنها كونها الحاضن الأول لهم والحامي لهم في كل وقت. ويتم التركيز طوال الوقت على الانفعالات التي تكون من صورة أفكار الصغار وتألقهم من تلقاء أنفسهم بفطرتهم المعروفة.
الشريط جال على العديد من المهرجانات العربية والعالمية وعاد منها بكمٍّ نوعي من الجوائز لقدرته على التعبير عن القضية الفلسطينية من خلال أفكار وأحلام وهواجس الصغار، خصوصاً في قطاع غزة، الخاضع لقوانين جائرة من منع التجول، وإقفال المعابر، ودوريات التفتيش التي لا تكفّ عن إعاقة حركة الناس لإنجاز أعمالهم.
الفيلم من إنتاج المخرج خليفي، جيروم كليمانت، وريتشي كوغان، تواكبه موسيقى تصويرية لـ عابد عازرية، وجان ماري سينا. بينما شارك في تجسيد الأدوار الباقية: محمد بكري – والد عايدة – بشرى كرمان – والدة يوسف، رائدة آرون – سعاد، مكرم خوري – أبو إيمان، حسن أبو لبدة – صلاح.