"فرحة".. توثّق أولى مجازر العصابات الصهيونية في نكبة فلسطين
عن قصة حقيقية صوّرت المخرجة الأردنية دارين. ج. سلام شريطها الروائي الطويل "فرحة"، وهو إسم بطلة القصة التي شهدت أولى المجازر التي ارتكبتها العصابات الصهيونية في المدن والقرى الفلسطينية عام 1948، عام النكبة.
وثّقت المخرجة بكثير من التأثر والعمق اللحظات الأولى للمجازر التي ارتكبتها العصابات الصهيونية المسلحة ضد المواطنين الفلسطينيين الآمنين في منازلهم وأرزاقهم، من خلال مشاهدات صبية فلسطينية لم تتعد الرابعة عشر من عمرها من غرفة المؤونة في منزلها لعشرات من أفراد الميليشيات الصهيونية يعتدون على الآمنين ويقتلونهم على الفور.
فرحة وحيدة والدها كان خبأها في هذه الغرفة لكي يتمكن من القيام بواجبه في مواجهة هذه العصابات مع رفاق له، فكانت فرصة لها لكي تتابع بشكل حي جانباً من المجازر التي إرتكبت قريباً منها بدم بارد، وقطع هذه المشهدية طرق بابها من قبل عائلة جارها أبو محمد – مجد عيد – وزوجته – سميرة قصير – مع طفلين صغيرين ورضيع، سقطوا كلهم ضحية الوحشية الصهيونية أمام عينيها.
القصة سمعتها المخرجة دارين من والدتها وجدتها وبعض من نجوا من تلك المجازر. وقد أحدثت أجواء الفيلم ردة فعل إسرائيلية غاضبة حاولت عرقلة عروض الفيلم في مهرجانات عديدة منها: تورونتو، بوسان، وروما، وشهدت عروضه في أيام السينما الفلسطينية في رام الله كثافة حضور واسعة.
الشريط (92 دقيقة) صوّر في الأردن، من إنتاج: ديما عازار، وآية جردانة. وأدارت التصوير راشيل عون، فيما صاغ الموسيقى التصويرية للمشاهد نديم مشلاوي، عرضته الصالات الأميركية في الأول من كانون الأول/ديسمبر 2022، مع فريق ممثلين تألف من: كرم طاهر - في دور فرحة - أشرف برهوم - والد فرحة - علي سليمان -أبو وليد - مجد عيد - أبو محمد - سميرة قصير - أم محمد - وتالا قموع -فريدة.
يعتبر الشريط وثيقة مهمة في سياق ما هو متوفر من وثائق تكشف حجم الجرائم التي ارتكبتها العصابات الصهيونية المسلحة عام 1948 عندما باغتت المواطنين الفلسطينيين في بيوتهم وأرزاقهم ونكّلت بهم قتلاً في مجازر مروعة غير مسبوقة في التاريخ. وهي تضاف إلى اعترافات كاملة وواضحة لأفراد كثيرين منهم بارتكاب جرائم قتل وترويع بحق مواطنين مدنيين فلسطينيين عزّل، بثتها شبكة قناة ( بي بي سي) في شريط وثائقي.