أغنية "الغراب": جراحة في دماغ يحتله وجه جميل

شريط خاص متميز واعد بمخرج متمكّن هو السعودي محمد السلمان في فيلمه: أغنية الغراب، عن دماغ مريض تبين في العملية الجراحية أنه محتل من وجه جميل للحسناء هديل – كاترينا تكاتشينكو -.

  • أغنية الغراب: بطل السريط: عاصم العياد
    أغنية الغراب: بطل الشريط: عاصم العياد

رهان طيب على جيل عربي شاب من المخرجين لإحداث تغيير نوعي في صورة الفيلم العربي الثقليدي، وهي صور بدأت تُترجم إيجاباً في جوائز المهرجانات  الإقليمية والدولية. من هذه النماذج شريط سعودي يتضمن كمية هائلة من الشحن العاطفي الموجّه إلى جنس الرجال بشكل خاص ومباشر.

شريط: أغنية الغراب، يشتغل على الدماغ. نعم، ويأخذ نمودجاً له  رأس ناصر – عاصم العواد –الرجل البسيط  الذي يُطلب منه صياغة كلمات أغنية لكي يشدو بها أبو صقر – إبراهيم الخيرالله – لكن هذا العضو المريض لا يستطيع إنجاز شيء وأكثر ما إستطاعه كلمتان: شمس الشموس.

  • وضع إجتماعي غير مستقر من كثرة التدخلات
    وضع إجتماعي غير مستقر من كثرة التدخلات

الطبيب – وائل النحال – نصح بجراحة فورية، لكن ناصر رفض الخضوع لأي عملية، وإذا بجديد يطرأ على حياة الرجل الوحيد والحزين والضائع، تظهر إمرأة أقرب إلى الحوريات تدعى هديل – كاترينا تكا تشينكو – تعبر كالحلم، كالطيف وتسلبه عقله بالكامل، من دون أن يدري سبباً لوجودها وهي تخاطبه بصوت خفيض ثم تنتقل إلى اللامكان، لتظهر لاحقاً في الوقت المناسب وكأنها الدواء الذي يحتاجه لشفاء دماغه.

وتتدخل موسيقى محمد ناصف وكاميرا حسام حبيب في تقريب وجهة نظر المخرج من الموضوع المطروح مع ما أمكن من المؤثرات المشهدية بقيادة عبد الله صبري، لتتخطى اللقطات حاجز المرور التقليدي، إلى العبور الإبداعي حيث يلج السلمان في حركته إلى عمق شخصية ناصر الذي حمّله عبء النظريات المختلفة التي يلتزمها في التعامل مع شخصياته وبشكل إضطراري مع ناصر المنكسر والقابل لكل أنواع التداعيات في أي لحظة.

  •  مخرج الفيلم وكاتب نصه، السعودي محمد السلمان
    مخرج الفيلم وكاتب نصه، السعودي محمد السلمان

كل حالات التأجيل والمماطلة لم تُجد نفعاً لتجاوز العملية الجراحية، ليرضخ ناصر في نهاية المطاف مستسلماً لغرفة العمليات التي شكلت صورة عن العذاب الإضافي مع ظهور هديل بكامل سحرها متربعة على أوسع كرسي في الدماغ، الجراحة تقوم بالعلاج والمريض يأخذ من التخدير كامل مساحة التخيل مع إكتشافه بأن هديل تسكن داخله ولا نية لها إطلاقاً للمغادرة.

المخرج نفسه كتب السيناريو، في إنتاج لـ محمد الغراوي، وأحمد موسى. مع دعم من: مسابقة ضوء لدعم الأفلام، وهيئة الأفلام في السعودية، وبرنامج جودة الحياة، وستوديوهات تلفاز 11. وقد جسد باقي الأدوار: عبد الله الجفال، شاديبو، عبد العزيز المبدّل، فاطمة الشريف، إبراهيم الهيصاوي، بدر أبو هميل، نواف المهنا، بلال علي، عبد الله دهران، وراشد المدش.