Magma: تحفة مشهدية أبدعها الثنائي برناديت وعصام
حدث مسرحي نوعي نخبوي شهدنا عرضه الافتتاحي على خشبة دوار الشمس - بيروت، مع الفنانيْن: برناديت حديب، وعصام بوخالد، تحت عنوان: magma.
عمل مسرحي من فصل واحد مكثف عميق يقتحم جلد أزماتنا على كثرتها وتنوعها وحدتها ويضربها بسوط معدني مؤلم. نص متين مباشر يصور جوانب من معاناتنا مع الكوابيس والقلق وعدم الاستقرار، سكبها السيناريست والمخرج عصام بوخالد كلها في شخصية ساحرة الكاراكتيرات.
الممثلة برناديت حديب وحدها على الخشبة لكنها تفرعت خلال أقل من ساعة بقليل إلى عدد غير محدد من الشخصيات الواقعية التي أسعدت جمهوراً خاصاً ونخبوياً صعباً في إفتتاح العروض.
اللبناني الذي خاوى الأزمات والإحباطات والمفاجآت التقط سريعاً حبّات عقد المسرحية بكل تفاصيلها التي تناولت اليوميات ما بين الشارع والمنزل والمناسبات على اختلافها وكلها ذات أبواب مغلقة بإجكام بحيث لا مجال للفوز معها بأي حل، ومع تعدد حالات الإستحالة فإن المخرج الوحيد من هذه السجون هو: الموت، نعم هذا هو الحل الذي يوقف عجلات الأزمات التي لا تغادرنا أبداً.
برناديت وسرير وثير فقط على الخشبة، وباقي المناخات تبتكرها هي بمهارتها الكاسحة، حضور بالشكل والأداء الصوتي، بأعلى طبقة وأخفضها، وبأعنف شد عضل وأعصاب وأهدأ الحالات، تناقض لا يتوقف وكله يصب في صورة اللا توازن، واللا معقول طالما نشاهد كل شيء بوضوحٍ تام.
توصيف موفق جداً لأحوالنا الملونة تطرقه المسرحية وتتمادى في الطرح والتركيز على السلبيات لنحصد نصاً مبتكراً مختلفاً يفيض بغنىً واضح من الأفكار والمعالجات المطروحة لكنها في مجموعها لا تفي بالغرض ليتأكد مناخ واحد لا مهرب من طرحه رغم سوداويته: الموت هو الخلاص. والمسرحية تسجل إمتاعاً إخراجياً عندما يبتلع السرير برناديت وكأنه يُسجيها للدلالة على موتها كراحة وخلاص مؤكدين لها من كل المآسي العامة في يومياتنا.
Magma الأفضل لها أن تُعاش لا أن تُروى وهي مستمرة حتى 4 شباط/ فبراير المقبل، وفي فريقها المعاون : سرمد لويس – في الإضاءة والصوت – قيكتور داغر، جاد بوشاهين، و alusilica – في تنفيذ السينوغرافيا – وأحمد حافظ – مساعد المخرج.