Rustin: تظاهرة حاشدة إلى واشنطن أقرت الحقوق المدنية
إنها سيرة الناشط من أصول أفريقية بايارد راستن – كولمان دومنغو – الذي نظّم تظاهرة من 250 ألف شخص إلى واشنطن عام 1960 للمطالبة بإقرار الحقوق المدنية لذوي البشرة السمراء في أميركا إبان حكم الرئيس جون كينيدي.
لا يترك الشريط شاردة أو واردة عن حياة ومواصفات الناشط بايارد راستن إلا وأضاء عليها، ضمن مَن هم من أصول أفريقية، بوجود قادة تاريخيين من وزن مارتن لوثر كينغ الذي كان الداعم الأول لـ راستن واعتبره أفضل من ينظم تظاهرة قادرة على الضغط على البيت الأبيض لإقرار حقوق ذوي البشرة السمراء، وهو ما استطاعته تظاهرة ضمت 250 ألف شخص أجبرت الرئيس الأميركي كينيدي على دعوة مجلس العشرة إلى الإجتماع ودرس القانون والموافقة عليه ومن ثم إقراره في الكونغرس.
مادة الفيلم الذي صوّر قي بتسبيرغ - بنسلفانيا تركز في 106 دقائق على التحضيرات المكثفة واللقاءات العديدة التي عقدها أركان حركات ونقابات وتجمعات في محاولة للضغط على البيت الأبيض لعبور قرار المساواة بين المواطنين، وفُرض على الأعضاء التوقيع على تعهد بحافظ على المكتسبات السابقة ويطالب بقانون عصري.
"أقسم أن ألتزم النضال من أجل الحقوق المدنية وأتعهد بقلبي وعقلي وجسدي بشكلٍ كامل ومطلق وبعيداً عن التضحية الشخصية بتحقيق السلام الإجتماعي عبر العدالة الإجتماعية.
أتعهّد بأن أحمل رسالة المسيرة إلى أصدقائي وجيراني في دياري، وبأن أدفعهم إلى القيام بإلتزام مساو وبجهد مساو، سأتظاهر وأصوت وسأحرص على أن يكون صوتي وصوت إخوتي مسموعاً بوضوح ويتردد في كل زوايا البلاد"، هذا التعهد وقّع عليه قادة مشروع التظاهرة.
أول رد فعل رسمي على هذا المناخ إعلان ناطق بإسم البيت الأبيض بأن نائب رئيس التظاهرة راستن هو شيوعي وصاحب سوابق جرمية، وكان ممكناً أن يعمد زملاؤه إلى إجباره على الاستقالة ، أو طرده حفاظاً على نجاح المسيرة، وجاء الفرج من مارتن لوثر كينغ شخصياً الذي أثنى على جهوده ووصفه بأفضل خيار لتنظيم المسيرة الأسطورية.
وحصل الحدث بمشاركة 250 ألف شخص أمّن لهم مجلس الكنائس العالمي 80 ألف وجبة غذائية، وبعدها بـ 4 أشهر أقر الكونغرس قانون الحقوق المدنية الذي يمنع التمييز بناء على العرق أو اللون أو الجنس أو الديانة والأصل.
وفي العام 1987 توفي راستن، وبعد مرور 50 عاماً على المسيرة منح الرجل وسام الحرية الرئاسي.
أخرج الفيلم جورج س وولف، عن سيناريو صاغه جوليان بريس، وداستن لانس بلاك.
وفي مهمة المنتج المنفذ الرئيس السابق باراك أوباما وزوجته ميشيل، وشارك في تجسيد أدوار بارزة في الشريط: كريس روك، غلين ثورمان، آمل أمين، غاس هالبر، جوني راماي، ومايكل بوتي، لكن يبقى أداء كولمان دومينغو لشخصية راستن في قمة الإجادة.