LITTLE UKRAINE: "غيتو" يهودي في نيويورك وفد من روسيا
يرد إسم أوكرانيا في عنوان الفيلم الجديد: LITTLE UKRAINE، لكن مضمونه لا يأتي على ذكرها أبداً، وسط أجواء تحكي عن إنتقال 100 ألف يهودي من روسيا إلى نيويورك ولا تكون حياتهم مستقرة.
ما إن قرأنا عنوان : أوكرانيا الصغيرة، لفيلم أخرجه آنتي نوفاكوفيك، حتى اعتقدنا أن الحرب الدائرة هناك حالياً هي محور الفيلم، لكن الواقع كان غير ذلك تماماً، إنه عن شريحة من اليهود الذين غادروا الإتحاد السوفياتي في الثمانينات من بين 100 ألف يهودي سعياً وراء ما يُعرف بالحلم الأميركي.
الفيلم يرصد حيثيات حياة إثنين من هذا العدد، هما: فلاد ريزنيك – نيكولاي تسنكوف، وبافيل سولويف – جون د ألكسندر. وإذا بكل الأخبار عن عائلتيهما سلبية، أبرزها أن من ضايقهما وسلبهما أموالهما هم أفراد مافيات وفدوا معهم، منهم، يعرفونهم جيداً ويأخذون مبالغ كبيرة بحجة حمايتهم من أي أذية أو إعتداء، إستناداً إلى سيناريو صاغه: بريان شيزانو، وديمتري شابيرو.
السوء أتاهم من المقربين، ولم يكن بينهم وفيّ واحد أو صادق واحد، وبالتالي دارت الدوائر على الشريكين الصديقين، اللذين لم يكونا على علاقة جيدة مع أبنائهما، لأكثر من سبب، بينها رغبة الأبناء في عمل أفضل من الشراكة في ملهى لا يدر الكثير من المال، بينما القليل منه لا تتركه المافيات الوافدة.
فلاد لا توجد مودة بينه وبين نجله المحامي دانيال – غونزالو فارغاس – الذي حاول جني المال بأسلوب ملتو فتم ضبطه ونال نصيبه منع مزاولته المهنة 3 سنوات، وصودف أن بعض المستثمرين من العصابات كانوا يعرضون قروضاً على الوافدين الجدد وبينهم الشريكان فإستدانا منهم 100 ألف دولار وبسبب الخوّات تأخرا في سداد ما عليهما في الوقت المناسب فكان عقاب أحدهما -– فلاد -– السجن- وبالتالي لم يكن متاحاً لإبنه أن يدافع عنه.
كل هذايحصل ولا شيء يوقف التدهور في أحوال العائلتين العالقتين في مشاكل سببها الأقربون ومعظمهم غير أوفياء ، والنادرون منهم حاولوا إصلاح ما فسد من دون نتيجة، وكان واضحاً أن العناصر النسائية كانت متورطة ولم تقدم أي خدمة للرجال.
من بينهن أنيالكا – يانيا ستوديلينا – التي تريد حياة هادئة وسط هذا التخبط والمشاكل وحوادث الطعن والغدر، وحاولت مد جسر تفاهم مع دانيال لكن الأمور سرعان ما ساءت، وعادت الأمور كلها إلى الحضيض، حتى حين خرج فلاد من السجن، وحاول إستئناف حياته مجدداً مع شريكه بافل، مع مصالحة رجل الخوّات والجرائم، يدخل إلى المقهى الذي يملكانه مسلحان يطالبان بقريب لهما مفقود.
هنا تنتهي مفاصل وتفاصيل وأحداث الفيلم: طلقات سريعة وكثيفة من مسدسيْ الرجلين على جميع الحاضرين، يعني لا حلم أميركياً وردياً، والموت وراءه البيئة نفسها المحيطة بكل شخصيات الفيلم، اليهود بين بعضهم البعض، في فيلم بدأ بهجرة إلى بلد الحلم -–الأميركي، وإنتهى برضاض قضى على معالم من هذا النسيج غير القابل للتأقلم، والعيش المشترك بين أفراده.