أفلام خالدة: "الحدود" درس عميق في الوحدة العربية
قليلة هي الأفلام العربية التي هزّت الكيان الجماهيري وتحوّلت حديث الأمة، منها شريط: "الحدود"، للفنان المخضرم دريد لحام أمام وخلف الكاميرا عن نصّ للراحل قبل 16 عاماً محمد الماغوط.
الحدود كفيلم، فتوحاته كانت أكثر من أن تعد. وتبين أنه كان حاجة عربية ملحة جداً لجهة الرغبة في الشعور عند جموع الأمة بأن ليس هناك عائق بين عربي وعربي، يمنع التواصل، أو يحد منه. وإذا بتعاون ونجاح الثنائي المبدع دريد لحام ومحمد الماغوط المسرحي ينعكس إبهاراً سينمائياً مع إطلاق الفيلم مطلع العام 1984.
ما إن شوهد "الحدود" جماهيرياً حتى كانت الضجة التي لم تهدأ: إعجاباً وتقديراً، بمعزل عن الإشادات الكثيرة جداً من قبل النقاد، وجاءت ردة الفعل واحدة عند الجميع: موضوع الفيلم حاجة عربية جامعة ترجمتها الجماهير العارمة زحاماً عند شبابيك التذاكر وكان في تلك الفترة من الأفلام العربية النادرة التي وجدت مكاناً لها في الصالات المصرية.
"فكرة فيلم الحدود جاءت من حادثة عشتها شخصياً على الحدود بين سوريا ولبنان، وتخيلت أنني مقطوع في هذه المنطقة من دون جواز سفر، وأن أبقى على الحدود لاستكمال الأوراق الرسمية. لكن الوضع اليوم أسوأ، اليوم مع الأسف مع تواجد كامل الأوراق الرسمية وعلى رأسها جواز السفر فلن تعبر الحدود بين أي دولتين عربيتين ما لم تمتلك إذن دخول وإلاّ فلن تدخل، هذه مشكلتنا والله المستعان" هكذا لخّص الفنان دريد لحام موضوع فيلمه.
الفنان دريد تولى مهمة الإخراج موظفاً خبرته الطويلة على الشاشتين في إنجاز مهمة أولى لكن على يد محترف، خبر التعاطي مع الصورة فإذا نحن إزاء شريط مؤثر ونموذجي إلى درجة كبيرة وعميقة، مع فريق رائع من الممثلين تتقدمهم: رغدة، ومعها كثيرون، أبرزهم: رشيد عساف، هاني السعدي، هاني الروماني، عمر حجو، وأحمد حداد.
الألفة وتدفق المشاعر بين فريق الممثلين شكل العنصر القوي لتمرير النجاح المدوي للشريط الذي اعتبر حالة سينمائية إستثنائية في وقت واكبته دعاية غير مسبوقة ولدت من دهشة الناس المعجبة بالفكرة أصلاً، مع ثقل نوعي يتمثّل في وجود كبيرين على رأس العمل: دريد والماغوط، بينما زينّت رغدة الفيلم.