أفلام خالدة / arzoo: صداقة عنوانها التضحية بهوى القلب وخصوصية الأنا

درس عمره 57 عاماً يقدمه الفيلم الهندي arzoo نص إخراج وإنتاج راماناند ساغار، عن معنى الصداقة الحقيقية التي تعني التضحية بكل صورها حفاظاً على قيمة العلاقة من أي مساس برمزيتها.

  • arzoo: ملصق الفيلم
    arzoo: ملصق الفيلم

لطالما تميزت سينما بوليوود بحفاظها على القيم والمبادئ الإجتماعية والأخلاقية بإعتبارها جزءاً رئيسياً من إنسانية البشر، ونجحت في الحفاظ عليها على مدى عقود من الزمن، ومن معالمها أواسط الستينات شريط arzoo الميلودراما المؤثرة جداً لمستوى الصداقة التي روعيت فيها العلاقة على حساب كل المعايير الأخرى.

العنوان نفسه كان ظهر في العام 1950 لفيلم من توقيع شهيد لطيف في ساعتين و8 دقائق في بطولة لـ داليب كومار، وكاميني كوشال، أما الشريط موضوع حديثنا فظهر عام 1965 للمخرج ساغار – في ساعتين و56 دقيقة - سكب في جنباته شحنات عاطفية نبيلة رصدت ملامح صداقة بين شابين دخلت عليها حسناء شابة تدعى أوشا – سادانا شيفداساني – رحلت عام 2015 عن 74 عاماً، لكنها لم تقصد ولا هي إستطاعت فك رباط الصداقة بين شابين أحباها.

  • صديقان إلى الأبد: تعاهدا وكانا وفيين
    صديقان إلى الأبد: تعاهدا وكانا وفيين

غوبال – راجندرا كومار تولي – رحل عام 1999 عن 71 عاماً، وراميش – فيروز خان – رحل هو الآخر عام 2009 عن 69 عاماً، هما الصديقان اللذان تعاهدا على الوفاء والإحترام ورفضا أي انصياع للظروف القاهرة التي قد تطرأ وكان أبرزها حادث أصاب الأول فانتقل نصيب الجميلة أوشا إلى الثاني في وقت لم يكن أي منهما يعرف أن أوشا تعرف صديقه.

ويركز الفيلم على الألم النفسي الذي عانى منه غوبال وهو يغالب عاطفته تجاه من باتت في عصمة أعز أصدقائه، وتمر مواقف بالغة الإحراج يتصرف معها وكأنه لم ير أوشا إلاّ الآن، وعندما تنكشف الصورة بوضوح لـ راميش، يُدرك كم تحمل صديقه وتجلد حفاظاً على عدم المساس بمشاعر صديقه.

مثل هذه المبادئ النبيلة غابت إلى حد بعيد عن الأفلام وبات حضورها في أوقات نادرة موضع تعجب، وهي صورة واكبت السينما العربية في حقبة إنطلاقتها الأولى ثم غابت تماماً، بينما الهندية أبقت على عناصر مهمة تلحظ مناخ الجدية والفرح في آن واحد، كنوع من طرح نموذج يجمع الجد واللعب في بوتقة واحدة.

  • مخرج الفيلم: راماناند ساغار
    مخرج الفيلم: راماناند ساغار

المخرج ساغار – رحل عام 2005 عن 87 عاماً – كان أوقف علاقته بالسينما عام 1985 مع فيلم salma وتفرغ للتلفزيون حيث أنجز مئات الحلقات، كان صرح في زمن إطلاق عروض الفيلم: "يعنيني جداً هذا الشريط لأنه يمثل جزءاً كبيراً من أفكاري ومبادئي وعندما شاهدت النتيجة أدمعت تأثراً من الفرح".

المادة الموسيقية في الشريط لها ثقل خاص لكثرة المواقف المؤثرة التي تعبر في الفيلم مع ممثليْن من العيار الثقيل في السينما الهندية: راجندرا كومار تولي، وفيروز خان. المؤلفان الموسيقيان: جايكيشان دايابهاي بانشال، وشنكر سنغ راغوواتشي، أجادا بقوة لفت الإنتباه إلى دور الموسيقى في إنهاض المشاهد وجعلها حية فاعلة حركت كل شيء في الشريط.

الفيلم ممسوك برباط بالغ القوة من عناصر التأثير الفني في الأحاسيس والتطورات، وكانت لكل فنان جعبته الخاصة من طاقة الحضور، فواكبنا إلى جانب الممثلين الثلاثة البارزين أسماء أخرى لها فعاليتها في سياق الأحداث:ناظمة – 74 سنة، نصير حسين – توفي عام 1987 عن 65 سنة، أشالا ساشديف – توفيت عام 2012 عن 91 عاماً، دومال – توفي عام 1987 عن 72 عاماً.