"مدخل إلى الأيديولوجيات السياسية" إلى العربية
"مدخل إلى الأيديولوجيات السياسية" لاندرو هيود يصدر في ترجمة عربية في القاهرة، والكتاب يفيد في فهم ودراسة الأيديولوجيات السياسية بعيداً من حمولتها الإعلامية والتاريخية والاجتماعية.
صدر حديثاً عن "المركز القومي للترجمة" في مصر، الترجمة العربية لكتاب "مدخل إلى الأيديولوجيات السياسية"، لمؤلفه اندرو هيود.
الكتاب الذي نقل إلى العربية محمد صفار، يفيد، وفق الناشر، "في فهم ودراسة الأيديولوجيات السياسية كما هي، بعيداً من حمولتها الإعلامية والتاريخية والاجتماعية التي صارت، خاصة في الفضاء العربي، تعوق الفهم والتحليل".
وفي هذا الكتاب يعرّف المؤلف الأيديولوجيا بأنها مجموعة متماسكة من الأفكار تضع أساساً للنشاط السياسي المنظم، سواء قصد به الحفاظ على نظام القوة القائم أو تعديله أو الإطاحة به، ولذلك تتصف جميع الأيديولوجيات بأنها تقدم توصيفا للنظام القائم، ونموذجا للمستقبل المرجو، وتفسر كيف يجب ويمكن إحداث التغيير السياسي.
وقد تبلورت خريطة الأيديولوجيات في القرن العشرين على النحو التالي: الليبرالية في وسط المشهد وعلى يمينها المحافظة، ثم القومية، ثم الفاشستية وعلى يسار الليبرالية تأتي الاشتراكية ثم الشيوعية، ثم الفوضوية أو الأناركية. وهناك مجموعة من الايديولوجيات الجديدة مثل النسوية، والايكولوجية والأصولية الدينية والتعددية الثقافية.
وتمثل الليبرالية العمود الفقري للفلسفة السياسية للعصر الحديث، وهي مصدر الأيديولوجيات العلمانية على يمينها وعلى يسارها، وتلتزم الأيديولوجية الليبرالية بمجموعة متميزة من القيم والمعتقدات؛ اهمها الفرد والحرية والعقل والعدالة والتسامح. ويفهم الليبراليون الديمقراطية بمصطلحات فردية كالرضا الذي تعكسه صناديق الانتخابات، حيث تساوي الديمقراطية بين جميع المواطنين، وبينما يعيق الديمقراطية إساءة استخدام السلطة، فإنها ينبغي أن تمارس في إطار دستوري لمنع طغيان الأغلبية.
الاشتراكيون أيضاً يدعمون تقليدياً شكلاً من الديمقراطية الراديكالية التي تقوم على المشاركة الشعبية والرغبة في وضع الحياة الاقتصادية تحت الرقابة العامة، ويرفضون اعتبار الديمقراطية الليبرالية ببساطة ديمقراطية رأسمالية، ومع ذلك يشعر الديمقراطيون الاجتماعيون المحدثون بالالتزام بصورة راسخة بالديمقراطية الليبرالية.
ويؤيد الأناركيون الديمقراطية المباشرة، ويطالبون بالمشاركة الشعبية المستمرة واللامركزية الراديكالية، ويعدون الديمقراطية الانتخابية او التمثيلية مرد واجهة تحاول إخفاء سيطرة النخبة وإرضاء الجماهير بما تتعرض له من قمع.
وبدأت منذ منتصف أواخر القرن العشرين وازدهرت في نهايته أفكار عن نهاية الايديولوجيا أو ما بعد الأيديولوجيا أو الأيديولوجيات الجديدة مثل العقلانية والطريق الثالث وما بعد الحداثة والتعددية الثقافية؛ والمستمدة من مرحلة ما بعد الصناعة.